* الشخص المتعجرف والغضوب يصير فريسة لأهوائه المتلاحقة بسبب فقدان الحكمة، لهذا يقول النبي: "ليست في جسدي صحة، جراحاتي فاحت وأنتنت بجهلي" (مز3:38، 4)، مُظهرًا أن كل الخطايا تبدأ بالجهالة. هكذا الإنسان الفاضل الذي له مخافة الرب يفهم أكثر من غيره، وكما يقول الحكيم: "مخافة الرب بدء الحكمة" [7]. فإن كان من يخاف الرب ينال حكمة، والشرير ليس له هذه المخافة، لذا فهو محروم من الحكمة الحقيقية. وإذ يفقد ما يُدعى بالحكمة الحقة يصير أكثر جهالة من غيره. ومع هذا يُعجب الكثيرون بالأشرار ظانين أنهم قادرون أن يظلموا ويضروا الغير، ولم يعرفوا أن هؤلاء بالحق يجب أن نحسبهم أشقياء أكثر من كل البشر، هؤلاء الذين إذ يظنون أنهم يضرّون الغير يضربون بالسيف ذواتهم. هذا عمل غاية في الجهالة، أن يضرب إنسان نفسه وهو ولا يدري، ظانًا أن يؤذي الغير بينما هو يقتل نفسه.