السيد المسيح الجالس على الكرسي إلى الأبد، والمسجود له من القوات الملائكية، يملك على الشعب بالحب. إنه البار وحده، الذي بلا خطية، قد مُسح منذ الأزل من قِبَلْ الآب لتحقيق الخلاص خلال تجسده وحياته بيننا وتقديم نفسه ذبيحة حب عنا. هنا تلتحم إرادته الإلهية مع تقواه الشخصية لتحقيق غايته فينا. وكما يقول الرسول: "أحْببْت الْبرّ، وأبْغضْت الإثْم، منْ أجْل ذلك مسحك الله إلهك بزيْت الابْتهاج أكْثر منْ شركائك". (عب 1: 9)
وأوصت الشريعة الموسويّة بمسح أشخاص (الملوك والكهنة)، وأماكن (الهيكل)، والآنية المكرّسة لخدمة بيت الرب الخ. غاية هذه المسحة أن الشخص أو الشيء يصير مكرّسًا لله وحده. كان هذا كلّه عبر الأجيال يشير إلى مجيء المسيح الذي مسحه الآب بزيت البهجة (مز 45: 7)، ليبشّر المساكين (إش 61: 1). فهو موضع سرور وبهجة الآب، لأنّه وهو الكلمة الإلهي والابن وحيد الجنس، يتجسّد ليصالح البشريَّة كلّها مع الآب، فيبعث الفرح السماوي على المساكين الذين حرموا من فيض بهجة الحياة السماويّة.
مُسح لكي نمسح نحن فيه، بكوننا أعضاء جسده، فنُحسب مسحاء.