بالصور.. أب فقد أسرته بتفجيرات كنيسة القديسين بالإسكندرية
بعد مرور 5 سنوات على حادث تفجير كنيسة القديسين الأليم بالإسكندرية، الذي وقع في مطلع عام 2011، وراح ضحيته أكثر من 20 شهيدًا وأكثر من 100 مصاب.
التقت «فيتو» "فكري ناشد"، أحد أهالي ضحايا التفجير، والذي حول منزله إلى مزار، ويضم مقتنيات أفراد أسرته الأربعة، الذين راحوا ضحية الحادث، حيث فقد زوجته سونيا، 52 عاما، وابنتيه الوحيدتين مريم، 22 عاما، ومارتينا، 13 عاما، وخالتهما سميرة، 54 عاما، الخادمة بالكنيسة والتي وهبت حياتها لخدمة الكنيسة.
وملأ الأب منزله بصور أفراد أسرته الشخصية، أما حجرة مريم ومارتينا فتحولت إلى مزار بالفعل، فهي تضم جزءًا من رفات أجساد الشهداء، وصورًا لمريم ومارتينا، تروي ذكريات الحياة التي قضوها في هذا العالم، مع أسرتهم.
ويعلو سريرهما صورة لـ"مريم" في حفل تخرجها، والتي صنعها زملاؤها لها من خلال برامج الفوتوشوب، ووضعوها وسطهم، ثم أهدوها لوالدها لتأخذ مقرها الأخير في حجرة مريم.
وعلى الجانب الآخر، وضع الأب السرير وأورجا صغيرا، كانت تعزف عليه "مريم" وهي صغيرة وعليه صورتها، وفي الجهة المقابلة للسرير وضع مكتبا عليه مجموعة صور لمريم ومارتينا، وتمثالا برونزيا لـمريم، صنعته إحدى زميلاتها بكلية الفنون الجميلة لها عقب وفاتها.
وأضاف "فكرى": "هذا المنزل الذي كانت أسرتي تعيش فيه إيجار وليس تمليكا، ويمتلئ بالذكريات التي جمعتني مع أسرتي وأولادي، ولم أحتمل فكرة أن يكون منزل أسرتي بما يحمله من مقتنياتهم وذكريات السنوات التي مرت عليهم في المنزل ملكا لأحد غيري، فمن حق صاحب المنزل الحصول عليه في حالة الوفاة وإنني ليس لدي أحد يرثني من بعدي، فقررت شراء المنزل بالكامل بدلا من إيجاره، وبعد أن أصبح ملكا لي حولته إلى مزار، خاصة أن أصدقاء مريم ما زالوا يترددون على المنزل لزيارة حجرتها".
أضاف "فكري" أنه "بالرغم من أني أمتلك شقة أخرى إلا أني فضلت الاحتفاظ بالشقة التي قضيت فيها أجمل سنوات العمر مع أسرتي، وعرضت الشقة الأخرى للبيع والتي كنت اشتريتها قبل الحادث بأسبوع واحد، وبالرغم العروض الكثيرة للهجرة والحياة بعيدا عن مصر، إلا أنني رفضت هذه العروض وفضلت أن أبقى في بلدي".
وتابع "فكري": "ابنتي مارتينا الصغرى كانت تملأ المنزل بشقاوتها اللذيذة، ومتفوقة في دراستها، بشهادات مدرسيها بالمدرسة، وكانت رائعة ودونت كل تلك الشهادات لها ولشقيقتها مريم في كتاب كتبته بعنوان "إلى أغلى الناس عقب الحادث".
وأردف: "أما زوجتي ما عرفته عنها بعد الحادث أكثر مما عرفته عنها خلال زواج بها دام 23 عاما، وعرفت عنها أعمالها الخيرة الكثيرة التي كانت تقوم بها من خلال خدمتها بالكنيسة وكانت تخدم الجميع".
وناشد "فكري" الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، بفتح تحقيق موسع في هذا الحادث الأليم، ومحاسبة الجناة ومن ارتكب هذه الأفعال الوحشية.
هذا
الخبر منقول من : موقع فيتو