الْمُعْطِي لِلْبَهَائِمِ طَعَامَهَا لِفِرَاخِ الْغِرْبَانِ الَّتِي تَصْرُخُ. بيقول يعطى فراخ الغربان التى تدعوه , وفراخ الغربان يعنى الغربان الصغيرة لأنه معروف أن الغراب بيترك أولاده بعد فقس البيض ولا يهتم بيهم ولا يأكلهم , ففراخ الغربان بتبقى جعانة وفاتحة بقها وعمالة تصوصو وتصرخ وتزعق , فبيقول ربنا بيبعت لها طيور تانية ما تعرفاش خالص وترمى ليها الديدان اللى بتقع فى بقها المفتوح , يعنى بيعطى فراخ الغربان اللى نسيها أبويها وتركوها ولم يهتموا بيها , ولذلك الكنيسة فى ترتيبها لصلاة النوم بتقول ليك أنت ليك أب بيعطى حتى فراخ الغربان , وأوعى تكون فاقد هذا الأب , وفى قصة لطيفة قرأتها أن بعد الحرب العالمية التانية كان فى أباء وأمهات ماتوا كثيرة فعملوا ملجأ يلم كل الأطفال الأيتام اللى مالهومش أب وأم وقاموا بتربيتهم والإعتناء بهم وبيأكلوهم ويشربوهم ويلبسوهم ويلاعبوهم ويضحكوهم , ولكن لاحظوا أنهم بالرغم من أنهم بيعتنوا بهؤلاء الأطفال إلا أن هؤلاء الأطفال كان عندهم حالة إكتئاب وحزن بإستمرار ومش عايزين يضحكوا فأحتاروا وراحوا جايبين ليهم أحد علماء النفس اللى قعد يحلل شخصياتهم وفى الآخر ماعرفش يوصل لحاجة , وبعدين جائت ليه فكرة عجيبة جدا وقال للمشرفين على الملجأ بعد ما تعشوا الأولاد وتيجوا تنيموهم أعطوا كل طفل وهو رايح سريره رغيف عيش ! ويأخذه وينام بيه , فراحوا عملوا كده , وتانى يوم شافوا الأولاد صاحيين مبسوطين وفرحانين وحالة الإكتئاب اللى عندهم راحت , فراحوا قالوا ليه أيه السر يعنى الرغيف ده هو اللى عمل العمل ده كله ما هو بيأكلوا طول النهار؟ فقال ليهم أصل الأطفال دى عندهم حالة أن هم كانوا عايشين مع أبائهم وأمهاتهم ومتمتعين بأسرهم وفجأة لقوا كل اللى عندهم ده ضاع وأنتهى فجالهم خوف وقلق , وصحيح أنتم بتأكلوهم وبتشربوهم وبتلبسوهم وبتلاعبوهم لكن هم جواهم إحساس أن ممكن يفقدوا اللى هم فيه زى ما فقدوا قبل كده وعلشان كده بالرغم من أنكم بتجيبوا ليهم لعب وبتلاعبوهم ,لكن فى حالة قلق جواهم , لكن لما أعطيتوهم الرغيف وأخذ كل واحد الرغيف ونام والرغيف فى حضنه , فقام تانى يوم وهو مطمئن أن حتى لو ما أعطوناش نأكل أهو أحنا ضامنين الرغيف معانا النهاردة , وهو ده بالضبط اللى أحنا بنعمله , إنسان قلقان بإستمرار وإنسان خايف ومحتاج للرغيف يأخذه فى حضنه وهو نايم كل يوم علشان يبقى مطمئن وبينسى أن ليه أب هو اللى بيقوت وبيرعى وبيعتنى ولو نظرنا فى الإنجيل ملاحظة لطيفة قوى بيقول عبارة "وأبوكم السماوى يقوتها " ونلاحظ أنه لم يقل وأبوها السماوى يقوتها , وكأن السيد المسيح هنا عايز يكسفنا يعنى , فالطيور دى مطمئنة لأبوكم أنتم اللى أنتم مش مطمئنين ليه ومش واثقين فيه ومش مسلمين الحياة ليه واللى قلقانين وخايفين منه , الطيور سلمت إنما أنتم يا إنسان اللى هو أبوكم فعلا مش مطمئنين له .