" قَلبُكم" فتشير إلى على ما هو داخلي أو مركزي أو عميق أو خفي (خروج 15: 8). والقلب كعضو في الجسم كانت له أهمية أكثر من الدماغ والرأس. وكان القلب يعتبر مركز العواطف سواء كانت جسدية أم روحية (مزمور 62: 8 ويوحنا 14: 1)، ومركزاً للعقل (خروج 35: 35) والرغبة (نحميا 4: 6) والنيّة (مزمور 12: 2). وبحسبه تكون طبيعة الإنسان الروحية معوجَّة أو مستقيمة (مزمور 101: 4؛ 119: 7). ولعل نسبة هذه الأمور كلها إلى القلب مبنيَّة على اعتقادهم بأن الحياة في الدم أو هي الدم نفسه (الأحبار 17: 11 و14). ويوصف القلب البشري بأنه مليءٌ من الشر والحماقة (جامعة 9: 3)، وأنه أخدع من كل شيء، وهو نجس (ارميا 17: 9) وأنه منبع الخطيئة (متى 15: 8 و19) ومقر الإيمان (رومة 10: 10). لذلك إن الرب ينظر إلى القلب (1 صموئيل 16: 7) وأن منه مخارج الحياة (أمثال 4: 23) وأنه يجب مراعاة حالته (يوئيل 2: 13)، ويراد بالتكلم بالقلب التفكر (1صموئيل 1: 12). وإذا قصد تأكيد وقوة العاطفة نُسبت إلى كل القلب كما في الوصية: "أَحبِبِ الرَّبَّ إِلهَكَ بِكُلِّ قَلبِكَ" (متى 22: 37). ووحدة القلب عبّر عنها الكتاب المقدس بالمحبة والاتحاد (أعمال الرسل 4: 32)، والتهاب القلب يقصد به الابتهاج للسماع تفسير الكتب المقدسة من فم يسوع كما جاء في قول تلميذي عمواس: ((أَما كانَ قلبُنا مُتَّقِداً في صَدرِنا، حينَ كان يُحَدِّثُنا في الطَّريق ويَشرَحُ لنا الكُتُب؟" (لوقا 24: 32).