قد جاء في الأخبار أنه كان في مدينة جازانا رجلان من الخطأة متحدان أحدهما مع الآخر بصداقةٍ كلية. فالواحد منهما الذي كان يسمى برتولوماوس. ففيما بين راذئله وفي حاله الأثيمة لم يكن أهمل العبادة التي كانت فيه نحو والدة الإله، بل أستمر يتلو يومياً تكريماً لأحززانها التسبحة المبدوة:" وكانت واقفةً عند صليب يسوع أمه". فيوما ما حينما كان برتولوماوس يتلو هذه التسبحة، قد حصل على رؤيا، وهي أنه شاهد ذاته كائناً في بحيرةٍ من نارٍ جميلةً مع صديقه الأثيم، ثم نظر واذا بالبتول الكلية القداسة قد حضرت إليه متشفقةً عليه، ومدت يدها فأنتشلته من تلك البحيرة خارجاً، وأرشدته الى أن يطلب الغفران من يسوع المسيح أبنها، الذي أظهر أرادته في أنه غفر له أكراماً لتوسلات والدته من أجله. فلما غابت الرؤيا عن برتولوماوس ورجع الى ذاته. ففي الحال ورد إليه خبرٌ بأن صديقه قد مات مقتولاً بالرصاص من أحد أعدائه، فحينئذٍ هو عرف حقيقة الرؤيا، ولذلك أهمل هو العالم، ودخل في رهبنة الكبوجيين، حيث أصرف باقي زمن حياته بعيشةٍ كلية الصرامة بالتقشفات والأماتات وأفعال التوبة، وأخيراً مات في رائحة القداسة.*