رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وضع لوقا الإنجيلي مثل الوَكيل الخائن مباشرة بعد ثلاث أمثال الرحمة (لوقا 15: 1-32). يدعونا الله للتغيير للسير نحو حياة كاملة، حياة نكون فيها وكلاء رحمة ودعونا أن نكون أمناء على عطاياه لنا إن كل ما نتمتع به الآن في حياتنا الحاضرة من وقت وصحة ومال وأقرباء وآباء وأولاد، إنما هي عطايا من الله لنا، ونحن وكلاء عليها. ففكر الوَكيل ماذا يفعل في أيامه القادمة، ولكن سيده أمتدحه، لأنه في حكمة فكر في مستقبله، فكَّر في أن يكون له أصدقاء يلجأ إليهم حينما يأخذ منه الوَكالَة. يدعونا يسوع من خلال المثل أن نتحلّى بالفطنة والحكمة، الّتي تحلّى بها هذا الوَكيل الخائن، وأمّن مستقبل باقي أيّام حياته. يريد منّا يسوع أن نتحلّى بهذه الصّفات، لا لتأمين مستقبل أرضي وإنما لتأمين مستقبلنا الأبدي قدّ يكون هذا الوَكيل الغير الأمين صورتنا نحن الغير أمناء. فقد تمَّ كسب أموالنا دون استحقاق منا، لأنه لا يوجد شيء مما لدينا هو ملكنا بشكل كامل، بل ما لدينا هو فيض من نعمة الرّبّ علينا. تنشأ المشكلة عندما ننسى مصدر النعمة، إذ نُحول الأشياء إلى ممتلكاتنا خاصة بنا من خلال الغش والرشوة والفساد فنقع في الغنى الفاحش وعدم مشاركة الآخرين. إلا أن الحياة تذكرنا الحياة أنه في أي لحظة، يمكن أن يؤخذ منا ما أعطي لنا، لأنّه ليس ملكًا لنا، بل نحن مجرد وكلاء. |
|