منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 12 - 12 - 2012, 04:29 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,413

البابا أثناسيوس يرجع من منفاه والإسكندرية تستقبله


إتفق الأخوة الثلاثة قسطنطين الأبن الأكبر وقسطنطيوس وقسطانس بعد وفاة أبيهم الإمبراطور قسطنطين على تحديد موعد للمقابلة معاً فى مدينة فيميناسيم Viminacium وهى مدينة مشهورة فى أقليم موزيا على نهر الدانوب على الطريق الرئيسى نحو القسطنطينية ( وهى ألان مدينة باساروفيتز Passarovitez ) بالقرب من مدينة Kostolac وكان قسطنطين الأبن إمبراطور الغرب قد أخذ موافقة أخيه الأصغر قسطنطيوس إمبراطور الشرق فى إستحضار أثناسيوس معه , فأخذه معه لحضور هذا الإجتماع الثلاثى .



ولما إجتمع الإخوة الثلاثة وافقوا جميعاً على عودة البابا أثناسيوس إلى كرسية بالأسكندرية


[ وقد اتفق الإخوة الثلاثة قسطنطين وقسطنطيوس وقسطانس بعد موت أبيهم أن يعود المجمع ( المنفيين من الأساقفة ) إلى أوطانهم وإلى كنائسهم , وبينما هم يكتبون رسائل إلى بقية الكنائس التابعة لهم , كتبوا أيضاً فيما يختص بأثناسيوس ] (3)


وكتب أيضاً البابا أثناسيوس عن مقابلته لقسطنطيوس أثناء عودته من تريف : [ وإنى أتوسل إليك عالماً أنك شخص ذو ذاكرة قوية , مستعيداً إلى ذاكرتك الحديث الذى دار بينى وبينك عندما تفضلتم ووافقتم على مقابلتى أولاً فى مدينة فيميناسيم (4) وبعدها فى قيصرية كبادوكيا , وللمرة الثالثة فى أنطاكيا (5)


فهل تكلمت ردياً أمامك بخصوص يوسابيوس واتباعه الذين اضطهدونى ؟ هل تقدمت بأى إتهام لأى من الذين اساءوا إلى ؟ فإن كنت لم أتهم أحداً من الذين يحق لى فعلاً أن أتكلم ضدهم , فكيف أسلب حق الإمبراطور فى حضرة الأمبراطور إلا إذا كنت مختل العقل !! ] (6)


ومن سياق الرسالة يتضح ان البابا اثناسيوس قد إنحدر من منفاه فى تريف عبر القارة ألوربية على نهر الدانوب ماراً بالقسطنطينية (7) ثم قيصرية الكبادوك ثم انطاكية ثم استقل مركباً وأتجه إلى الإسكندرية


ألإسكندرية تستقبل البابا أثناسيوس

فى يوم 23 نوفمبر سنة 337م رست المركب التى كانت تقل البابا اثناسيوس فى ميناء الإسكندرية بعد غيبة سنتين و 4 أشهر و 11 يوماً وأستقبلته المدينة بل ومصر كلها , لا كبابا آت من المنفى بل كرسول أو كملاك إنحدر من السماء بعد صراع مرير مع شياطين الهرطقة الأريوسية والجزء التالى وصف لأساقفة مصر فى أستقبال البابا أثناسيوس بالأسكندرية بعد رجوعه من المنفى فى تريف : [ فرح وتهليل فى كل مكان , جماهير الشعب تجرى معاً لتكون فى الموضع الذى منه تراه بوضوح , الكنائس إمتلأت بأصوات الفرح والتسبيح , والشكر للرب فى كل مكان وعلى كل لسان , الخدام وكل الإكليروس يتقاطرون لرؤياه ومشاعر البهجة والسعادة ملكت على قلوبهم , وإعتبروا ان هذا اليوم هو أسعد أيام حياتهم , أما نحن الأساقفة فلا داعى أن نشرح ما لا يمكن شرحه من جهة السرور الذى عم فى وسطنا , لأننا كما قلنا كنا نحسب أنفسنا شركاء فى آلامه ] (8)

الأريوسيين يثيرون شغباً فى الإسكندرية

تقرير من المؤرخ سقراط : [ ولما وصل أثناسيوس إلى الإسكندرية استقبل بترحاب فائق مع شعب المدينة إلا أن الكثير من الشعب وقد إعتنقوا الريوسية إتحدوا معاً ودخلوا ضد أثناسيوس فى تحد ومقاومات سافرة , وهكذا أستطاعوا بذلك يثيرون فى المدينة نوعاً من العصيان والثورة , وبذلك هيأوا ليوسابيوس ( حسب المؤلمرة الموضوعة ) تقديم الإتهام ضد أثناسيوس لدى الإمبراطور وأنه أخذ كنيسة الإسكندرية لحسابه الخاص بالرغم من الحكم الصادر ضده من أساقفة مجمع عام ( يقصد مجمع صور ذى الغالبية الأريوسية ) وقد نجحوا فى إثارة حفيظة الإمبراطور إلى أقصى حد وإلى الدرجة التى فيها أمر بنفيه من ألإسكندرية ] (9)

وأضاف المؤرخ سوزومين بنود إتهام اثناسيوس التى قدمها يوسابيوس النيقوميدى : [ أما الذين التحقوا بالأريوسية , فهؤلاء دفعوا إلى أعمال الشغب لينزعوا السلام من المدينة , وبدأوا يثيرون نوعاً من العصيان وأستأنفوا المؤامرات ضد أثناسيوس , وبذلك توفر لأتباع يوسابيوس أن يقدموا الإتهامات لدى الإمبراطور , موضحين ( من واقع الحال ) أن أثناسيوس شخص ثورى , يتحدى قانون النفى , مقاوماً لقوانين الكنيسة ( مجمع صور ) لأنه لم يأخذ موافقة الأساقفة ( لكى يستعيد رئاسته الكهنوتية ) ] ( 10)

ويصور المؤرخ ثيئودوريت فى تاريخة المؤامرة التى خطط لها أالأريوسيين لدى الأمبراطور : [ ولما عاد أثناسيوس قوبل بالترحاب الفائق من الأغنياء والفقراء من مواطنى المدن الكبرى ومن الأقاليم النائية , ولكن الذين أتبعوا جنون آريوس كانوا هم الوحيدون الذين شعروا بالمرارة بسبب عودة أثناسيوس , أما يوسابيوس النيقوميدى وثيئوغنيس أسقف نيقية والذين على شاكلتهم فقد أستعادوا نشاطهم السابق فى تدبير المؤامرات وجاهدوا لكى يكسبوا تحيز الإمبراطور الصغير ( قسطنطيوس ) ضد اثناسيوس ] (11)

وقد كان والى الإسكندرية فى ذلك الوقت سيئوذوروس يميل إلى أثناسيوس والإيمان الأرثوذكسى القويم وكانت مؤامرة الأريوسيين تعتمد على إثارة القلاقل فى الأسكندرية خاصة أنهم أستطاعوا ضم الكثيرين إليهم فى غيبة البابا أثناسيوس فاثاروا الأريوسين بالأسكندرية فإعتبر الوالى سيئوذوروس أنه يقابل تمرداً فقمعهم بشدة وأريقت الدماء فإضطر الإمبراطور إلى إرسال والياً آخر بعد إلحاح يوسابيوس القيصرى عليه فأرسلوا فيلاجوريوس الكبادوكى الذى حكم المدينة سابقاً من سنة 335 م - 337 م وهو عدو لأثناسيوس وهو الذى أجرى التحقيقات المخادعة فى بعثة مريوط الموفدة من مجمع صور (12) وكان محمبوباً من الأريوسيين واليهود والوثنيين إلى درجة جنونية , لأنه كان بليغاً فى خطبه شعبياً إلى أقصى حد (13) وعندما عاد إلى ألأسكندرية فى أغسطس سنة 338م أستقبل إستقبالاً شعبياً من الأريوسيين وحلفائهم فاق حدود إستقبال الأباطرة (14) وأعتقد الأريوسيين أن عودته إنتصاراً لهم

[ وكانت عقلية قسطنطيوس كالقصبة التى تحركها الريح كيفما شاءت , وشيئاً فشيئاً شجعوه لكى يعلن الحرب على مبادئ الإنجيل , وتراءى وكأنه يبكى على حال الكنائس التى صارت وكأنها فى عاصفة , واقنعوه أن ذلك حدث بسبب الأشخاص ( مجمع نيقية وأثناسيوس ) الذين ادخلوا على قانون الإعتراف الإصطلاح " هوموؤوسيوس " الذى لم يرد فى الإنجيل " مساو للآب فى الجوهر " وأن هذا هو السبب الأساسى فى كل المنازعات القائمة بين الإكليروس والعلمانيين , وهكذا إبتدأ الإمبراطور يتحامل على أثناسيوس ويطعن فيه مع كل الذين يوافقونه فى آرائه , وإبتدأ يخطط لإهلاكهم , وهكذا نجح يوسابيوس فى إستخدام الإمبراطور وضمه إلى صفه مع ثيئوذوروس هيراكليا .

لأن هؤلاء الأساقفة رابطوا بجوار الإمبراطور , وأخذوا يتوافدون عليه بإستمرار , مؤكدين له ان عودة اثناسيوس من المنفى قد تسببت فى شرور كثيرة وأثارت عاصفة لم تهز مصر وحدها بل أمتدت إلى فلسطين وفينيقيا (لبنان) والبلاد المجاورة ] (15)

وأعتمدت إتهامات الأريوسيين على : إستمالة أكبر عدد للأنضمام للأريوسين أثناء نفى أثناسيوس , إستعمالهم لإثارة القلاقل والإضطرابات فى الأسكندرية لإتهام أثناسيوس انه السبب فى هذا التمرد وأن أستخدامه مصطلح " الهوموؤوسيوس " هو السبب فى الإنقاسمات الكنسية ولم يرد ذكره فى الأناجيل - أما السبب الرئيسى الكنسى وهو أن رجوع أثناسيوس من المنفى ليمارس رئاسة كنسية مخالف لقرارات مجمع مسكونى عام ( صور ) لأن المجمع أسقطه من على كرسيه , لهذا لا يمكن رجوعه إلى منصبه إلا بموافقة مجمع مسكونى آخر , ولا يكفى مجرد أمر أمبراطورى - أما أفتهام ألأخير هو أن اثناسيوس أستولى على القمح الذى منحه الأمبراطور قسطنطين الكبير لفقراء مصر وليبيا , وقد صدق الأمبراطور قسطنطيوس وأرسل له خطاباً معنفاً .

وفيما يلى ما كتبه البابا أثناسيوس فى الخطاب الفصحى 21 سنة 339 م وفيها يظهر البابا الهموم التى تتكثف على قلبه : [ وألآن هلم نهلل بأصوات التسبيح مع القديسين ولا ينبغى أن نحقق أحد من ذلك الواجب فى مثل هذه الأمور , حاسبين كل التجارب والضيقات التى يسوقها علينا حزب يوسابيوس فى هذه الأيام بالذات كأنها لا شئ ( لقد ركز يوسابيوس مؤامراته وإضطهاداته فى موسم هذا الفصح بصورة شديدة حتى يفوت على أثناسيوس إقامة اول عيد بعد رجوعه ) لأنه حتى فى هذا الوقت ( وقت الصوم وأسبوع ألألام والعيد ) يريدون الإساءة إلينا وبإتهاماتهم يحبكون الخطة لقتلى !! ( وانا ) إنسان علته اتلوحيدة هى تقواة ومعينه الوحيد هو الرب ! .

ولكن كخدام أمناء للرب عالمين أن خلاصنا فى وقت الضيق , لأن الرب وعد سابقاً قائلاً : " طوبى لكم إذا طردوكم وعيروكم وقالوا عليكم كل كلمة شريرة من أجلى كاذبين , أفرحوا وتهللوا لأن اجركم عظيم فى السماوات " ( نت 5 : 11و 12 )
وأيضاً إنها كلمة الفادى نفسه أن الإضطهادات لا تقع على كل إنسان فى هذا العالم إلا الذين عندهم مخافة الرب مقدسة فقط ... وبناء على ذلك فإنه بقدر ما يحدق بنا الأعداء , بقدر ما ينبغى أن نكون فى ملئ حريتنا , وبقدر ما يهينوننا بقدر ما ينبغى أن نتحد معاً , وبقدر ما يجهدون أنفسهم لتعكير صفو عباداتنا وتقوانا بقدر ما ينبغى أن نعظ ونعلم بذلك قائلين : " هذا كله جاء علينا وما نسيناك " ( مز 44: 17) فعلينا أن نحفظ العيد يا أخوة معيدين بسبب هذا لا بالحزن والبكاء , كذلك لا ينبغى أن نلتحم بالهراطقة فى مثل هذه التجارب الوقتية التى إنما أتت علينا بسبب تقوانا .. ] (16)


المــــــــــــــــراجع

(1) كتاب حقبة مضيئة فى تاريخ مصــر - بمناسبة مرور 16 قرناً على نياحته - القديس أثناسيوس الرسولى البابا العشرون 296 - 273 م سيرته , دفاعه عن الإيمان عند الأريوسيين , لاهوته - العلامة الروحانى الأب متى المسكين - عدد صفحاته 824 صفحة- الطبعة الثانية 2002 م ص 120
(2) الكنيسة القبطية الأرثوذكسية - كنيسة علم ولاهوت - طبعة تحضيرية 1986 م - القمص تادرس يعقوب ملطى
(3) Hist. of the Arians. 8.
(4) المدينة التى شهدت إجتماع الأخوة الثلاثة قسطنطين الأبن الأكبر وقسطنطيوس وقسطانس الذى أصبحوا أباطرة على الإمبراطورية الرومانية بعد وفاة قسطنطين الكبير
(5) Apolog. Ad constant. 5.
(6) هذه المقابلات الثلاث كانت أثناء عودة أثناسيوس من منفاه بتريف وذلك قبل ذهاب قسطنطيوس للحرب ضد بلاد فارس .
(7) وشاهد البابا اثناسيوس فى القسطنطينية محاكمة أسقفها الرثوذكسى بولس الذين اسقطوه من كرسيه ونفوه وعذبوه وقتلوه خنقاً فى منفاه بسبب موالاته لأثناسيوس ولمجمع نيقية , ويقول البابا اثناسيوس : [ وكنت حاضراً بنفسى أثناء محاكمته ] Hist. of the Arians. 7
(8) Apolog. contra. Arian., 7.
(9) Socrates, E. H. II. 3.
(10) Sozom., opcit, III. 2
(11) Theodoret. op. cit. II. 1.
(12) Apolog. contra. Arian.,14.
(13) Tillem. viii. 664.
(14) Greg, naziamz., Orat. xxi. 28.
(15) Theodoret. op. cit. II.2.
(16) Athan., Lett. XL.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
القديس أثناسيوس | فنراه في وسط ضيقاته لا يكتب عن منفاه
القديس أثناسيوس الرسولي | جدية الطفل أثناسيوس وأبوة البابا ألكسندروس
الخطابات الفصحية للبابا أثناسيوس من منفاه
أعمال البابا أثناسيوس فى منفاه الإختيارى الثالث
أثناسيوس والرؤيا يرجع على أثرها من منفاه


الساعة الآن 12:42 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024