منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 03 - 04 - 2023, 02:29 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,106

القديس أثناسيوس الرسولي | الأنبا أنطونيوس وروح الفرح


القديس أثناسيوس الرسولي




الأنبا أنطونيوس وروح الفرح | العذوبة السماوية



تتلمذ القديس أثناسيوس على روح الفرح، فمع كونه رجل آلام إلا أنه كان دائم الفرح حتى وهو تحت الاضطهاد. أرسل إلى شعبه يدعوهم إلى حياة الفرح الدائم. قال لهم أن السيد المسيح هو فصحنا أي عيدنا. فمادمنا معه نصير في عيدٍ دائمٍ.
يرى القديس أنبا أنطونيوس أن الفرح هو طعام النفس، فكما لا يستطيع الجسد أن يعيش بدون طعامٍ، هكذا لا تستطيع النفس أن تعيش بدون الفرح. بدونه تجوع النفس وتموت. الفرح الداخلي السماوي أو العذوبة السماوية يسند النفس في تغربها عن موطنها السماوي، ويهيئ الجسد ليحمل سمة أشبه بالروحانية، فيتهيأ ليصير جسدًا روحانيًا في يوم الرب العظيم. فمن أقواله:
[لكل الخليقة الناطقة -الرجال والنساء- ينبوع حب، به تقدر أن تحتضن كلًا من الإلهيات والجسديات. فرجال الله يحبون ما يخص الله، وأبناء الجسد يحبون ما يخص الجسد.

الذين يحبون الإلهيات ينقّون قلوبهم من النجاسات ومن كل أعمال (ارتباكات) هذا الدهر الزائل، فيبغضون العالم (أي ليس للأمور الزمنية مكان في القلب) وينكرون أنفسهم ويحملون الصليب تابعين الرب، وسالكين حسب إرادة الله في كل شيء. لذلك يسكن الله فيهم معطيًا إياهم فرحًا وعذوبة يغذيان النفس ويقوتانها ويجعلانها تنمو. كما أن الأشجار إن لم تشرب من الماء الطبيعي لا يمكنها أن تنمو، هكذا النفس إن لم تقبل الفرح السماوي لا يمكنها أن تنمو وتصعد إلى العلاء. أما النفوس التي قبلت الروح والفرح السماوي فهي التي تستطيع الارتفاع إلى العلاء.. فقد انكشفت لها أسرار ملكوت السماوات وهي بعد في هذا الجسد، ووجدت دالة قدام الله في كل شيء، وكملت لها جميع طلباتها .]
[النفس دائما تتربى بهذا الفرح وتسعد به، وبه تصعد إلى السماء، فهي كالجسد لها غذاؤها الروحي.]
اتسمت شخصية الأنبا أنطونيوس بروح الفرح الدائم، الأمر الذي أدهش كثير من المؤمنين والفلاسفة. جاء إليه جماعة من المؤمنين، وكانوا يسألونه وهو يجيب، وكان أحدهم صامتًا. تعجب منه القديس أنبا أنطونيوس فسأله عن صمته مع أنه تكبد متاعب كثيرة لكي يأتي إليه. أجابه الرجل: "رأيت يا أبي وجهك فعرفت الإجابة على كل أسئلتي". هكذا رأى في بشاشة وجهه المستمرة أيقونة السماء المتهللة، فوجد إجابة على كل أسئلته خلال الفرح الذي يمارسه الأب أنبا أنطونيوس في المسيح يسوع.
أراد جماعة من الفلاسفة أن يلتقوا بالشيخ أنطونيوس ويتعرفون عليه، وحسبوه كفيلسوف يعيش في البرية فيعزله يحمل وجهه علامات الجدية بدون بشاشة، وأنهم يرون رجلًا كهلًا ضعيف البنية، تتسم ملامح وجهه بالحزم الشديد والجدية بلا ابتسامة كعادة الفلاسفة، خاصة وأنه يسكن في البرية الموحشة لعشرات السنوات. فوجئوا به إنسانًا يحمل روح الشباب، بشوشًا متهللًا في أعماقه، قوي البنية. سألوه عن سبب فرحه هذا وهو يعيش في مغارة مجردة من كل شيءٍ حتى من الكتب ليتعزى بها، ولا يوجد حتى دواء أو طبيب حوله. أجابهم أنه لا يعيش في عزلة، بل يسكن معه السيد المسيح مسيحه الذي يملأ كل جوانب حياته فرحا وتعزية، يشبع كل احتياجاته. هكذا كان متهللًا بالمسيح يسوع، قلبه متسعًا بالحب لله والناس.
كان لبشاشة وجه القديس أنبا أنطونيوس وهو في ساحة الصراع مع عدو الخير أثرها العجيب على تلميذه القديس أثناسيوس، إذ كتب عن معلمه:
[كانت نفسه متحررة من كل اضطراب. وكان مظهره الخارجي هادئًا. من فرح نفسه كان يحمل ملامح متهللة، ومن حركات جسمه يمكن إدراك حال نفسه. كما هو مكتوب: "القلب الفرحان يجعل الوجه طلقًا، وبحزن القلب تنسحق الملامح" (أم 13:15)...
كان أنطونيوس هذا معروفًا، فإنه لم يضطرب قط، إذ كانت نفسه في سلامٍ ولم يتحطم قط، لأن عقله كان فرحًا .]
انعكس ذلك على شخصية تلميذه البابا أثناسيوس الرسولي، فنراه في وسط ضيقاته لا يكتب عن منفاه ولا عن القبر الذي اختفي فيه، ولا عن حرمانه من التقائه بشعبه بالإسكندرية، إنما سجل لنا وسط آلامه عن نظرته لحياته كعيدٍ دائمٍ. يقول إن عيدنا هو المسيح.
أينما وُجد، حتى إن كان مختفيًا في مقبرة، يكون كمن يحتفل بعيدٍ سماويٍ لا ينقطع، حيث يتجلى شخص المسيح القائم من الأموات في أعماقه.
بروح الفرح الدائم لا يتوقف عن ممارسة عمل المسيح، جاذبًا بصلواته ورسائله الكثيرين ليشاركوه احتفاله الدائم بالعيد.
كتب في إحدى رسائله الفصحية:
[بهجة عيدنا يا إخوتي هي دائمًا بين أيدينا. ولا يفشل من يشتاق إلى الاحتفال به من اقتناء البهجة. لأن الكلمة (اللوغوس) هو قريب منا، هذا الذي هو كل شيءٍ لنفعنا. لقد وعدنا ربنا يسوع المسيح أن تكون سكناه دائمًا معنا، إذ صرخ: "ها أنا معكم كل أيام العالم" (مت 20:28).
إنه الراعي ورئيس الكهنة والطريق والباب، وكل شيءٍ في ذات الوقت بالنسبة لنا، لهذا يظهر نفسه أنه العيد واليوم المقدس كقول الرسول الطوباوي: "فصحنا المسيح قد ذُبح" (1 كو 7:5) .]
كما يقول: [الروح المستقرة تنسى آلامها، وبترتيل الكلمات المقدسة تتطلع بفرح إلى المسيح وحده .]
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
القديس أثناسيوس الرسولي | الأنبا أنطونيوس وروح الرجاء
القديس أثناسيوس الرسولي | الأنبا أنطونيوس وانفتاح قلبه
القديس أثناسيوس الرسولي | الأنبا أنطونيوس والبصيرة الداخلية
القديس أثناسيوس الرسولي | الأنبا أنطونيوس وروح الغلبة
القديس أثناسيوس الرسولي | الأنبا أنطونيوس والحب الإلهي


الساعة الآن 04:55 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024