رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لأنه يفرح قلب المسيح حينما يملأنا الاشتياق لمجد الله والاستعداد لفعل كل ما يحقق هذا المجد فى حياتنا وحياة الاخرين .. بهذا الاستعداد النقي والاشتياق المبارك يستطيع الإنسان رؤية ما لا تعبر عنه الكلمات من فرح وسلام وانتصارات فى كافة مجالات الحياة المختلفة والمتشعبة.. إن سر حزن الإنسان على ضياع السنوات الماضية من حياته بلا هدف هو تجاهله لحقيقة دوره فى الحياة " مجد الله " ، لذا الكثير منا قد تباعدت عنه النعمة ومؤازرتها القوية ، فأين الضرورة من وجودها فى حياة من امتلأت أذهانهم وأوقاتهم و قلوبهم من الإشتياقات الدنياوية والطموحات المادية ؟! ولعل هذه الحقيقة تؤكدها لنا وبوضوح واقعة سقوط أدم ، الذى حينما انشغل عن الله تعرى من النعمة وفقد سلامه وراحته جالبا على حياته ، ومن ثم على ذريته ، اللعنة والغضب والخوف والانفصال عن الله .. إن النعمة قد أُعطيت لنا لكي نقوى بها على الارتفاع فوق مستوى قوة هذه الطموحات والإشتياقات الباطلة ، ومتى انعدمت من داخلنا الرغبة فى الارتفاع الذى تكفله لنا هذه النعمة ، فحتما ستتباعد عنا لكي تذهب لمن هو مستحق ومفتكر فيما لله ، لأن الطوبي والبركة وبقاء النعمة فى حياة الذين يعشون لمجد الله ، أما الشقاوة والخسارة و الندم لمن عاش عابدا لذاته منشغلا بالباطل و الزمانيات. إننا مخلوقين لمجد الله والأوقات التى تذكينا للموعد والبركة والإكليل هى التى نجاهد فيها من أجل مجد هذا الإله الحقيقي ، أما الأوقات التى قضيناها فى غير ذلك فهي سر عيشنا الآن فى صغر ويأس وضعف وعجز و عدم سلام مع الله والدينونة والمجهول .. قلة قليلة فى مجتمعنا المعاصر من تسعى لمجد الله والسلوك بضمير طاهر ونقي ، هذا ما يجعلنا نرى كل يوم قتلى أبرياء وواقع أليم يئن منه كل حي ، وهذا ما يجعنا نواجه أيضا ليل نهار تحديات ومحن وإحباطات لا عدد لها ، لأنه حيث هناك النية لعمل ما يمجد الله هناك النعمة التى تؤهل لبلوغ كل ما يساهم فى الارتقاء والسعادة والهدوء والانتصار فى الحياة ، ومالا فلا ! ولا أدل على ذلك من تحديات البلوغ للسلام التى يشهدها العالم الحاضر بعد أن صار كل مقصد لكل دولة هو تحقيق ذاتها وإشعار الاخرين بوجودها ونفوذها ومركزها بين الدول ،الأمر الذى دفع الإنسان لنسيان وتناسي دوره فى الحياة باعتباره مخلوق لمجد الله وباتت الحاجة إلى واحد " شخص المسيح " فهو الحل لكل مشكلة حاضرة وأزمة عتيدة أ ن تصير فى الأرض .. فليكن هذا العام هو عام العمل الدؤوب من أجل مجد الله ، نعمل فيه من أجل ذلك بكل القدرة والإرادة والضمير الصالح ، مبغضين وبكل إصرار كل ما يعطلنا عن ذلك ، ولنا كل الثقة فى أن عملنا من أجل مجد الله هو سبيل مضمون للتمتع بسلام الله الذى يفوق كل عقل .. كل عام وحضراتكم بكل الخير . |
|