رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عندما يعترف الإنسان، تحرِّره النعمة من الجروحات النفسيَّة لا يتحمَّلُ الإنسانُ المسؤوليّة فقط لأخطائِهِ. الأخطاء، الآثام، والأهواء ليست هي فقط مسالك حياة شخصيَّة للمعترف. كلّ إنسانٍ قد أخذ بداخله مسالك حياة والدَيْهِ، وخصوصاً مسالك الأمّ، يعني كيف كانت تعيشُ أمُّهُ خلالَ حملِها له، إذا كانت تنزعج، ماذا كانت تفعل، إذا كان يتعب جهازها العصبي، إذا كان لها فرحٌ، إذا كان لها حزنٌ، إذا كان لها كآبة. آيه، جهازها العصبي كلّه، أثَّر على جهاز جنينها العصبي. عندها، عندما يولدُ الطفلُ ويكبُرُ، يأخُذ بداخله مسالكَ حياة أمِّهِ، أي مسالكَ شخصٍ آخر. تتكوَّن حالةٌ ما في نفس الإنسان بسبب والِدَيْه، التي ترافقُهُ في حياته كلِّها. هذه الحالة تترك آثاراً في داخله، وأشياءَ كثيرة تحصل في حياته نتيجةَ هذه الحالة. تصرّفاتُهُ لها علاقة مباشرة بحالة والديه. يكبر، يتعلَّم، ولكن لا يُصحَّح. هنا يوجد قسمٌ كبيرٌ من المسؤوليَّة لحالة الإنسان الروحيَّة. بل يوجد سرٌ واحدٌ. توجد هناك طريقة كي يتحرَّر الإنسان من هذا الشرّ. هذه الطريقة هي الإعتراف الشّامل، الذي يصير بنعمة الله. أي من الممكِنِ أن يقول لك الأب الروحي: – كم كنت أريد أن نكون في مكانٍ هادئٍ، أن لا يكونَ عندي إنشغالاتٌ وأن تُخبرَني عن حياتِك منذ البداية، من الوقت الذي بدأتَ تشعرُ بذاتِك كلّ الأحداث التي تتذكَّرُها وكيف كنتَ تواجِهُها، ليس فقط المحزنة بل والمفرحة منها، ليس فقط الخطايا بل ما هو جيِّدٌ. والنجاح والفشل. كلاهما. وكلّ ما تكوِّنُهُ حياتُك. مراتٍ كثيرةٍ قد قمتُ بهذا الإعتراف الشّامل ورأيتُ عجائبَ من خلاله. في الوقت الذي تقولُها أنت للمعرِّف، تأتي النعمةُ الإلهيَّة وتحرِّرك من كلّ مسالك الحياة السيِّئة والقروح والجروحات والذنوب، لأن في الوقت الذي تقولُها، يدعو المعرِّف بحرارة للربّ لِتَحَرُّرِكَ. أي لتكون حراً. أتتني منذ زمنٍ سيِّدةٌ قد اعترفت لي بهكذا نوعٍ من الإعتراف ولاقت إفادة كبيرة. تحسَّنت حالتها النفسيَّة لأنَّ شيئاً كان يعذِّبُها. هذه السيِّدة، أرسلت إليَّ صديقتها وذهبنا خارجاً في الهواء الطلقِ لجوار الصخرة في منطقة كاليسيا. جلسنا هناك وبدأت تلك السيِّدة تكلِّمني. قلت لها: – قولي لي كلّ ما تشعرين به. إن سألتك أنا عن شيء، أجيبي. وإن لم أسألك، أكملي الكلام، حسب ما تشعرين به. كنت أتابع كلّ ما كانت تقوله لي، ليس فقط بإنتباهٍ بسيط، بل «كنت أرى» داخل عالمها النفسي تأثير الصلاة. كنت أتابع هذا التأثير في أعماق نفسها و«كنت أرى» كيف كانت النعمةُ تلِجُ إلى أعماقها، كما كنت أنا أتأمَّلُها. لأن عند الأب الروحي توجد نعمةٌ، وتوجد كذلك عند الكاهن. أتدركون هذا؟ يعني عند اعتراف الإنسان، يصلِّي الكاهنُ من أجله. وفي الوقت نفسه، تأتي النعمة وتحرِّره من الجروحات النفسيَّة، التي كانت لسنوات طويلة تعذِّبُه دون أن يعرفَ سببها. آه، إني أصدِّق هذا كثيراً!. تستطيع أن تتحدّث للمعرّف مثلما تشعر، لكن هذا ليس بالقدر المهمّ، بل بالمقدار الذي يتأمَّله الكاهن المعرِّف داخل نفسك وهو يصلِّي، ويرى كيف حالُك، ناقلاً إليك النعمةَ الإلهيَّة. قد بُرهِن أنّ هذا التأمّل هو إشعاعاتٌ روحيَّةٌ تريحُكَ وتعالجك. لا تعتقدوا أنّ هذه الإشعاعات طبيعيَّة. بل هي حقيقيَّة. ماذا حدث مع المسيح؟ كشف أمر يد النازفة الدمّ عند لمسها له وقال: «قد لمسني واحد لأنّي علمت أنّ قوةً قد خرجت منّي». (لوقا ٨: ٤٦). سوف تقول: «أجل، لكنَّه كان الله!». المسيح، بالتّأكيد، كان هو الله. تُرى ألم يفعل الرسُل العملَ ذاته؟ الآباء الروحيّون والمعرِّفون كلُّهم، أُعطِيَتْ لهم هذه النعمة، وعندما يصلّون يطلقونها كما المولِّدات. مثلاً، نريد أن نشعلَ «سخّانة» هنا الآن (بواسطة الكهرباء)، ونضع الشريط من طرفها فقط، لكن لا يتمُّ الإحتكاك، لأنّ الشريط من الطرف الآخر ليس داخل «البريز-Prize». وفي الّلحظة التي يدخل فيها الشريط، يتمُّ الإحتكاك، فتأتي الكهرُباء بواسطة هذا المولّد. هذه هي –روحانيات ديانتِنا.حديثُنا عن شريط ولكنَّه بالفعل هو «التحليل الإلهي النفسيّ». |
|