رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لم يقدم لنا إسرائيل بعد كدولة بل كمجتمع كنسي روحي يقوم على الهيكل وخدمته. فقد حوى هذا القسم رؤيا واحدة امتدت عبر هذه الأصحاحات، تعتبر أصعب جزء في الكتاب المقدس، لكنها من أعذب ما قُدم إلينا إن فهمناه روحيًا، إذ تمثل هذه الرؤيا عودة مجد الله الذي سبق أن فارق الهيكل المقدس والمدينة، بإقامة هيكل جديد له ملامح جديدة وإمكانيات جديدة، يسكنه الرب ولا يفارقه. ما ورد هنا من تفاصيل دقيقة عن الهيكل الجديد الذي يقوم في العصر المسياني بضخامته التي لا يمكن تحقيقها بطريقة حرفية تكشف لنا أن ما ورد إنما يحمل معنى روحيًا، إذ يشير إلى هيكل الإنجيل الذي يقيمه السيد المسيح ويؤسسه على رسله الأطهار، معلنا لنا العبادة الروحية من خلال الرموز. لقد ازدحم هذا الفصل بالتفاصيل الخاصة بالهيكل وخدمته: موقعه وملحقاته وترتيباته وعدد الموائد التي تقدم عليها الذبائح لتذبح، خدام الهيكل وطقوس العبادة إلخ... الأمور التي بلا شك تشبع قلب حزقيال النبي الكاهن المحروم من ممارسة عمله الكهنوتي. لقد انفتح باب الرجاء، وأحس بشبع في داخله، ليس من خلال طقس جامد بل من خلال حياة طقسية تعبدية روحية، لا ينفصل فيها الطقس عن الحياة الداخلية والشركة العميقة مع الله وإدراك الحضرة الإلهية. إنه يرى أن التقديس في العبادة داخل الهيكل لا ينفصل عن الحياة بالروح (39: 29)، إنما لا بُد للروح أن تعبَّر عن نفسها. لقد رأى في الهيكل الجديد أو المدينة الجديدة "سكنى الله وسط شعبه". وقد شملت هذه الأصحاحات الحديث عن: لقد حاولت الاختصار الشديد في عرض الأمور الخاصة بتفاصيل مبنى الهيكل ومحتوياته حتى يمكن الإلمام به بسهولة ولعدم التكرار إذ سبق الحديث عنه في سفر الخروج. |
|