رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لأَنِّي وَإِنْ تَبَرَّرْتُ لاَ أُجَاوِبُ، بَلْ أَسْتَرْحِمُ دَيَّانِي [15]. قد يبرر الإنسان نفسه لأنه لا يعرف حتى حقيقة نفسه، وما بداخله. إنه لا يعرف الأخطاء الخفية التي قد لا يدركها الإنسان نفسه. هذا ما عبَّر عنه الرسول بولس بقوله: "لست أشعر بشيء في ذاتي"، أي لم يكن يشعر بشرٍ متسلط عليه، "لكنني لست بذلك مبررًا" (1 كو 4: 4). هكذا كان يخشى الرسول أنه إن برر نفسه يكشف له خطايا خفية لا يعرفها. هذا ما دفع أيوب أن يطلب الرحمة من الديان فاحص القلوب، ويرتمي على مراحمه لا على استحقاقاته الشخصية. ما يشغل ذهن أيوب ليس أن يتبرر في أعين الناس، فإنهم وإن كانوا يهينونه ويطرحونه أرضًا، ويسحقونه بأقدامهم، فإن الذي يدينه هو الديان الرحوم، الذي لن يقدر أن يتبرر أمامه بذاته، بل يطلب رحمته وحنوه الإلهي. * يقول (أيوب لبلدد): إنك تسب أيوب باطلًا. ماذا تنتفع، وأنت تطأ البار بقدميك؟ إني أرجئ الحكم لله، ملتجئًا إلى عنايته الإلهية وحنوه. إنه لا يصغي إلى ما يقال عني دون أن يفحص؛ لا يخضع لما قيل عني. لا يتهم الله أيوب كخاطئ، بل ولا يصغي لذلك، ذلك للسبب التالي: وإن كنت بارًا بمقارنتي بمن هم أبرار لكنني محتاج إلى نوع من حكم الله من جهتي وشهادة من العلا. إن كانت حياتي تتفق مع الحق الإلهي الذي للديان، فليس من يقدر أن يبطل قوة هذا الحق. الأب هيسيخيوس الأورشليمي البابا غريغوريوس (الكبير) |
|