الدعوة السلفية و«النور» وصراع مستمر مع الحكومات.

[Mary Naeem]

الدعوة السلفية و«النور» وصراع مستمر مع الحكومات.

عادت من جديد معارك الدعوة السلفية وحزب النور مع الحكومة وهو الصراع الذى امتد خلال السنوات الماضية وخاصة في عهد حكومة المهندس إبراهيم محلب حيث نشبت العديد من الخلافات بينهم وبين وزير التعليم تارة والأوقاف تارة أخرى وأخيرا معركة يبدو أنها لن تهدأ سريعا مع وزارة الثقافة خاصة بعد تصريحات الوزير الأخيرة والتي وصف فيها مصر بالعلمانية والسلفيين بأنهم سبب الخراب.

وكان "النور" دخل في خلافات شديدة مع وزارة التربية والتعليم في حكومة المهندس إبراهيم محلب وذلك بسبب قرار الوزارة حذف قصتى "عقبة بن نافع" و"صلاح الدين الأيوبى" من المناهج، وهو الأمر الذى أثار حفيظة حزب النور ورئيسه الدكتور يونس مخيون الذى علق على قرار التربية والتعليم قائلا إن "حذف القصتين اعتداء على تاريخنا ومسخ لهويتنا ورضوخ ﻷعدائنا"، وأضاف: "ﻻ نستبعد أن نجد مكانهما العام المقبل: البطل ريتشارد قلب اﻷسد والفاتح نابليون".

كلمات مخيون أعادت من جديد الأزمة مع التربية والتعليم، فالحزب السلفى والدعوة السلفية ترى أن إلغاء هذه القصص بحجة أنها تدعو الشباب للجهاد غير صحيح، لكنها تذكرهم بتاريخ أمة الإسلام وفتوحاتها، وأن مواجهة التطرف لا تكون بإلغاء مثل هذه المواد.

الأزمة الأخرى كانت بسبب وجود درس في كتاب التاريخ للمرحلة الابتدائية يصف حزب النور والسلفيين بأنهم مخالفون للقانون والدستور وهو ما تسبب في خلافات كبيرة وهاجمت الدعوة السلفية وحزب النور على إثرها قيادات التربية والتعليم ثم بتدخل رئيس الوزراء إبراهيم محلب تم حل الازمة وحذف الحزء الخاص بحزب "النور".

ولا يمكن الحديث عن علاقة الأوقاف والدعوة السلفية بأنها منتهية الخلافات لانها متجددة كل فترة بسبب تصاريح الخطابة فالدعوة السلفية والأوقاف دخلوا في صراعات كبيرة جدا بسبب رفض وزير الأوقاف منح مشايخ الدعوة تصاريح للخطابة الأمر الذى تسبب في خلافات استمرت لـ6 أشهر قبل أن تشهد انفراجة وتقرر الوزارة منح ياسر برهامى ورفاقة تراخيص مؤقتة لـ6 أشهر إلا أن الازمة عادت من جديد.

ولم تنته مشكلات الأوقاف والدعوة السلفية رغم تدخلات حكومة محلب وشيخ الأزهر لكنها ساهمت في انفراجة بين الاثنين على إثرها يمنح مشايخ الدعوة السلفية تصاريح شهرية تجدد كل شهر بعد خضوعهم للاختبارات في الوزارة.

من ناحية أخرى تسببت تصريحات أطلقها وزير الثقافة حلمى النمنم فى جدل كبير، حيث قال إن مصر دولة علمانية بالفطرة كما هاجم بشدة السلفيين وأنهم سبب الخراب الأمر الذى دفع عددًا من الإسلاميين للرد عليه وهاجموه بشدة مطالبين بإقالته من منصبه كما اتهموه بأنه خالف القانون والدستور وأهان الشعب المصرى.

وقال الدكتور ياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة السلفية: إن ما صرح به حلمى النمنم وزير الثقافة "كلام ملىء بالأكاذيب".

ودافع "برهامى" فى بيان له عن السلفيين وحزب النور قائلا: "إن الحزب هو الذى منع الخراب لأنه منع أن يوصف الصراع على السلطة بأنه صراع بين الإسلام والكفر ولولا فضل الله بهذا الموقف لدخلت مصر فى حرب أهلية فكيف يقول وزير الثقافة إننا سبب فى خراب مصر".

ويبدو أن الخلاف بين وزير الثقافة والسلفيين لن يتوقف بسبب هجومه المستمر عليهم كما أن التصريحات الأخيرة تدل على صراع قادم.

وهناك أزمة جديدة تلوح في الأفق بسبب توقف كل الإجراءات الخاصة بإشهار جمعية الدعاة الجديدة التي أطلقتها الدعوة السلفية في الانتخابات الأخيرة ككيان بديل عن الدعوة السلفية سعت من خلال مجلس الإدارة الجديد لتقنين أوضاعها والالتزام بما تنص عليه التضامن إلا أن مخاوف الوزارة من الخلط بين العمل الدعوى والسياسي يحول حتى الآن بينهم وبين الحصول على الإشهار القانوني.




نقلا عن صدى البلد