من لهم غرض يرجوه، لهم طبيعة حياة توافق الهدف. وهذا المبدأ نراه في حياة موسى؛ فكيف يتحد بحياة القصور وربما يطمح في وراثة عرش مصر وعنده هدف أن يخرج هو وإخوته من مصر؟! هنا كانت الصعوبة هل يختار الهدف الإلهي من حياته والذي له المجازاة أم يتمتع مُتناسيًا إياه؟ فإن اختار الهدف سوف يتنازل عن بنويته لابنه فرعون، وبالتبعية خزائن مصر. يا لها من تضحية كبيرة جعلت منه رمزًا للمُضحي الأعظم في التاريخ وهو ربنا يسوع الذي أخلى نفسه ووضع نفسه (فيلبي٢: ٧-٨) في سبيل أن يُتمّم هدف الله وهو مشروع الفداء. وهذا ما أسماه كاتب العبرانيين: عار المسيح، والذي هو في عين موسى غنى أعظم من خزائن مصر. يا له من حساب صحيح وعميق، أرجوه لنفسي ولك عزيزي القارئ، أن تسعى لهدف الله ومشروعه مُرددًا مع السيد «يَنْبَغِي أَنْ أَكُونَ فِي مَا لأَبِي؟» (لوقا٢: ٤٩). وإن كلفك ذلك التنازل عن راحة وقتية، هل تكون مثل موسى الذي فضَّل الاتحاد مع الشعب الذليل من العدو على أن يكون في صفوف العدو مُتمتَعًا بمباهج مصر مُتناسيًا غرض الله من حياته. أدعوك أن تقتبس من حسابات موسى وتضع الله وهدفه من حياتك في أولوياتك مهما كانت التضحية.