رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هذا إيماني.. حوار مسلسل في قانون الإيمان (3) الاحد 17 فبراير 2013 كتاب لقداسة البابا تواضروس الثاني كتب في فترة حبريته أسقفا عاما للبحيرة وماذا تعني كلمة : أقنوم؟ أقنوم (HYPOSTSASIS) اصطلاح سرياني سامي دخل إلي اللغة العربية, واستخدم في استعمال خاص بالنسبة لله فقط. وهو مشتق من كلمتين: هيبو= تحت , ستاسس= قائم فيكون المعني الحرفي هو القائم تحت. أي ما يقوم تحت كأساس بمعني آخر, الأقنوم : خاصية ذاتية بدونها لا يقوم الجوهر الإلهي فمثلا: أ. خاصية الوجود: فليس من المعقول أن يكون الله بدون هذه الخاصية إنه واجب الوجود. ب. خاصية العقل: فليس من المعقول أن يكون الله بدون هذه الخاصية أنه العقل والحكمة. جـ . خاصية الحياة: فليس من المعقول أن يكون الله بدون هذه الخاصية.. إنه الحي ومعطي الحياة. إذا, يتضح مما سبق أن الأقانيم الثلاثة: متمايزة في العمل, ولكنها غير منفصلة لأنها في الجوهر الإلهي الواحد. وما معني عبارة الجوهر الإلهي؟ كلمة جوهر تعني الطبيعة التي يتميز بها هذا الكائن, فالجوهر الإلهي هو طبيعة اللاهوت (الله) بكل ما فيها , وإلهنا واحد في الجوهر, بمعني أنه منفرد في نوعه لا شبيه له, متعال فوق كل الكائنات لأنه خالقها ومحييها وحافظها. واعتقادنا بثلاثة أقانيم لا يعني ثلاثة جواهر, بل جوهر واحد. ولماذا تبدو حقيقة الثلاثة أقانيم عسيرة الفهم أمام البعض؟ الصعوبة ليست في موضوع الأقانيم وإنما في تسمية الأقانيم. فنحن نسمي الذات الإلهية = الآب بمعني : الأصل أو المصدر. وهي بالطبع ليست أبوة جسدية تناسلية, بل روحية متساوية ..كما نقول عن مصر إنها أمنا. كذلك نسمي الحكمة الإلهية = الابن بمعني : العقل. وهي بالطبع بنوة روحية لا تناسلية. أو كما نقول: عقل فلان حل المسألة= فلان حل المسألة إذا عقل فلان = فلان نفسه وعقل الله = الله نفسه أيضا نسمي الحياة الإلهية = الروح القدس. بمعني الحياة حيث إن الروح هو نسمة الحياة, وحين تخرج الروح من إنسان ينتهي الإنسان. إذا... هذه التسميات هي مجرد ألفاظ لغوية تشرح لنا المعاني الجوهرية في أن: الله الواحد . كائن بذاته , ناطق بكلمته ,, حي بروحه. أرجو مزيدا من التوضيح حول هذه النقطة... الله الذي نؤمن به ونعبده هو : ذات واحدة إلهية وثلاثة أقانيم. ولشرح ذلك نسأل: هل الله الذي أعبده موجود أم لا؟ والإجابة بالطبع أنه موجود.. يملأ كل الوجود وإلا صار عدما. وحاشا لله أن يكون كذلك. ونسأل أيضا: هل الله الموجود هذا: حي أم ميت؟ والإجابة بالطبع حي... وإلا إذا كان موجودا وغير حي صار مجرد وثن أو صنم وحاشا لله أيضا أن يكون كذلك. وأخيرا نسأل: هل الله الحي الموجود : ناطق عاقل أم لا؟ والإجابة بالطبع أنه ناطق يتعامل مع عبيده ومخلوقاته ,وإلا إذا كان موجودا, وحيا , وغير ناطق, صار مجرد كائن حي غير ناطق. مثل الطيور والنباتات والحيوانات وحاشا لله أن نصفه بذلك. يتضح من جملة هذه الأسئلة وإجابتها أن الله الذي نعبده ونؤمن به في المسيحية هو: إله له ثلاثة أقانيم (في ذاته الإلهية) متمايزة. (أي غير مندمجة أو مختلطة ببعضها أو ذائبة الواحدة في الأخري) وهي أنه : موجود - ناطق - حي إذن ما معني أن الأقانيم الثلاثة في الذات الإلهية الواحدة؟ معني ذلك أن الأقانيم الثلاثة تعبر عن الذات الإلهية كما يلي: الآب: موجود بذاته , ناطق بالابن , حي بروحه. الابن: موجود بالآب, ناطق بذاته, حي بروحه. الروح القدس: موجود بالآب, ناطق بالابن, حي بذاته. أن الله الواحد موجود بذاته (الآب) ناطق بكلمته (الابن) حي بروحه (الروح القدس). بصورة أخري نقول: أن الآب هو وجود الأقانيم الثلاثة. و الابن هو النطق للأقانيم الثلاثة. و الروح القدس هو حياة الأقانيم الثلاثة. وهل يشهد الكتاب المقدس لعقيدة التثليث؟ بالطبع لأن التثليت تعليم سماوي أعلنه الله نفسه لنا في كتابه المقدس. وقد أشار إليه أولا في العهد القديم, ثم تحدث عنه صراحة في العهد الجديد... وهذه أمثلة: اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس 0متي 28:19). فالآب والابن والروح القدس ثلاثة أقانيم في الله الواحد, ولذلك لم يقل : بأسماء بل قال : باسم نظرا لأن الله واحد. والقديس يوحنا الحبيب يقول: فإن الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة : الآب , والكلمة , والروح القدس. وهؤلاء الثلاثة هم واحد (يوحنا الأولي 5:7). وفي حادثة العماد نري الله الواحد وقد ظهر بأقانيمه الثلاثة: فصوت الآب من السماء, والابن المتجسد غاطس في نهر الأردن, والروح القدس علي هيئة جسمية مثل حمامة مستقرا علي رأس الكلمة المتجسدة (متي3:13-17). وهل الأقانيم الإلهية أجزاء تتكون منها ذات الله؟ الأقانيم الإلهية- الآب والابن والروح القدس - ليست أقساما أو أجزاء في الذات الإلهية. حاشا لله لأن الذات الإلهية واحدة لا تنقسم ولا تتجزأ. فالآب ليس جزءا من الله . وإنما الله ذاته هو الآب, وهي كلمة شرقية تفيد الأصل الله هو أصل الوجود. ولذا ندعوه : الآب (ممدودة). والروح القدس ليس جزءا من الله. حاشا , وإنما الله هو الروح الأعظم وهو القدوس أي منشيء الحياة وباعثها ومبدئها. ولما كان الله هو العقل الأعظم, وهو الخالق للوجود, والعقل الأعظم قد تجسد في المسيح . فالمسيح إذا هو الكلمة, أو هو نطق الله العاقل, إو عقل الله الناطق. إنه ابن الله بمعني إنه :التجلي الأعظم لله أي الله ظهر في المسيح. الأقانيم الإلهية, إذا هي طبيعة الله التي تقوم عليها الذات الإلهية ومن دونها لا يكون للذات الإلهية وجود أو كيان. فالله لا يمكن أن يكون موجودا بدون ذاته (الآب) وعاقلا بدون عقله (الابن) ولا حيا بدون روحه (الروح القدس). الله لا يتجزأ وصفاته لا تتجزأ . فالله عادل ورحيم مثلا, من الصعب أن تتحدث عن عدل الله وحده أو رحمة الله وحدها. إنما أقول أن الله عادل في رحمته, أو رحمته عادلة, ورحيم في عدله, أو عدله رحيم, أو رحمة الله مملوءة عدلا, وعدل الله مملوء رحمة. |
|