منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 04 - 12 - 2012, 07:48 AM
الصورة الرمزية نونا بنت البابا
 
نونا بنت البابا Female
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  نونا بنت البابا غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 58
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 37
الـــــدولـــــــــــة : القاهرة
المشاركـــــــات : 8,381

موضوع متكامل عن القديس العظيم انبا انطونيوس اب جميع الرهبان




موضوع متكامل القديس
في مثل هذا اليوم من سنة 355 م تنيح القديس العظيم كوكب البرية ، وأب جميع الرهبان ، الانبا أنطونيوس . وقد ولد هذا البار سنة 251 في بلد قمن العروس ، من والدين غنيين محبين للكنائس والفقراء ، فربياه في مخافة الله . ولما بلغ عمره عشرين سنة ، مات أبواه فكان عليه ان يعتني بأخته . وحدث انه دخل الكنيسة ذات يوم فسمع قول السيد المسيح " ان أردت ان تكون كاملا فاذهب وبع أملاكك وأعط للفقراء فيكون لك كنز في السماء وتعال اتبعني " . فعاد إلى بيته مصمما علي تنفيذ هذا القول واعتبره موجها إليه ، فاخذ في توزيع أمواله علي الفقراء والمساكين ، وسلم أخته للعذارى ، ولم يكن نظام الرهبنة قد ظهر بعد ، بل كان كل من أراد الوحدة ، يتخذ له مكانا خارج المدينة . وهكذا فعل القديس العظيم أنطونيوس . حيث اعتزل للنسك والعبادة وكان الشيطان يحاربه هناك بالملل والكسل وخيالات النساء ، وكان يتغلب علي هذا كله بقوة السيد المسيح ، وبعد هذا مضي إلى أحد القبور وأقام فيه واغلق بابه عليه . وكان بعض أصدقائه يأتون إليه بما يقتات به . فلما رأي الشيطان نسكه وعبادته الحارة ، حسده وهجم عليه وضربه ضربا موجعا ة تركه طريحا . فلما آتي أصدقاؤه يفتقدونه ، وجدوه علي هذا الحال ، فحملوه إلى الكنيسة ، وإذ وجد نفسه تماثل إلى الشفاء قليلا عاد إلى مكانه الاول . فعاود الشيطان محاربته بأشكال متنوعة في صورة وحوش وذئاب واسود وثعابين وعقارب ، وكان يصور له ان كلا منها يهم ليمزقه . أما القديس فكان يهزا بهم قائلا : لو كان لكم علي سلطان لكان واحد منكم يكفي لمحاربتي . وعند ذلك كانوا يتوارون من أمامه كالدخان ، إذ أعطاه الرب الغلبة علي الشيطان . وكان يترنم بهذا المزمور : " يقوم الله . يتبدد أعداؤه ويهرب مبغضوه من أمام وجهه " . وكان يعد لنفسه من الخبز ما يكفيه ستة اشهر كاملة . ولم يسمح لأحد بالدخول ، بل كان يقف خارجا ويستمع لنصائحه . وقد استمر القديس علي هذا الحال عشرين سنة وهو يتعبد بنسك عظيم . ثم مضي بأمر الرب إلى الفيوم وثبت الاخوة الذين كانوا هناك ثم عاد إلى ديره. وفي زمن الاستشهاد تاق ان يصير شهيدا ، فترك ديره ومضي إلى الإسكندرية ، وكان يفتقد المسجونين علي اسم المسيح ويعزيهم . فلما رأي منه الحاكم المجاهرة بالسيد المسيح وعدم المبالاة ، أمر ان لا يظهر بالمدينة مطلقا . ولكن القديس لم يعبا بالتهديد ، وكان يوجهه ويحاجه ، لعله يسوقه للعذاب والاستشهاد ، ولكن لان الرب حفظه لمنفعة الكثيرين فقد تركه الحاكم وشانه .و بتدبير من الله رجع القديس إلى ديره وكثر الذين يترددون عليه ويسمعون تعاليمه . ورأي ان ذلك يشغله عن العبادة ، فاخذ يتوغل في الصحراء الشرقية ، ومضي مع قوم أعراب إلى داخل البرية علي مسيرة ثلاثة ايام ، حيث وجد عين ماء وبعض النخيل فاختار ذلك الموضع وأقام فيه ، وكان العرب يأتون إليه بالخبز . وكان بالبرية وحوش كثيرة طردها الرب من هناك من اجله . وفي بعض الأيام كان يذهب إلى الدير الخارجي ، ويفتقد الاخوة الذين هناك ثم يعود إلى الدير الداخلي . وبلغ صيته إلى الملك قسطنطين المحب للإله ، فكتب إليه يمتدحه ، ويطلب منه ان يصلي عنه . ففرح الاخوة بكتاب الملك . أما هو فلم يحفل به وقال لهم : هوذا كتب الله ملك الملوك ورب الأرباب توصينا كل يوم ونحن لا نلتفت إليها ، بل نعرض عنها ، وبإلحاح الاخوة عليه قائلين ان الملك قسطنطين محب للكنيسة ، قبل ان يكتب له خطابا باركه فيه ، طالبا سلام المملكة والكنيسة . واعتراه الملل ذات يوم فسمع صوتا يقول له : اخرج خارجا وانظر . فخرج ورأي ملاكا متوشحا بزنار صليب مثال الإسكيم المقدس ، وعلي رأسه قلنسوة ، وهو جالس يضفر ، ثم يقوم ليصلي ، ثم يجلس ليضفر ايضا . وأتاه صوت يقول له : يا أنطونيوس افعل هكذا وأنت تستريح . فاتخذ لنفسه هذا الزي من ذلك الوقت وصار يعمل الضفيرة ولم يعد الملل . وتنبأ عن الاضطهاد الذي يسحل بالكنيسة وتسلط الهراطقة عليها ، ثم أعادتها إلى حالتها الأولى ، وعلي انقضاء الزمان ولما زاره القديس مقاريوس البسه زي الرهبنة وأنباه بما يسكون منه . ولما دنت ايام وفاة القديس الانبا بولا أول السواح ، مضي إليه القديس أنطونيوس ، واهتم به وكفنه بحلة أهداها إليه القديس أثناسيوس الرسولي البابا العشرون. ولما شعر القديس أنطونيوس بقرب نياحته ، أمر أولاده ان يخفوا جسده ، وان يعطوا عكازه لمقاريوس ، والفروة لأثناسيوس ، والملوطة الجلد لسرابيون تلميذه . ثم رقد ممددا علي الأرض واسلم الروح ، فتلقتها صفوف الملائكة والقديسين . وحملتها إلى موضع النياح الدائم . وقد عاش هذا القديس مائة وخمس سنوات ، مجاهدا في سبيل القداسة والطهر .
صلاته تكون معنا ولربنا المجد دائما ابديا امين .
رد مع اقتباس
قديم 04 - 12 - 2012, 07:48 AM   رقم المشاركة : ( 2 )
نونا بنت البابا Female
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية نونا بنت البابا

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 58
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 37
الـــــدولـــــــــــة : القاهرة
المشاركـــــــات : 8,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

نونا بنت البابا غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موضوع متكامل عن القديس العظيم انبا انطونيوس اب جميع الرهبان

اقوال الانبا انطونيوس العظيم فى القديسين

- لا تخل اسم الرب يسوع بل امسكة بعقللك ورتل بة بلسانك وقلبك وقل يا ربى يسوع المسيح اعنى ...يا ربى يسوع المسيح ارحمنى ...انى اسبحك يا ربى يسوع

- لا تتكل على برك ولا تصنع شيئا تندم علية وامسك لسانك وقلبك وبطنك

- الطاعة والتمسكن يخضعون لنا الوحوش

- ارفض الرد على من يبغضك ولا تفكر بقلبك فى شر وان استفزك لا تغضب

- ان الذين ليس لهم مد بر يسقطون مثل الورق من الشجر والكتاب المقدس يقول كمثل مدينة غيرمحصنة ومن اراد ان يدخلها و ياخذ كنوزها كذلك الانسان الذى يعمل امورة بغير مشورة

- اجعل فكرك فى الوصايا كل حين وداوم على تنفيذها واياك ان تعيب على احد لئلا يبغض الرب صلاتك

- أنا لا أخاف الله لأنى أحب الله و المحبة تطرح الخوف خارجا

- الذى يعرف تدابير الخالق و كل ما يعمله فى خلائقه

- ان الشياطين توجة هجماتها المنظورة الى الجبناء فارشموا انفسكم بعلامة الصليب بشجاعة و دعوا هؤلاء يسخرون من ذواتهم و اما انتم فتحصنوا بعلامة الصليب . فحيث وجدت اشارة الصليب ضعف السحر و تلاشت قوة العرافة

- من يسمع من آبائه فمن الرب يسمع ، ومن لا يسمع لهم فلا يسمع من الرب

- يجب أن يكون خوف الله بين أعينا دائما و كذلك ذكر الموت +

- كما أن الضوء اذا دخل بيتا مظلما طرد ظلمته و اناره هكذا خوف الله اذا دخل قلب الأنسان طرد عنه الجهل و علمه الفضائل والحكم +

- المسيحية هى حياة مع الرب و تذوق حلاوته و عشرته +

- كل ما يبعدك عن الله لا تفعله . ولتكن نفسك كائنه مع الله فى كل وقت +

- إذا اقتربت إلينا الأرواح الشريرة ووجدتنا فرحين في الرب ، مفكرين فيه مسلَّمين كل شيء في يده واثقين أنه لا قوة لها علينا ، فإنها تتراجع إلى الوراء +

- إن كان الله لك فكل شئ لك حتى لو كنت محروما من كل شئ ،وان لم يكن الله لك فأنت محروم من كل شئ حتى لو كنت تملك كل شئ +

- الرب هو الطبيب العظيم الذي يشفي الجروح، سيشفي كل جروحك مهما كان عمقها أو اتساعها أو قدمها +

- لان مجئ ربنا يسوع جعل لنا عبودية صالحة حتى ابطل جميع الشرور +

- ان حياتنا ومماتنا مرتبطا بالقريب. فاذا ربحنا اخانا ربحنا الله, ولكن ان اساءنا اليه فقد اخطاءنا نحوالمسيح +

+ الزم الحزن على خطاياك كمثل من عنده ميت. أوقد سراجك بدموع عينيك. لا تتحدث بجميع أفكارك لجميع الناس إلا للذين لهم قوة على خلاص نفسك. واشتغل بكل قوتك ليتمجد أبوك الذي في السماوات.

+ لا تكن مقاتلاً باللسان. اجعل كل أحد يباركك والرب يسوع المسيح يعينك على العمل بمرضاته له المجد إلى الأبد أمين.كما أن السمك إذا خرج من الماء يموت كذلك الراهب إذا خرج من قلايته يموت خوف الله من قلبه

- لا تاكل حتى تشبع ولا تنم الا يسيرا ولا تكن مقاتلا بلسانك واجعل كل احد يباركك
- كل خبزك بسكينة و هدوء و امساك و إياك من الشره فانه يطرد خوف الله من القلب

- الخطايا القديمة التى فعلتها لا تفتكر فيها لئلا تتجدد عليك
- اطلب التوبة فى كل لحظة ولا تدع نفسك للكسل وتفكر فى كل يوم انة اخر يوم فى حياتك

- اختر التعب فهو يخلصك من الفواحش مع الصوم والصلاة
- لان تعب الجسد يجلب طهارة القلب وطهارة القلب تجعل النفس تثمر
- اتعب نفسك فى قراءة الكتاب المقدس وسير القديسين فهى تخلصك من النجاسة

- اياك و اللعب فانه يطرد خوف الله من القلب و يجعله مسكنا للشرور +
- اياك والكذب فانه يطرد خوف الله من الأنسان +
- أحذر أن تتكلم بكلام فارغ و لا تسمعه من غيرك ولا تفكر فيه وليكن كلامك فى ذكر الله و استغفارة +
- لاتجعلوا اللحظات المؤقته تسرق منكم الابدية
- لا تكنز خطيئتك التي صنعتها لان افضل ما يقتنيه الانسان هو ان يقر بخطاياه قدام الله ويلوم نفسه +
- لا تكون قليل السمع لئلا تكون تكون وعاء لجميع الشرور فضع فى قلبك ان تسمع لابيك فتحل بركة اللة عليك +
- أدب بخوف الله ولاتشفق. ولا تأخذ بوجه كبير ولاصغير بل اقطع بكلام الحق باستقامة.
- احرس ثيابك لئلا تمشى عرياناً في يوم الحكم فتفتضح. +
- لا تحلف البتة لا بشك ولا بحق. +
- لا تعير أحدا مهما كانت الأسباب. إذا مضيت إلى أخ فلا تبطئ في قلايته. لا تتحدث في الكنيسة.لا تجلس في أزقة الدير. +
- لا تمض إلى كنيسة يجتمع فيها الناس ولا تلب دعوة وليمة. +
- إذا ضرب الناقوس لاتتوان عن الحضور إلى الكنيسة. ولا تتقمقم في عمل ما


  رد مع اقتباس
قديم 04 - 12 - 2012, 07:49 AM   رقم المشاركة : ( 3 )
نونا بنت البابا Female
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية نونا بنت البابا

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 58
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 37
الـــــدولـــــــــــة : القاهرة
المشاركـــــــات : 8,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

نونا بنت البابا غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موضوع متكامل عن القديس العظيم انبا انطونيوس اب جميع الرهبان

سيرة الأنبا انطونيوس ومعلومات عنه

انطونيوس معناه فى اللاتينية : عوض

البابا أثناسيوس يفتخر لأنه حمل الماء للأنبا أنطونيوس

كتب البابا أثناسيوس الرسولى البطريرك الـ 20 سيرة الأنبا انطونيوس وأنتشر قصته فى العالم الغربى وكانت النتيجة أن بدا الغرب النظام الرهبانى نقلاً عن رهبان مصر , وكان البطريرك المصرى يفتخر بكونه عرف القديس أنطونيوس منذ حداثته , وأنه كان يستقى له الماء مراراً كثيرة ( أى يحمل له الماء من البئر إلى قلايته ) وقال عن الأنبا أنطونيوس ما خلاصته (1) : "

ولد القديس الأنبا انطونيوس أب الرهبان فى سنة 251 م فى مدينة أسمها كوما (2) من والدين مسيحيين أشتهرا بالغنى والمال والفضيلة فربياه تربية مسيحية على فعل البر والتقوى , وكان من طبيعته محباً للعزلة والأنفراد يقنع بالشئ البسيط من متطلبات المعيشة , ومع أن والدية لم ينظماه فى سلك التعليم بإحدى المدارس إلا أنهما هذباه بعلومهما ومعارفهما كما تدل كتابات القديس أنطونيوس الباقية إلى ألان التى تدل على مقدرته وتشهد له بالتضلع .

سمع صوت المسيح أثناء قراءة الأنجيل / أذهب وبع كل ما لك

وعندما بلغ الثامنة عشرة حتى فقد أبويه فإلتزم بتربية أخته الصغيرة ويدير حركة أملاكه الواسعة التى تركها له أبويه وكان ينفق منها كثيراً لأغاثة البائسين , وكانت الأفكار المقدسة متملكة عليه كثيراً , وكان معجب من شهادة ألاباء الرسل الذين تركوا كل شئ وتجندوا لخدمة الكلمة , وكيف كان كل مؤمن بواسطتهم يبيع املاكه ويضع ثمنها تحت أقدامهم , وأتفق ذات يوم أنه ذهب إلى الكنيسة كعادته هو وأخته وهذه الأفكار تشغل خاطره , وإذا كان فى الكنيسة يوما وإذا بفصل الأنجيل يقرأ فسمع السيد المسيح يقول لأحد الشبان اليهود الأغنياء : " إن أردت أن تكون كاملاً فإذهب وبع كل املاكك ولأعط للفقراء فيكون لك كنز فى السماء وتعال أتبعنى " ( مت 19 : 11) فحالما سمع هذه العبارة حسبها صوتاً إلهياً ينادبه من السماء فرضخ لهذه المشورة وقرر تنفيذها فقام وباع كل ماله 3000 فدان من أجود الأراضى وترك جزءاً لأخته , وفى اليوم التالى سمع قول الرب فى الكنيسة يقول لا تهتموا بالغد دع الغد يهتم بما لنفسه , وعندما عاد إلى منزلة قرر أن ينفذ ما سمعه فأعطى أخته نصيبها ثم توجه بها إلى دور العذارى التى كانت فى عصره , وعاش فى منزل تظلله جميزة (3) ولما لم يكن له مال على كد يديه بالعمل فقد كان يصنع قففاً وحصراً ويقتات بثمنها , وفى نفس الوقت كان يتقدم فى الفضائل ويروض جسده على طاعة روحه فى عيشة من الزهد والتقوى فكان ينموا فى القداسة يوماً بعد يوم .
  رد مع اقتباس
قديم 04 - 12 - 2012, 07:49 AM   رقم المشاركة : ( 4 )
نونا بنت البابا Female
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية نونا بنت البابا

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 58
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 37
الـــــدولـــــــــــة : القاهرة
المشاركـــــــات : 8,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

نونا بنت البابا غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موضوع متكامل عن القديس العظيم انبا انطونيوس اب جميع الرهبان

بداية معرفة الطريق
ولم تكن الأديرة معروفة فى عصره بل كان الأتقياء الهائمون بحي العزلة والفقر الأختيارى يجتهدون حسب طاقتهم فى الأنفراد عن العالم والأبتعاد عن معاشرة الناس حباً فى العبادة والنسك والتلذذ بالروحيات , وكانوا يتخذون لأنفسهم مغائر وكهوف لا تبعد كثيراً عن المدن والقرى , وهناك ينعكفون على العبادة , فإجتمع حول أنطونيوس بعض من هؤلاء , فكان يمر عليهم ويخدمهم ويتعلم منهم الفضائئل التى أكتسبوها , فكان كالنحلة التى تجمع شهدها من أزهار متنوعة , فجمع الكثير من الفضائل من هؤلاء فمن واحد الصبر ومن آخر الأتضاع ومن غيره الصمت ومن رابع الطاعة .. ألخ حتى وصل إلى درجة عليا فى سلم الفضائل وشابه المتعبدين فى مغارة واحدة , وكان يقلدهم فى العبادة , وأتخذ منهم شيخاً معلما له , وكانت له ذاكره قوية فكان كلما يقرأ الكتاب المقدس يحفظ أجزاء كبيرة منه حتى ولو قرءه مرة واحدة , وكان يحفظ جميع من عرفهم ويعاملهم بمحبة شديدة حتى أعجب به المتوحدون فكانوا يجلون قدره ويقفون عند قدومه ويحيونه قائلين : " تعال يا حبيب الرب "

ثم عبر النهر إلى الناحية الشرقية, وهناك وجد جميزة كبيرة فسكن هناك ولازم النسك العظيم والعبادة وشغل اليد حتى جاءت إمرأة تستحم في النيل بالقرب من مكانه , فلما انتهرها بادرته قائلة: " لماذا تنظر إلى أنت مخلوق من تراب أنت يجب أن تنظر إلى المادة التى صنعت منها ؟ , إن هذا المكان لا يصلح لسكن الرهبان ولو كنت راهباً لسكنت البرية الداخلية "

غير أن الشيطان عدو الخير لم يرق له ان يرى شاباً كهذا متمسكاً بمحبة الرب يسوع فجمع كل جنوده الشريرة وقام بالهجوم عليه بسهام الندم والأغراء والتهديد والوعيد , فراودته الأفكار الرديئة , فكان مرة يدفعه ليأسف على توزيع ثروته ويقول له , كان يمكنك أن تبيعها وتتصرف أحسن مما تصرفت , فكان يمكنك توزيع دخلها على الفقراء وتعيش أيضاً فى خوف الرب ورضاه وكنت ستعول عائلات فقيرة كثيرة , وكان يهاجم بمسؤوليته على أخته : فيذكر له أنه الوحيد الذى يجب عليه رعايتها فكيف يتركها هكذا بلا عناية فى العالم , وتاره يصعب عليه مشقات طريق التعب والوحدة والأنفراد عن العالم , وفوق كل هذه الحروب كان يملأ مخيلته من ألأشباح والصور الجميلة التى تسوقه إلى الفساد أملاً فى أن يخلب لبه فيسقطة فى الخطيئة ويثنيه عن عزمه فيتغلب عليه ,وقد انهك هذا القتال الذى لا هوادة فيه ليل نهار القوى الجسدية لديه حتى كان ذات يوم أنه لم يستطع أن يقف ولا حتى أن يجلس بل ظل مستلقياً على الأرض فى شبه إغمائة بينما إنتهز الشرير هذه الفرصة فى مهاجمته فى قسوة (4) ليحطم معنوياته , فقال أنطونى : " أننى هنا أنا أنطونى .. ولن أنحنى تحت ضرباتك مهما قسوت فيها , لأننى لن أسمح لشئ فى الوجود أن يفصلنى عن محبة المسيح ربى وإلهى " وأحياناً كان يحاربه بالكسل والخمول فيتراخى عن حميته فيترك الطريق يوما بعد يوم .. وعندما عجز بهذه الطرق أتهاه بالكبرياء بالفخر والتباهى موسوساً له فى فكر : أنه أصبح افضل الناس قداسة وبر وفضيلة .. فمن من الناس وصل إلى ما وصلت له يا انطونيوس ؟ ..

ولكن كان الشاب أنطونيوس يتسلح بكلام الرب يسوع ووعده وإن كان الرب يسوع يعد فوعده أمين وصادق , فكان يرد جميع سهام الشرير الملتهبة بالزيادة فى معرفة كلمات الرب والنسك فتفانى فى قمع جسده وتذليله فتدرج فى الإنقطاع عن الأكل حتى أصبح يصوم يوماً كاملاً ويأكل مرة واحده بالليل , حتى وصل إلى الصيام الإنقطاعى ثلاثة ايام , وكان يلبس المسح ويرقد على الأرض أو على حصير,وهكذا كانت الحرب شديده فكان يطرد أفكار الشرير بالصوم والصلاة .
  رد مع اقتباس
قديم 04 - 12 - 2012, 07:49 AM   رقم المشاركة : ( 5 )
نونا بنت البابا Female
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية نونا بنت البابا

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 58
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 37
الـــــدولـــــــــــة : القاهرة
المشاركـــــــات : 8,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

نونا بنت البابا غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موضوع متكامل عن القديس العظيم انبا انطونيوس اب جميع الرهبان

الحروب الشيطانية

وفى أحد الأيام بينما كان سائراً تعثرت قدماه وسقط فى بئر وعثر على كنوز مصرية فى قبر لقدماء المصريين فظن فى بادئ الأمر أنها خيالات أو صور شكلها له الشيطان ولما تحقق من مناظر الذهب على الكفن الفرعونى أيقن أنها تجربة أخرى لكى يسهل له الشيطان طريق الرجوع إلى العالم بعد أن أضناه تعب النسك والزهد وقال فى نفسه هذا معدن من تراب أتفرح بالتراب يا انطونيوس !!! ماذا سينفعك التراب فى الصحراء ممن تبيع وممن تشترى ؟ لقد بعت العالم لتربح المسيح , وفى الحال تسلق إلى أعلى المدفن وفر هارباً من هذا المكان وقصد مكان آخر , وعقد العزم أن ينسى ما حدث .

ولجأ إلى أحدى المقابر الفارغة التى كان القدماء يعتنى بتشييدها وبها حجرات تصلح للسكن والتى لا تبعد عن منطقة الميمون (5) ومن هناك كان يرسل أحد أصحابه بما يصنعه من سلال ليبيعها ويحضر بثمنها ما يحتاجه من قوت وكان معظم طعامه الخبز والملح مع الماء , ويروى أنه عاش عمره كله لم يتناول لحماً أو يشرب خمراً .

وشاع خبر قداسته وأنتشر خبر تقواه فى ارجاء أرض مصر فأتجه له الناس كل له كلب البعض يريد الشفاء من أمراضهم , والبعض لسماع تعاليمه السامية , أما هو فلم يكن يريد الخروج من قصرة ويضيع وقتا بدون الصلاة والبعد عن الرب يسوع , ولكنهم أستمروا يطلبونه حتى كثر الناس الجالسين عند بابه وهو مغلق حتى كادوا يكسرون عليه الباب , ويقول الب متى المسكين عن هذه المرحلة : " وأستمر أنطونيوس عشرين سنة فى بسبير , وفى هذه المدة إلتجأ إليه جمع كثير من احبائه ومريدية وسكنوا حوله , وعاشوا عيشته , متمثلين بنسكه , أما هو فلم يلتفت إليهم ولم يهتم بوجودهم , بل ظل فى عزلته الشديدة وحياته البسيطة , دون أن يشعر فى ذاته أو يشعر أحداً أنه صار أباً أو مسئولاً عن أحد (6) ولما بلغ الضيق بمريدية مبلغاً صعباً بسبب تجاهلة إياهم 20 سنة , أقتحموا بابه عنوة وأجبروه أن يخرج إليهم , أما هو فبوداعته الشديدة رضى بعنفهم وقبل أقتحامهم وأذعن لمطلبهم , ولشدة لجاجتهم عندما وجدهم كقطيع غنم يحتاج لرعايته فبدأ يفتح الباب أحياناً ليصلى على المرضى ويلقى العظات على المسترشدين الذين كانوا يبغون سماع نصائحة الروحية , فتتلمذ له منهم كثيرون فقبلهم وبدأ يسن لهم قوانيين وأشتاق الكثيرون من الأقباط لحياة الرهبنه التى بدأ فى تكوينها الأنبا أنطونيوس فتجمع حوله المئات من المسيحيين ليس لهم هدف إلا تنمية علاقتهم مع الرب يسوع , وبدأوا يزدادون حول القصر ( الحصن) يوما بعد يوم وذلك فى سنة 305 م فوضع لهم الوانين , ولم يكن يظهر لهم إلا فى النادر إلى أن مضى نحو عشرين سنة وفى نهايتها أضطر للخروج للذين أرادوا السير على منواله .

وعندما بلغ الأنبا أنطونيوس من العمر الخمسة والخمسين , أمتلأت البقاع والبرارى الموجودة حوله من الشباب الذين جذبهم منطق قداسته وفضائلة وعاشوا فى عزلة , وكان منهم الأعنياء والفقراء , ولم يمضى وقت قصير حتى قامت الأديرة بجوار ممفيس وأرسينوى وبابليون وأفروديت وأماكن كثيرة , وأمتلأت من الرهبان الذين عاشوا تحت إشراف وتدبير القديس أنطونيوس الذى كان ينتقل من مكان إلى مكان آخر مرشداً وواعظاً

ولبث القديس أنطونيوس يعيش بين الرهبان الذين تجمعوا حولة فى تواضع وحب كملاك أرضى يحبب لهم الفضيلة بسيرته وقداسته يقلدونه وكان هذا أول جماعة رهبانية فى العالم كله
  رد مع اقتباس
قديم 04 - 12 - 2012, 07:49 AM   رقم المشاركة : ( 6 )
نونا بنت البابا Female
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية نونا بنت البابا

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 58
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 37
الـــــدولـــــــــــة : القاهرة
المشاركـــــــات : 8,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

نونا بنت البابا غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موضوع متكامل عن القديس العظيم انبا انطونيوس اب جميع الرهبان

الأنبا انطونيوس فى الفكر الغربى

وقد وصف مؤرخ غربى (7) فترة نضالة مع نفسه ضد قوى الشر وعلاقتة بمن ألتفوا حوله فى هذه الفترة فقال : " لقد تعرض القديس وهو فى خلوته الأولى لتلك المحاربات الشيطانية التى جعلت من حياته موضع السخرية للمتشككين , والشفقة للمتساهلين , والدهشة للمؤمنين المتيقنين , من وجود عدو يزأر كالأسد (1بط 5: 8) من قوة غير منظورة تنصر الكنيسة بلا أنقطاع , ومن يتشكك فى هذه المحاربات إنما ينكر كل حادث خارق للطبيعة ويزدرى بشهادة عدد كبير من الناس الذى لا يتطرق الشك إلى قداستهم , ولسنا هنا نحاول الدفاع عن هذه المحاربات الخارقة ولكن الذى لا يمكن الشك فيه مطلقاً هو أن العيشة التى قضاها أنطونى ورهبانه المصريين هى أنكار الذات والتحكم فى كل الغرائز والميول الطبيعية , وهذه الحياة الخارقة للطبيعة التى عاشها هؤلاء الرهبان فى خطر مستديم , وفى جوع وألم , هى أعجب ما عرفه الأنسان , وهم كانوا يتحملون كل هذه الضيقات والمخاطر من غير ان يمتدحهم أنسان , أى أنهم لم يطلبوا مجداً من الناس لأنهم عاشوا فى معزل من الناس , ومثل هذه الحياة التى يعترف بها الجميع بأن الرهبان المصريين قد عاشوها هى أعجب وأغرب بكثير من القصص التى يرويها الثقاة عن المحاربات التى خاضها الأنبا أنطونى "

الرهبنة الأنطونية ناتجة عن رؤيا إلهية :

وشعر القديس فى بداية رهبنته وإذ الملل قد تسرب إلى نفسه والضيق يحاصرة , فضاعف صلاتة طالباً الإرشاد الإلهى قائلاً : " يا سيدى أريد الن اكون كاملاً ولكن أفكارى تمنعنى " حينئذ سمع صوتاً يقول له : " أخرج خارجاً وأنظر " فخرج وإذ يرى ملاك الرب مرتدياً الإسكيم (8) وعلى رأسه طاقية وهو منشغل بتضفير الخوص ( الخوص هو فروع جديدة فى قلب النخل كان يصنع منها القفف وأشياء أخرى ) ووقف أنطونى مندهشاً لهذا المنظر الذى يراه ووقف يراقبه , ورأه يضفر قليلاً ثم يترك عمله اليدوى ليصلى , وبعدها يضفر ثانية ثم يقوم للصلاة , ثم يترك الصلاة للشغل , وأستمر الملاك يعمل ويصلى بالتتالى , ثم سمع أنطونى صوتاً يقول له : " أفعل هذا فتجد راحة فى نفسك " فأطاع القديس هذا ألأمر السمائى طيلة حياته , وبعد الملل عن نفسه , وجعلها قاعدة عامة سار عليها الرهبان المصريين حتى يومنا هذا .

الأنبا أنطونيوس يترك صومعتة لتشجيع الأقباط أيام الأضطهاد
وحدث أن أرمانيوس والي الإسكندرية (المعاصر لأريانوس والي أنصنا) أرسله -أي القديس أبيما البهنساوي- إلى الصعيد لكي يُعَذَّب ويموت, فأركبوه المركب وتوجهوا به إلى الصعيد, ولما وصلوا إلى قرية الميمون غربي النيل توقفت المركب عن السير لمدة 3 أيام لعدم هبوب الريح , وانتهز القائد المرافق للقديس أبيما هذه الفرصة فخرج إلى القرية وأمر أهلها بالسجود لأبوللو كبير الآلهة فرفضوا وتمسكوا بالمسيحية, فاستشهد منهم خمسة شهداء في اليوم الثامن من شهر أبيب وهذه أسماؤهم (9) :
1- أبا سرابامون قس الميمون (وكان اسمها وقتئذ فووه انيامرو).
2- أوريون قس بيدجرم انتي كيمين (كفر ابجيج - مركز الواسطى).
3- أبيون عمدة كيمين (قمن العروس بمركز الواسطى).
4- أوديمون من أهل فوويت (ناحية أفوه - مركز الواسطى).
5- بيتسيري من تيلوج (ناحية دالاص بمركز بوش).
وكان استشهادهم هو السبب الرئيسي لخروج القديس الأنبا أنطونيوس من صومعته بدير الميمون شرقي النيل والقريبة من مكان استشهادهم , وفى سنة 311 م ذهب إلى الإسكندرية عندما سمع عن نار الأضطهاد الشديد الذى أضرمه مكسيميان قيصر كما حث رهبانه على الذهاب إلى الثغر للمشاركة في تثبيت المؤمنين وتشجيع المسجونين ويشجعهم على بذل الدم من أجل فاديهم القدوس , وكان يشترك معهم فى الترتيل والصلاة أثناء ذهابهم إلى الأستشهاد , فتحولت السجون إلى كنائس والطريق إلى الأستشهاد أصبح هو الطريق إلى الملكوت الذى يقصر فيه أيام العالم وتنتهى رحلة الحياة القصيرة لتبدأ الحياة الأخرى الأبدية فالعالم سيزول وتنتهى أيامه وستبطل جميع امجاده , وكان دائم التعليم ومشجعاً بالكلام الروحى وكان هو نفسه يشتاق لنيل إكليل الاستشهاد, فكان يتوجه بجرأة شديدة إلى المحاكم ويحضر جلساتها ويقوم ويحامى عن المسيحيين المقبوض عليهم بجسارة قلب ويفند دعاوى وأتهامات أعدائهم , ولما كانت الغاية من الإضطهاد ليس هلاك جميع المسيحيين ولكن دفعهم لنكران السيد المسيح مخلص البشرية , فكان يطلب الإنفراد بالمتهمين ويثبت لهم إيمانهم ويصف لهم السعادة الأبدية التى تنتظرهم والتى أعدها الرب يسوع ذاته لجميع الصابرين على الضيقات .

وعلم الحاكم المضطهد حينئذ أن الرهبان لهم يد فى تشجيع المسيحيين فى مدينة السكندرية على قبول الموت , أمر بمنعهم من تواجدهم فى المحاكم .. أما القديس أنطونيوس فعزم على على متابعة تشجيعة للمسيحيين ولو أدى عمله هذا على أستشهاده فلبس ثوباً أبيض وأعتلى رابية كانت فى الطريق الذى يمر منه الحاكم , وظل يصلى إلى الرب بصوت عالى أثناء مرور الحاكم , وعندما شاهده الحاكم منظر الأنبا أنطونيوس بملابسه البيضاء ويطالب الرب بأن يستشهد على أسمه وهالته شجاعته ونظر إليه نظرة جندى يحترم شجاعة وشهامة خصمه لأنه لا يهاب الموت , فأوقف الأضطهادات ووجدها لا فائدة فى أثناء المسيحيين عن عبادتهم لإلههم , وعندما هدأت الأضطهادات عاد القديس إلى ديره وأستأنف عبادته بجد ونشاط كأنه يعرف الرب لأول مرة .

وهكذا حفظة الرب يسوع حتى يؤسس طريق الرهبنة الملائكي.

وكان يحب الإمتلاء والتأمل فى بهاء وعظمة الحضرة الإلهية وأعتاد أن يصرف الليل مصلياً راكعا غير متحرك , وكان يحب الصلاة فى الليل حيث يسكن الكون من حوله وعندما يبدأ فى مناجاة الرب يسوع تكون الشمس تغرب من ورائه وعندما يرى الشمس تشرق أمامه فى اليوم التالى يشكر الرب قائلاً : " أيتها الشمس لماذا تعدمينى بنورك أشعة النور الإلهى " لأنه توقف عن الصلاة .

وعندما بلغ من العمر 35 سنة أخذ يتوغل قليلاً قليلاً في البرية الداخلية إلى ناحية الشرق ورغب أن يصحب معه شيخه ومرشده فلما عرض عليه الأمر أعتذر لكبر سنه فتركه وتوجه إلى القفر وتعمق فى البرية وهو لا يدرى أين يلقى عصاه حتى عثر على قصر قديم عظيم البناية بنته أيدى ملوك مصر الفراعنة منذ زمن مديد كحصن لصد هجوم الأعداء وجعلوه كنقطه من النقط العسكرية , فأصلح القديس فيه مكاناً ورتبه وكان قد حمل مؤونة تكفى لستة شهور , وسر جداً لأن الرب أرشده إلى هذا المكان الذى يبعد عن العالم وينفرد مع حبيبه الرب يسوع , واستقر به المقام في المكان (10)

تقشفه وزهده

ومن كثرة الزهد والنسك والتقشف صار جسده نحيفاً كأنه غير مركب من لحم وعظام , ومع ذلك كان حليماً وديعاً يهتم بإطعام الآخرين , وكان كلامه ووجهه يبديان الهشاشة والبشاشة عند رؤيته الناس تحضر إليه , ولم يتغير حاله بتغيير الأمور الزمنية ولا المنكان الذى يتواجد فيه .

وعندما علمت الجموع أن الأنبا انطونيوس عاد من الأسكندرية عادت تتوافد على القصر ( الحصن ) وكان عددهم يتزايد فاضطر أن يزرع لهم بقولاً وبعض النباتات الأخرى , ولما نمت دخل حقله بعض وحوش البرية , وفى ذات يوما أمسك بأحدهم وهو يرعى فى حقله فقال له : " لماذا تضر بى أنا الذى لم أضرك بشئ أخرج من ههنا ولا تعد " وقيل أن الوحوش أمتنعت عن تخريب حقله ولم تعد بعد ذلك .
  رد مع اقتباس
قديم 04 - 12 - 2012, 07:50 AM   رقم المشاركة : ( 7 )
نونا بنت البابا Female
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية نونا بنت البابا

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 58
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 37
الـــــدولـــــــــــة : القاهرة
المشاركـــــــات : 8,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

نونا بنت البابا غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موضوع متكامل عن القديس العظيم انبا انطونيوس اب جميع الرهبان

رسالة قسطنطين الأمبراطور إلى الأنبا انطونيوس

وحدث أن انتصر الأمبراطور قسطنطين فى الحرب عندما رفع علامة الصليب فأمر بأن تكون المسيحية هى الدين الرئيسى , وكانت امه الملكة هيلانه مسيحية فأمرت ببناء الكنائس فى كل مكان , وسمع الأمبراطور عن الراهب المتواضع أنطونيوس فأرسل له هو وأولاده خطاباً للقديس هو وأولاده وطلبوا غليه بخضوع أن يتنازل بالرد على رسالتهم فتعجب الرهبان من تواضع الأمبراطور وكان الموضوع الرئيسى فى الكلام فيما بينهم , فجمعهم القديس وقال لهم : " لا تتعجبوا لأن ملوك الرض قد كتبوا إلينا ولا يجب على المسيحى أن يستعظم هذا الأمر ويندهش منه , أما الأمر العجيب والمذهل للعقول فهو أن الرب كتب شريعته من أجل البشر , وأرسلها على أيدى إناس أصفيائهم وفى آخر الأيام خاطبنا فى أبنه الوحيد الذى يسمو بما لا يقاس على كل الملوك والسلاطين " أ . هـ

ولما رأى الرهبان عندم أهتمامه بالرسالة أو الرد عليها أقنعوه بضرورة الرد لا لأنه الأمبراطور بل لأنه مسيحى قصد الأستفادة فلا ينبغى أن تمنع عنه .. فكتب له الرد وبعد الديباجة ( المقدمة ) قال : " أنى أسر معكم من أنكم تعبدون يسوع المسيح هو الملك الحقيقى والأبدى الوحيد وأن تتخذوا الفطنة دستوراً لأعمالكم فى أدارة شئون المملكة وتسيروا فى الرعية بالحلم والعدالة وتساعدوا الفقراء كمساعدتكم لأخوتكم " أ . هـ

فلما قرأ الأمبراطور قسطنطين وأولادهع وكبار دولته هذه الرسالة أثرت عليهم تأثيراً عظيماًُ وأدركوا الفرق بين كتابات الأرثوذكسيين وكتابات الأريوسيين التى تمتلئ من روح الرياء والنفاق , وأحتفظ الأمبراطور برسالة أب الرهبان أنطونيوس كأنها كنز عظيم .

الأنبا أنطونيوس والإضطهاد الأريوسى لقبط مصر

ولم يمر وقت طويل على الأضطهاد الوثنى حتى أشتد إضطهاد الأريوسيين على الأرثوذكس فأرسل إليه البابا أثناسيوس الرسولى يطلب منه أن يأتى ويقف معه ضد الأريوسيين وبناء على طلب الأنبا أثناسيوس وعندما عزم الأنبا أنطونيوس على الذهاب إلى الإسكندرية بلغه أخبار ان البطريرك قد نفى فطلب منه أغنياء الأسكندرية ومشاهيرهم الأقباط فى ذلك اليوم أن يكتب خطاباً إلى الأمبراطور قسطنطين يحتج فيه على مقاومته للأرثوذكسيين .

ولما علم أن الأريوسيين قد بلغت بهم الجسارة أن يشيعوا كذباً أن القديس أنطونيوس موافق على رأيهم رجع إلى الأسكندرية مع بعض رهبانه وخطب مع شعب المينة من المستقيمين الرأى قائلاً : " أنهم تجاسروا على الطعن بألوهية مخلصنا , وقالوا إنه كان خليقة بسيطة .. كلا أنه أبن الرب الإله ليس هو خليقة , ولم ينشأ من العدم بل كان منذ الأزل لأنه كان كلمة وحكمة الآب , ولهذا لا تشتركوا فقط مع الأريوسيين المنافقين لأنه لا يمكن أن يكون أتحاد بين النور والظلام أنه لكفر أن يقال بأنه وجد وقت لم يكن فيه الكلمة لأن الكلمة دائماً مع الآب .

" أنكم مسيحيون لأنكم فى التقوى الحقيقية وفى افيمان الحقيقى , وأما الأريوسيين فإنهم حينما يقولون أن كلمة الآب أبن الرب الإله مخلوق فإنهم لا يختلفون بشئ عن الوثنيين الذين يعبدون الخليقة عوضاً عن الخالق , فصدقوا إذن أن كل الخلائق تقف ضدهم لأنهم يجعلون فى عدد المخلوقات رب وسيد كل الأشياء التى هى كافة من صنع يديه فإهربوا إذأ من مخالطتهم كهربكم من الحيات والعقارب , فمن لا يحب يسوع المسيح فليكن محروماً .. الرب سيجئ " أ . هـ

وقد كتب الأنبا أنطونيوس إلى رجل أريوسى كان يضطهد الكنيسة بقسوة شديدة ما نصة : " إن الرب قد وضع فى قوس عدله سهام غضبه عليك , وانه سيرشقها على هامتك إذ لم تتب سريعاً "

أما الهرطوقى الأريوسى فلما قرأ الرسالة ضحك منها مستهزئاً , وألقاها على الأرض وتفل عليها ووطأها بقدمه , وقيل أنه بعد ثلاثة أيام ضربه الرب فمات ولكثرة العجائب التى صنعها الرب يسوع على يديه بالأسكندرية وصلت أخباره للوثنيين فصاروا يفدون إليه ويتباركون منه وإن لم يستطيعوا الوصول إليه من كثرة الزحام كانوا يلمسون أطراف ثيابه , وحاول تلاميذه الرهبان ان يمنعوهم فإنتهرهم وأمرهم أن يتركوا الحرية لكل من يأتى إليه فتمكن من جذب عدد عظيم من الوثنيين إلى المسيحية حتى أن أحد المؤرخين قال : " أن الذين أعتنقوا العقيدة المسيحية على يده فترة أقامته بالأسكندرية أكثر من الذين كانوا يتعمدون فى مدة سنة "

ولما رأى أن الإيمان أنتعش ودبن روح المسيح فى مدينة الإسكندرية قرر الرجوع إلى الدير , فحزن الشعب , وطلبوا إليه أن يبقى معهم مدة غياب راعيهم الأنبا أثناسيوس .. فأجابهم قائلاً : " إن الشمع يذوب إذا إقترب من النار , هكذا تضمحل فضيلة الناسك إذا دنا من العالم " .. ثم اخذ يثبتهم فى افيمان ويعزيهم على فراق راعيهم وتنبأ لهم بعودته منتصراً .

الأنبا أنطونيوس والبابا الأنبا أثناسيوس الرسولى

كان البابا الأنبا أثناسيوس قد تتلمذ وهو شماس على يد القديس الأنبا انطونيوس , وكان البابا العظيم ألنبا اثناسيوس يفخر دائما أنه كان يحمل الماء للقديس النبا أنطونيوس , وعندما أصاب شعب السكندرية وبأ فقام البابا الأنبا أثناسيوس هو وبعض الكهنة والشمامسة بزيارة الأنبا انطونيوس حتى يصلى إلى الرب لكى يرفع غضبه عن المدينة , وبعد رفع صلاة حارة إلى الرب يسوع طمأنه القديس أنطونيوس أن الرب قد رفع غضبه عن مدينة الأسكندرية , وقد ألبس الراهب البسيط الأنبا انطونيوس لبس الرهبنة ( القلنسوة - الأسكيم - المنطقة - البرنس - التراج الصوف ) وقال له من ألان يكون هذا هو لبس الاباء البطاركة إلى آخر الدهور , فلما سمع الأب البطريرك هذا الكلام من القديس أنطونيوس .. تعزت نفسه وتبارك منه وعاد إلى مدينة الأسكندرية بسلام (11)

وكان بين القديس أنطونيوس أب الرهبان والقديس أثناسيوس الرسولى مودة وثيقة حتى أن القديس أثناسيوس كتب سيرة الأنبا انطونيوس وأعمالة الجليلة , وكان القديس أثناسيوس يحب الأنبا انطونيوس ويقدر زهدة وتقواة (12)

رسائل الأنبا أنطونيوس

ورجع القديس إلى ديره وأعتم بإرسال رسائل أكثرها إلى الرهبان وقال بعضهم أنها وصلت إلى 20 رسالة وآخرون قالوا أنها كانت سبعة رسائل فقط ,

محاورات الفلاسفة مع الأنبا انطونيوس

ولم يكن ألأنبا انطونيوس يعرف شيئاً من اللغات ولا العلوم , بل كان يعرف القراءة والكتابة بلغته المصرية القبطية فقط

وقيل عنه أن احد الفلاسفة الحكماء سأله ذات يوم إذا ما كان يضجر ويمل .. إذ لا سبيل له إلى السلوى التى يحصل عليها ألاخرون بالقراءة فى الكتب فأجابه قائلاً : " إن لى فى الطبيعة كتاباً " .

وذات يوم ذهب إليه فللسوفان ليختبروا علمه ويقيسوا فلسفتهما بمعرفته فقال لهما : " لماذا تتعبان نفسيكما لزيارة أحمق مثلى ( علامة التواضع وإنكار أنه شئ وهى فلسفة رهبانية ) فأجاباه : " لقد حضرنا إليك لأعتقادنا أنك رجل حكيم " فقال لهما : " إذا كنت حكيماً فكونا مثلى لأن الأقتداء بالحكماء واجب , فأنا مسيحى فكونا كذالك " .. فصمتا متحيرين ثم تركاه .

وقصده آخرون من العلماء ليمتحونه فسألهم قائلاً : " العقل أفضل أم العلم " فأجابوا : " العقل " فقال لهما : " إذا من كان عقله سليماً لا يحتاج إلى علم " (13) ثم ناقشهم أى الديانات أفضل وبعد مناقشات طويلة , أقترح عليهم أخراج الأرواح النجسة من مجانين كانوا حاضرين وقتئذ فحاولوا ولكنهم عجزوا فقد صارت الشاياطين تهيج الناس عليهم , فتقدم ورسم عليهم علامة الصليب فخرجت منهم الشياطين .

توصياته الأخيرة

وعندما وصل الأنبا أنطونيوس إلى سن 105 كان العالم كله قد عرف باعمالة وأختبر حكمته وأنتشرت عجائبه وآياته , وشعر بدنو أجله فكان يطوف على أديرة الرهبان وينصح تلاميذه ويحثهم على القيام بواجباتهم المقدسة المفروضة عليهم وكان يقوم بأعداد أجتماعات لهم وبعد أن وعظهم كثيراً قال : " سأفارقكم يا اولادى لكنى لا أفتر عن محبتكم , وأرجوا منكم أن تداوموا بكل غيرة ممارسين أعمالكم المقدسة ولا تتراخوا ابداً إياكم إياكم أن يخمد نشاطكم فى إتمام واجباتكم , أجعلوا الموت كل يوم نصب أعينكم , واجتهدوا بعناء بكامل طاقتكم فى أن تحفظوا نفوسكم طاهرة وخالية من الأفكار الرديئة , أبذلوا الجهد فى أقتفاء آثار القديسين , وأتبعوا بكل شجاعة طريق الحق , وحذار من أن تشتركوا مع شيع الهراطقة الذين تعرفون ردائتهم واعمالهم الذميمة , وأهربوا منهم كما تهربون من الطاعون من الأريوسيين المعروف بدعتهم عند كل الناس , وأن كل حكام الولايات يساعدونهم وينشرون تعاليمهم , فلا تتعجبوا قط لأن هذه السلطة الوهمية التى أختلسوها لا بد أن تتلاشى , بل فليكن ذلك محرضاً لكم بزيادة على أن لا يكون لكم أقل علاقة معهم , حافظوا بكل تقوى على تقليدات آبائكم , وأثبتوا بالأخص فى إيمان الرب يسوع المسيح له المجد الذى تعلمناه من الكتب المقدسة والذى فسرته لكم مراراً " أ . هـ

وبعد أن اكمل توصياته الأخيرة لرهبانه حتى أسرع بالذهاب إلى صومعته لشعوره بالتعب , فدعا تلميذيه مكاريوس ( أبو مقار الكبير المصرى ) وأماناس وخاطبهما قائلاً : " أنى أرى يا ولدى أن الرب يدعونى إليه وأنى مزمع كما هو مكتوب أن أسلك طريق كل أحد , فداوما على البر حسب عادتكما ولا تفقدا ثمرة أعمالكما المقدسة التى مارستوها منذ سنوات عديدة ولكن أجتهدا كأنكما بادئان فى أن تحفظا وتزيدا فى أرتقاء حرارتكما , وأنتما تعلمان مكائد الشيطان , وقساوته ولا تجهلان ضعفه قط بل آمنا بالرب يسوع المسيح ولا تكن لكما رغبة إلا فى خدمته .

عيشا يا اولادى كأنكما مزمعان أن تموتا كل يوم اسهرا دون أنقطاع على نفسيكما , وتذكرا التعاليم التى أرشدتكما إليها غالباً , ولا تشتركا قط مع المنشقين ولا مع الهراطقة الأريوسيين لأنكما تعلمان جيداً كيف كنت دائماً محتقراً لهم بسبب هرطقتهم المرذولة لأنهم يجسرون على محاربة رب المجد يسوع المسيح وتعاليمه , إبذلا الجسد والجهد لتتحدا أولاً معه ثم مع القديسين لكى يقبلوكما كأصدقاء وأصفياء فى الملكوت السماوى , أطبعا هذه الكلمات على صفحات قلبيكما , وإن شئتم أن تبرهنا على محبتكما لى وأنكما تذكرانى كأبيكما فلا تسمحا أن ينقل جسدى إلى مصر خوفاً من أن يحفظة أهلها فى بيوتهم , وهذا هو السبب الذى حملنى إلى الفرار لأموت فوق هذا الجبل , فإدفنانى إذا تحت الأرض ولا تقرا لأحد عن موضع قبرى حتى إذا جاء يوم القيامة أقتبل هذا الجسد من يد يسوع المسيح بكر القيامة خالياً من الفساد .

أما ثيابى فوزعاها هكذا : أعطيا للأسقف أثناسيوس أحد جلود الغنم والرداء الذى أستلمته منه جديداً رداه إليه باليا (كان قد لبسه سنين طويله ) وأعطيا الأسقف سيرابيوس جلد غنم الآخر وأحفظا لكما مسحى , أستودعكما الرب يا ولدى العزيزين , ان انطونيوس يغادركما ويتخلف عنكما " أ . هـ

وبعد ان لفظ كلماته الأخيرة أقترب منه تلميذاه وعانقاه وهما يبكيان وللحال أمتد على سريره ولم يكن نظره قد كل بعد ولا سقط سن من أسنانه وبدا وجهه للناظرين كأنه يسطع نوراً وبهاء , ثم أستودع الروح فى يد مخلصة فى 22 طوبة 356 م , وقام تلميذاه بتكفينه وأخفيا قبره حسب ما وصاهم ووزعا ملابسه وأشيائه , وقد فرحا بما تركاه لهما فقد حسباه أن ثمنه يفوق اللآلئ .

ويقول المؤرخ القس منسى أن جسد الأنبا انطونيوس الطاهر قد دفن أمام باب الهيكل القبلى بالكنيسة التى بناها فى حياته بإسم السيدة العذراء , وسميت بعد ذلك بإسمه ولم تزل حتى اليوم تضم ذلك الجسد الكريم داخل ديرة العظيم الذى شيد فى ايام الأنبا أنطونيوس بجوار مغارته بالجبل الذى يسمى الان بجبل عربة , ( جبل الأنبا أنطونيوس )

أكمل الأنبا أنطونيوس حياته متعبداً في البرية الداخلية وتنيح سنة 356م عن 105 سنة قضاها في حياة تشبه حياة الملائكة, أرسى خلالها أسس نظام الرهبنة التوحدية وأصبح له تلاميذ كثيرون في البرية الشرقية وبرية وادي النطرون وبرية القلمون بالفيوم وغيرذلك.

ويقول الأب متى المسكين (14) : " بالرغم من أن القديس بولا يظهر كعملاق روحانى فى تاريخ الرهبنة , إلا أنه لم يستطع أن يسلم أسرار الحياة النسكية لغيره من عشاق النسك والتوحد , وبسبب ذلك أعتبر القديس أنطونيوس أول من أعطى السر الرهبانى للعالم , وذلك حينما لقنه لأولاده , وسلمه إليهم كميراث ثمين , ظل يتوارثه العالم كله من بعده جيلاً بعد جيل - ولقد توفرت لدى أنطونيوس منذ البدء كل العوامل التى أهلته أن يكون أباً ومؤسساً للحياة الرهبانية , فقصة حياته بقلم القديس اثناسيوس الرسولى (15) توضح اصالة إتجاهه المسيحى فى تطبيق وصايا الإنجيل , كما تجلت لروحه بلا أى مواربة أو تحفظ . "

********* ******
  رد مع اقتباس
قديم 04 - 12 - 2012, 07:51 AM   رقم المشاركة : ( 8 )
نونا بنت البابا Female
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية نونا بنت البابا

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 58
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 37
الـــــدولـــــــــــة : القاهرة
المشاركـــــــات : 8,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

نونا بنت البابا غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موضوع متكامل عن القديس العظيم انبا انطونيوس اب جميع الرهبان

من أقوال الأنبا أنطونيوس

*** " تتقدس النفس النقية وتستنير بالله من اجل صفائها، عندئذ يفكر ذهنها فيما هوصالح وتنبع عنها ميول وأفعال صالحه ".
*** " كما يكون الجسد أعمى بدون العينين فلا يعاين الشمس المنيرة على الأرض والبحر ولا يقدر ان يتمتع بضيائها، هكذا تكون النفس عمياء بدون العقل السليم والحياة الصالحة، فلا يكون لها معرفة بالله ولا تمجد الخالق صانع الخيرات للبشرية كلها، ولا تقدر ان تتمتع بالفرح عن طريق حصولها على عدم الفساد ونوالها تطويباً أبديا"
*** يقول لتلاميذه : " لا أمل الطلبة عنكم ليلا ونهاراً، لكى يفتح الرب عيون قلوبكم وتعرفوا مكر الشياطين وخداعهم وشرهم، وأن يعطيكم قلبا صاحيا وروح إفراز لكى تستطيعوا ان ترفعوا ذواتكم ذبيحة لله، وتتحرزوا من مشورة الشياطين الرديئة "
ويقول أيضاً : " "فالآن يا أحبائي الذين صرتم لي أولادا اطلبوا نهارا وليلا لكي تأتي عليكم موهبة الإفراز هذه التي لم تأت عليكم قبل الآن منذ دخولكم هذا الطريق النسكي.. وأنا أيضا.. " .
*** " الطاعة ُتخليك مسئولية الطريق".
*** أنظر إلى شاتمك نظرة تقدير واحترام لأنه عتقك من السيج الباطل ( الكبرياء وغرور النفس ) إذ جعلك تشعر بحقارتك

*** ومن نصائحة وأقوال الأنبا أنطونيوس : " ويجب عليكم أن تقرروا فى أذهانكم أن الواحد منكم يحتسب ذاته كل يوم أنه ابتدأ جديداً حتى لا يكسل ولا يتراخى فالأنسان يستطيع أن يجد نعيماً فى أى مكان طالما هو متعلق بالرب فى قلبه والشياطين يفزعون جداً من الصلوات والصوم والسهر , والتقشفات لا سيما من أحتقار العالم والفقر الأختيارى وكسر حدة الغضب لأن هذه الفضائل تسحق رأس أبليس كما أن أسلحة محاربتنا لأعدائنا هى الإيمان الحى والسيرة النقية .

والذى تعبد للرب وهجر العالم وإن كان ترك كل شئ حتى مجد الملوك وكنوزهم ينبغى أن يحتسب كل ذلك كالعدم بالنسبة إلى السماء , وإن الذى تركه يجب عليه تركه بعد قليل لأنه ليس بأحد دائم على الأرض وإن ترك الإنسان ما لا يقدر أن يأخذه معه بعد الموت فليس أمراً كبيراً , وكما أن البعد الأمين إذا أمره سيده بشئ لا يستعفى من عمله لأجل خدمته الماضية كذلك الرجل المتعبد للرب لا ينظر ما قد فعله وإنما يلتفت إلى ما بقى مما يجب عليه لربه وانه لا يجازى ولا ينال الأكليل على البداية بل على النهاية الحسنة , فإكتساب الفضيلة ليس أمراً صعباً كما يتصوره الناس بل يجب أن نلقى كل اتكالنا على ربنا يسوع المسيح وأن أبليس لا يستطيع أن يضرنا مالم نسلم أنفسنا "

*** إن السلوك فى سبيل الفضيلة هو أفضل من فعل المعجزات وأن الإنسان يقدر أن ينتصر بسهولة على الشيطان إذا أخلص العبادة للرب من كل قلبه بسرور باطنى روحى مستحضراً للرب فى ذهنة كل حين لأن هذا النور يمزق ذلك الظلام ويزيل تجارب العدو سريعاً ومما يفيدينا فى ذلك النظر إلى سيرة القديسين وأقتفاء آثارهم فإن فيها تحريضاً على الأقتداء بهم "
  رد مع اقتباس
قديم 04 - 12 - 2012, 07:51 AM   رقم المشاركة : ( 9 )
نونا بنت البابا Female
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية نونا بنت البابا

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 58
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 37
الـــــدولـــــــــــة : القاهرة
المشاركـــــــات : 8,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

نونا بنت البابا غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موضوع متكامل عن القديس العظيم انبا انطونيوس اب جميع الرهبان

أنطونيوس ــ قدّيس الصحـــراء

إن للقديسين رسالة خاصة للحياة وقد نجح الكثيرون منهم وتساموا بكيانهم إلى الوجود الإنساني في الأعلى . وقد سُئل أحد الكتّاب مرة مافائدة القديسين ؟ فأجاب : إنهم بهجة الروح
ومن الأشخاص الذين اثروا على العالم القديس أنطونيوس الذي عاش في الصحراء ولقّب بكوكب البريّة وأبو الرهبان فقد أنار الطريق لحياة النسك في المدة الطويلة التي عاشها فـي عزلة الصحـــراء .
وُلد القديس أنطونيوس في قرية ( قمن ) بصعيد مصر عام 251من أسرة عريقة غنية ومن أبوين صالحين ربياه على مخافة الله . واقتبس منهما حميد الخصال .
توفي والده وهو في العشرين من عمره تاركاً له ثروة طائلة . فعكف بعد موت أبيه على إدارة أملاكه . وحدث مرة أن دخل الكنيسة فسمع الكاهن يقرأ قول السيد المسيح (( إن اردت أن تكون كاملاً فاذهب وبع أملاكك واعط الفقراء فيكون لك كنز في السماء وتعال اتبعني ))
(متى 21:19) .
وعلى الأثر نفّذ أنطونيوس ذلك حرفياً فباع املاكه ووزّع كل ماكان يقتنيه على المساكين والفقراء وذهب إلى البريّة متخلّصاً من كل شقاء العالم . وكان يمشي طول النهار وعند غروب الشمس يستلقي على الأرض لينام مفترشاً الحصير ومرتدياً المسوح (1) ولا يحمل غير العصا وبعض الماء والخبز الجاف والملح . وحاول إبليس إغراءه بمختلف الوسائل لكنه غلبه بالصلاة والصبر والرجــــاء .
وانتشرت أخبار صلاحه وتقواه في وادي النيل فهرعت الجماهير إليه تطلب البركة والشفاء على يديه, وسار وراءه خلق كبير أخذوا عنه الطريق في التعبّد والإنعزال .
وهكذا عاش القديس أنطونيوس سنين طويلة عاكفاً على الصوم والصلاة ومجاهداً ضد المبتدعين ومثبّتاً المؤمنين وهادياً جميع الآتين إليه في سبيل السلام .
وخرج أبو الرهبان مرتين من عزلته . الأولى عام 313 عندما ذهب إلى الإسكندرية ليعزّي المُضطهدين بعهد الامبراطور الروماني على الشرق مكسيمنوس 2ً (305ـ 318)
الذي اضطهد المسيحيين . حيث قال انطونيوس لأذهبن إليها حيث نيران العذاب ,وإذا سمحت النعمة الآلهية باستشهادي فأنا مستعدّ لذلك وإن لم تسمح بذلك أكون على اقل تقدير واقفــاً
بجانب المضطهديـــــن .
وظهر في المرةّ الثانية عام 351 يوم قَدِمَ ليعضد بطريرك الإسكندرية أثناسيوس (2) في كفاحه ضد عناصر الإلحاد . وعندما زار الكاتدرائية احتشدت الجماهير لتراه , وحضر الصلاة واشتركت الجماهير معه في القداس الإلهي . وبعد الانتهاء من الزيارة تأهّب للعودة إلى الصحراء , فطلب منه حاكم المدينة البقاء معهم . فأجابه : إن السمك إذا بقي على الأرض وبعيداً عن الماء يموت وهكذا الحال مع النسّاك . ثم رافقه البطريرك إلى خارج المدينة وعندما ودّعه خلع عليه عباءته ليأخذها معه إلى الصحراء .
إن الذين زاروه في غاره المظلم وهو في المئة من عمره رأوا فيه نوراً يشعّ من وجهه إنه نور القَداسة والطهارة الذي يبطن في داخله قلباً طاهراً ونقياً .
وهكذا نضجت حكاية هذا القديس في الصحراء , وعندما شعر كوكب البرية بدنوّ أجله , جاء النسّاك الذين انتشروا في أطراف الصحراء ليودّعوه الوداع الأخير فسار بينهم وهو يباركهم ثم انسحب من بينهم ودخل مغارته وخرّ مصلباً وهو يقول : الله يدعوني .
وانتقل هذا القديس الكبير إلى الحياة الأخرى وطلب بأن يُدفن في مكان لايعرفه أحـــد .
وأوصى بأن لاتظهر أية علامة تشير إلى مكان رقاده , وكان جلّ قصده إن يجعل جسده يختص بالأرض لابالناس .
وهكذا برح أرضنا الفانية في 17 كانون الثاني عام 356 . إلى مساكن النور وهو في الخامسة بعد المئة من عمره بعد أن قضى 85 عاما متنسّكاً في الصحــراء ( بصعيد مصر)
ولازالت مصر تذكره بفضائله الجمّة وبحياته العجيبة .
ويقوم دير يحمل إسمه على مقربة من البحر الأحمر في البقعة التي توفي فيها , وإلى جانب الدير توجد مغارة طبيعية قائمة على تل صخري ـ هي المغارة التي قضى قديس الصحراء معظم حياته فيها .

المفردات :


(1) المسوح : ما يُلبَس من نسيج الشَعر على البدن تقشّفاً وقهراً للجسد .


(2) أثناسيوس الإسكندري ( 295 ـ 373 ) بطريرك الإسكندرية كتب حياة القديس أنطونيوس ومؤلفاته اللاهوتية .
  رد مع اقتباس
قديم 04 - 12 - 2012, 07:52 AM   رقم المشاركة : ( 10 )
نونا بنت البابا Female
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية نونا بنت البابا

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 58
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 37
الـــــدولـــــــــــة : القاهرة
المشاركـــــــات : 8,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

نونا بنت البابا غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موضوع متكامل عن القديس العظيم انبا انطونيوس اب جميع الرهبان

الأنبا‏ ‏أنطونيوس‏ ‏المصري‏ ‏أبو‏ ‏الرهبان – المتنيح‏ ‏الأنبا‏ ‏غريغوريوس

نال‏ ‏هذا‏ ‏القديس‏ ‏هذا‏ ‏اللقب‏ ‏بجدارة‏,‏لا‏ ‏لأنه‏ ‏كان‏ ‏أول‏ ‏من‏ ‏اعتزل‏ ‏العالم‏ ‏طلبا‏ ‏للتعبد‏ ‏فقد‏ ‏سبقه‏ ‏كثيرون‏,‏أخذ‏ ‏هو‏ ‏نفسه‏ ‏عنهم‏ ‏وتعلم‏ ‏منهم‏,‏وكان‏ ‏يختلف‏ ‏إليهم‏ ‏ليقتبس‏ ‏منهم‏ ‏فضائلهم‏ ‏وينتفع‏ ‏من‏ ‏خبراتهم‏.‏لكنه‏ ‏هو‏ ‏نفسه‏ ‏صار‏ ‏أبا‏ ‏لمئات‏ ‏حذوا‏ ‏حذوه‏ ‏واقتدوا‏ ‏بسيرته‏ ‏واتخذوه‏ ‏لهم‏ ‏معلما‏ ‏وقائدا‏ ,‏وكان‏ ‏ذلك‏ ‏في‏ ‏حياته‏ ‏وأيضا‏ ‏بعد‏ ‏وفاته‏.‏وفي‏ ‏حياته‏ ‏تبعوه‏ ‏بالمئات‏ ‏والألوف‏ ‏التفوا‏ ‏حوله‏ ‏واتخذوه‏ ‏لهم‏ ‏مرشدا‏ ‏وأبا‏ ‏ومعلما‏ ‏وإماما‏ ‏للطريق‏,‏وكان‏ ‏هو‏ ‏يفتقدهم‏ ‏ويتحدث‏ ‏إليهم‏ ‏مشجعا‏ ‏وهاديا‏,‏وكان‏ ‏يجيبهم‏ ‏علي‏ ‏أسئلتهم‏ ‏ويحل‏ ‏مشكلاتهم‏,‏ويرسم‏ ‏لهم‏ ‏طريق‏ ‏الحياة‏ ‏الناجحة‏.‏لذلك‏ ‏سميبأبي‏ ‏الرهبان‏.‏

لم‏ ‏يكن‏ ‏فقيرا‏ ‏قصد‏ ‏إلي‏ ‏الرهبانية‏ ‏هربا‏ ‏من‏ ‏مسئوليات‏ ‏الحياة‏,‏بل‏ ‏كان‏ ‏غنيا‏ ‏ورث‏ ‏عن‏ ‏أبويه‏ ‏أكثر‏ ‏من‏ ‏ثلاثمائة‏ ‏فدان‏ ‏من‏ ‏أجود‏ ‏الأراضي‏ ‏في‏ ‏بلدته‏ ‏قمن‏ ‏العروس‏ ‏بمركز‏ ‏الواسطي‏ ‏بمحافظة‏ ‏بني‏ ‏سويف‏ ‏ولكنه‏ ‏كان‏ ‏متدينا‏ ‏تدينا‏ ‏عميقا‏ ,‏تلقنه‏ ‏عن‏ ‏والديه‏ ‏وكان‏ ‏يواظب‏ ‏علي‏ ‏حضور‏ ‏القداس‏ ‏واجتماعات‏ ‏الكنيسة‏ ,‏فلما‏ ‏توفي‏ ‏والداه‏ ‏وكان‏ ‏قد‏ ‏بلغ‏ ‏نحو‏ ‏العشرين‏ ‏من‏ ‏عمره‏,‏وتركا‏ ‏له‏ ‏العقار‏ ‏والأموال‏,‏ولم‏ ‏يكن‏ ‏له‏ ‏غير‏ ‏أخته‏ ‏التي‏ ‏تصغره‏ ‏سنا‏,‏أخذ‏ ‏يفكر‏ ‏فيما‏ ‏صنعه‏ ‏الرسل‏ ‏الذين‏ ‏تركوا‏ ‏كل‏ ‏شيء‏ ‏وتبعوا‏ ‏المخلص‏.‏وحدث‏ ‏أن‏ ‏دخل‏ ‏الكنيسة‏ ‏وسمع‏ ‏في‏ ‏إنجيل‏ ‏القداس‏ ‏رب‏ ‏المجد‏ ‏يقولإن‏ ‏كنت‏ ‏تريد‏ ‏أن‏ ‏تكون‏ ‏كاملا‏ ‏فاذهب‏ ‏وبع‏ ‏كل‏ ‏شيء‏ ‏لك‏ ‏وأعطه‏ ‏للمساكين‏ ‏فيكون‏ ‏لك‏ ‏كنز‏ ‏في‏ ‏السماء‏ ,‏وتعال‏ ‏اتبعني‏.‏فحسب‏ ‏هذا‏ ‏القول‏ ‏الإلهي‏ ‏رسالة‏ ‏شخصية‏ ‏له‏.‏ولما‏ ‏خرج‏ ‏من‏ ‏الكنيسة‏ ‏اعتزم‏ ‏أن‏ ‏يبيع‏ ‏أملاكه‏ ‏ويوزعها‏ ‏علي‏ ‏الفقراء‏.‏وفعلا‏ ‏فعل‏.‏ولم‏ ‏يبق‏ ‏إلا‏ ‏قليلا‏ ‏من‏ ‏المال‏ ‏احتجزه‏ ‏لشقيقته‏.‏ودخل‏ ‏الكنيسة‏ ‏في‏ ‏يوم‏ ‏آخر‏ ‏وسمع‏ ‏إنجيل‏ ‏القداس‏ ‏يقولفلا‏ ‏تهتموا‏ ‏للغد‏,‏لأن‏ ‏الغد‏ ‏يهتم‏ ‏بما‏ ‏لنفسهمتي‏ 6:34‏فمضي‏ ‏ووزع‏ ‏ما‏ ‏تبقي‏ ‏من‏ ‏المال‏ ‏وأودع‏ ‏شقيقته‏ ‏في‏ ‏بيت‏ ‏للعذاري‏ ‏اللائي‏ ‏نذرن‏ ‏أنفسهن‏ ‏للعفة‏ ‏الكاملة‏,‏واعتزل‏ ‏هو‏ ‏نفسه‏ ‏في‏ ‏مكان‏ ‏هاديء‏ ‏خارج‏ ‏بلدته‏.‏وكان‏ ‏كلما‏ ‏سمع‏ ‏عن‏ ‏ناسك‏ ‏صالح‏ ‏كان‏ ‏يمضي‏ ‏إليه‏ ‏لينتفع‏ ‏بخبرته‏ ‏وتجاربه‏ ‏ويتعلم‏ ‏عنه‏ ‏أكبر‏ ‏فضيلة‏ ‏فيه‏.‏ويقول‏ ‏القديس‏ ‏أثناسيوس‏ ‏الرسولي‏ ‏الذي‏ ‏كتب‏ ‏لنا‏ ‏سيرته‏ ‏وكان‏ ‏يصب‏ ‏له‏ ‏الماء‏ ‏علي‏ ‏يديه‏ ‏كابن‏ ‏له‏:‏إن‏ ‏القديس‏ ‏أنطونيوس‏ ‏كان‏ ‏يأخذ‏ ‏عن‏ ‏أحد‏ ‏النساك‏ ‏صبره‏ ‏واحتماله‏ ‏وطول‏ ‏أناته‏,‏ويأخذ‏ ‏عن‏ ‏غيره‏ ‏محبته‏ ‏وعن‏ ‏ثالث‏ ‏وداعته‏ ‏وسماحته‏ ‏ويأخذ‏ ‏عن‏ ‏ناسك‏ ‏رابع‏ ‏حكمته‏ ‏وعن‏ ‏الخامس‏ ‏احتقاره‏ ‏للمدح‏ ‏والمجد‏ ‏الباطل‏ ‏وهكذا‏,‏وكأنه‏ ‏يجمع‏ ‏باقة‏ ‏من‏ ‏زهور‏ ‏مختارة‏ ‏ليزين‏ ‏بها‏ ‏نفسه‏ ‏بالفضائل‏.‏
عاش‏ ‏القديس‏ ‏الصغير‏ ‏سعيدا‏ ‏بهذه‏ ‏الحياة‏ ‏الحرة‏ ‏الطليقة‏ ‏من‏ ‏قيود‏ ‏المادة‏,‏ومغتبطا‏ ‏بعشرة‏ ‏العباد‏ ‏والنساك‏ ‏الذين‏ ‏باعوا‏ ‏أباطيل‏ ‏الدنيا‏ ‏واشتروا‏ ‏بها‏ ‏اللؤلؤة‏ ‏الكثيرة‏ ‏الثمنوصاروا‏ ‏في‏ ‏قمة‏ ‏الحرية‏ ‏وعلي‏ ‏قول‏ ‏القديس‏ ‏أوغسطينوسجلست‏ ‏علي‏ ‏قمة‏ ‏العالم‏ ‏عندما‏ ‏وجدت‏ ‏نفسي‏ ‏حرا‏ ‏من‏ ‏كل‏ ‏رغبة‏ ‏ماديةولكن‏ ‏القديس‏ ‏الشاب‏ ‏لم‏ ‏تخل‏ ‏حياته‏ ‏من‏ ‏حروب‏ ‏الأفكار‏,‏فكان‏ ‏الشيطان‏ ‏تارة‏ ‏يوبخه‏ ‏علي‏ ‏بيعه‏ ‏مقتنياته‏,‏وتارة‏ ‏يرغبه‏ ‏في‏ ‏العودة‏ ‏إلي‏ ‏حياة‏ ‏العالم‏ .‏وتارة‏ ‏يصور‏ ‏له‏ ‏مناظر‏ ‏مغرية‏ ‏ليفسد‏ ‏عفته‏ ,‏وأخري‏ ‏يصور‏ ‏له‏ ‏في‏ ‏عزلته‏ ‏مناظر‏ ‏مخيفة‏ ‏من‏ ‏حيوانات‏ ‏ضارية‏.‏ولكنه‏ ‏قد‏ ‏انتصر‏ ‏عليها‏ ‏جميعا‏ ‏بالصلاة‏ ‏والصوم‏ ‏ورسم‏ ‏علامة‏ ‏الصليب‏.‏وكلما‏ ‏حل‏ ‏به‏ ‏الخوف‏ ‏كان‏ ‏يردد‏ ‏قول‏ ‏النبي‏ ‏في‏ ‏المزمورالرب‏ ‏نوري‏ ‏وخلاصي‏ ‏فممن‏ ‏أخاف‏,‏الرب‏ ‏عاضد‏ ‏حياتي‏ ‏فممن‏ ‏أفزع‏.‏عندما‏ ‏يقترب‏ ‏مني‏ ‏الأشرار‏ ‏ليأكلوا‏ ‏لحمي‏,‏مضايقي‏ ‏وأعدائي‏ ‏عثروا‏ ‏وسقطوا‏.‏وإن‏ ‏يحاربني‏ ‏جيش‏ ‏فلن‏ ‏يخاف‏ ‏قلبي‏..‏مز‏26:3,1‏وكان‏ ‏الرب‏ ‏يبدد‏ ‏مخاوفه‏ ‏ويزيل‏ ‏أوجاعه‏.‏ومرة‏ ‏صرخ‏ ‏إلي‏ ‏الرب‏ ‏وقال‏:‏أين‏ ‏كنت‏ ‏ياربي‏ ‏وسيدي‏,‏ولماذا‏ ‏لم‏ ‏تبدد‏ ‏مخاوفي‏ ‏في‏ ‏مبدأ‏ ‏الأمر‏.‏فسمع‏ ‏صوتا‏ ‏من‏ ‏السماء‏ ‏يقول‏:‏لقد‏ ‏كنت‏ ‏قريبا‏ ‏منك‏,‏ولم‏ ‏أشأ‏ ‏أن‏ ‏أظهر‏ ‏لك‏ ‏ذاتي‏,‏لأني‏ ‏أردت‏ ‏أن‏ ‏أشاهد‏ ‏قتالك‏ ‏للأفكار‏ ‏ولعدو‏ ‏الخير‏.‏ولقد‏ ‏انتصرت‏ ,‏فسأكون‏ ‏معك‏ ‏دائما‏ ‏وأعضدك‏.‏
ولما‏ ‏تحقق‏ ‏القديس‏ ‏لذات‏ ‏الحياة‏ ‏النسكية‏ ‏وجمال‏ ‏الوحدة‏ ‏والسكون‏,‏رغب‏ ‏في‏ ‏المزيد‏ ‏منها‏,‏فترك‏ ‏مكانة‏ ‏إلي‏ ‏أعماق‏ ‏البرية‏ ‏الداخلية‏ ,‏وهناك‏ ‏وجد‏ ‏برجا‏ ‏مهجورا‏ ‏من‏ ‏أيام‏ ‏الفراعنة‏ ,‏كانت‏ ‏تسكنه‏ ‏الوحوش‏ ‏والحشرات‏,‏فلم‏ ‏يجفل‏ ‏القديس‏ ‏منها‏ ,‏وإنما‏ ‏دخل‏ ‏البرج‏ ‏بكل‏ ‏رباطه‏ ‏جأش‏,‏والغريب‏ ‏أن‏ ‏واحدا‏ ‏منها‏ ‏لم‏ ‏يؤذه‏ ‏بشر‏,‏وإنما‏ ‏أخذت‏ ‏تتفرق‏ ‏في‏ ‏أرجاء‏ ‏البرية‏ ‏الواسعة‏ ‏وأخلت‏ ‏له‏ ‏المكان‏ ‏فسكن‏ ‏فيه‏ ‏سنوات‏.‏وعلم‏ ‏بفضائله‏ ‏الكثيرون‏ ‏فقصدوا‏ ‏إليه‏ ‏لينتفعوا‏ ‏بتعاليمه‏ ‏ويتباركوا‏ ‏به‏,‏ولكنه‏ ‏كان‏ ‏يرفض‏ ‏الخروج‏ ‏إليهم‏ ‏مصرا‏ ‏علي‏ ‏الاعتكاف‏ ‏والوحدة‏,‏وكانوا‏ ‏هم‏ ‏لايفارقون‏ ‏المكان‏ ‏ولو‏ ‏لكي‏ ‏يسمعوا‏ ‏نغم‏ ‏صلاته‏ ‏وترنيمه‏ ‏من‏ ‏بعيد‏.‏وكان‏ ‏هو‏ ‏في‏ ‏أحيان‏ ‏قليلة‏ ‏يجد‏ ‏نفسه‏ ‏مضطرا‏ ‏تحت‏ ‏إلحاحهم‏ ‏إلي‏ ‏الخروج‏ ‏إليهم‏ ‏وقد‏ ‏منحه‏ ‏الله‏ ‏مواهب‏ ‏كثيرة‏ ‏لشفاء‏ ‏المرضي‏ ‏وإخراج‏ ‏الشياطين‏.‏فزاد‏ ‏إقبال‏ ‏الناس‏ ‏عليه‏ ‏واشتدت‏ ‏أشواق‏ ‏البعض‏ ‏إلي‏ ‏أن‏ ‏يصيروا‏ ‏له‏ ‏تلاميذ‏.‏ولما‏ ‏بلغ‏ ‏الخامسة‏ ‏والخمسين‏ ‏وكانت‏ ‏قد‏ ‏مضت‏ ‏له‏ ‏في‏ ‏مكانه‏ ‏الأخير‏ ‏عشرون‏ ‏سنة‏,‏خرج‏ ‏ملبيا‏ ‏رغبة‏ ‏الكثيرين‏ ‏في‏ ‏حياة‏ ‏الرهبانية‏ ‏والنسك‏ ‏وأقاموا‏ ‏صوامعهم‏ ‏من‏ ‏حوله‏ ‏ووضع‏ ‏لهم‏ ‏نظاما‏ ‏روحيا‏,‏يتدرج‏ ‏بهم‏ ‏في‏ ‏حياة‏ ‏الفضيلة‏ ‏وكان‏ ‏يفتقدهم‏ ‏بين‏ ‏وقت‏ ‏وآخر‏,‏ثم‏ ‏يعتزل‏ ‏عنهم‏,‏وبعد‏ ‏وقت‏ ‏يعود‏ ‏إليهم‏.‏وعلمهم‏ ‏أيضا‏ ‏أن‏ ‏يشتغلوا‏ ‏بأيديهم‏ ‏ويزرعوا‏ ‏الأرض‏ ‏ويفلحوها‏ ‏فتحولت‏ ‏الصحراء‏ ‏بعد‏ ‏قليل‏ ‏إلي‏ ‏أرض‏ ‏خضراء‏ ‏مزهرة‏ ‏بالثمار‏.‏
وذاع‏ ‏صيت‏ ‏فضيلته‏ ‏في‏ ‏الشرق‏ ‏والغرب‏,‏وقصد‏ ‏إليه‏ ‏كثيرون‏ ‏وتتلمذوا‏ ‏علي‏ ‏يديه‏ ‏وجاء‏ ‏إليه‏ ‏فلاسفة‏ ‏من‏ ‏الشرق‏ ‏والغرب‏ ‏يناقشونه‏ ‏ويباحثونه‏,‏وكان‏ ‏يدهشهم‏ ‏بمنطقه‏ ‏البسيط‏,‏فيشعرون‏ ‏بسمو‏ ‏شخصيته‏ ‏وقوة‏ ‏حجته‏.‏وقد‏ ‏راسله‏ ‏قسطنطين‏ ‏أحد‏ ‏ملوك‏ ‏الروم‏ ‏فتباطأ‏ ‏عن‏ ‏الرد‏,‏فذهل‏ ‏تلاميذه‏ ‏من‏ ‏الرهبان‏ ‏فقال‏ ‏لهم‏ ‏بكل‏ ‏هدوء‏ ‏واتزان‏:‏أتطربون‏ ‏لأن‏ ‏ملكا‏ ‏من‏ ‏الأرض‏ ‏يكتب‏ ‏لنا‏ ‏وهو‏ ‏إنسان‏ ‏مثلنا‏ ‏ولا‏ ‏تعجبون‏ ‏بالحري‏ ‏لأن‏ ‏الله‏ ‏كتب‏ ‏لنا‏ ‏شريعته‏ ‏وفوق‏ ‏ذلك‏ ‏خاطبنا‏ ‏في‏ ‏ابنه‏ ‏يسوع‏ ‏المسيح‏ ‏وهو‏ ‏كلمة‏ ‏الله‏ ‏المتجسد؟
ولما‏ ‏ألحوا‏ ‏عليه‏ ‏بالرد‏ ‏كتب‏ ‏للملك‏ ‏يعظه‏ ‏بكلمات‏ ‏قوية‏ ‏من‏ ‏غير‏ ‏مداهنة‏ ,‏ولا‏ ‏تملق‏ ‏حتي‏ ‏هابه‏ ‏الملك‏ ‏وأرسل‏ ‏يطلب‏ ‏صلواته‏ ‏وبركاته‏.‏
ولما‏ ‏ثار‏ ‏الاضطهاد‏ ‏في‏ ‏زمانه‏ ‏وسمع‏ ‏ببلوي‏ ‏المسيحيين‏ ‏نزل‏ ‏ومعه‏ ‏عدد‏ ‏من‏ ‏شيوخ‏ ‏الرهبان‏ ‏إلي‏ ‏مدينة‏ ‏الإسكندرية‏,‏يشدد‏ ‏إيمان‏ ‏الشعب‏ ‏بالمسيح‏ ‏وقصد‏ ‏إلي‏ ‏السجون‏ ‏يثير‏ ‏المسيحيين‏ ‏أن‏ ‏يتمسكوا‏ ‏بدينهم‏,‏وكان‏ ‏يجتمع‏ ‏بالمحكوم‏ ‏عليهم‏ ‏بالأشغال‏ ‏الشاقة‏ ‏يرغبهم‏ ‏في‏ ‏الاحتمال‏ ‏والصبر‏ ‏من‏ ‏أجل‏ ‏الحياة‏ ‏الأبدية‏,‏بل‏ ‏وكان‏ ‏يمضي‏ ‏إلي‏ ‏المحاكم‏ ‏ويدافع‏ ‏عن‏ ‏المسيحيين‏ ‏المتهمين‏ ‏ظلما‏.‏وكان‏ ‏في‏ ‏هذا‏ ‏كله‏ ‏يعرض‏ ‏نفسه‏ ‏للأخطار‏.‏وكان‏ ‏هو‏ ‏شخصيا‏ ‏لايبالي‏ ‏بحياته‏,‏بل‏ ‏كان‏ ‏فعلا‏ ‏راغبا‏ ‏في‏ ‏أن‏ ‏يموت‏ ‏شهيدا‏ ‏من‏ ‏أجل‏ ‏المسيح‏.‏ومن‏ ‏ذلك‏ ‏شاء‏ ‏الله‏ ‏إن‏ ‏ينجو‏ ‏من‏ ‏الموت‏ ‏لأن‏ ‏حياته‏ ‏كانت‏ ‏ألزم‏ ‏لأولاده‏ ‏وتلاميذه‏,‏وعاد‏ ‏إلي‏ ‏ديره‏ ‏بسلام‏ ‏يواصل‏ ‏رياضاته‏ ‏الروحية‏.‏
ونزل‏ ‏مرة‏ ‏أخري‏ ‏إلي‏ ‏العالم‏ ‏عندما‏ ‏علم‏ ‏بخبر‏ ‏بدعة‏ ‏الأريوسيين‏,‏الذين‏ ‏زعموا‏ ‏أن‏ ‏المسيح‏ ‏مخلوق‏,‏وكان‏ ‏القديس‏ ‏أثناسيوس‏ ‏بابا‏ ‏الإسكندرية‏ ‏قد‏ ‏نفي‏ ‏من‏ ‏كرسيه‏,‏بسبب‏ ‏استمساكه‏ ‏بالإيمان‏ ‏الأرثوذكسي‏ ‏في‏ ‏لاهوت‏ ‏السيد‏ ‏المسيح‏.‏فرأي‏ ‏الأنبا‏ ‏أنطونيوس‏ ‏أن‏ ‏الضرورة‏ ‏تلزمه‏ ‏بأن‏ ‏يثبت‏ ‏إيمان‏ ‏المسيحيين‏,‏في‏ ‏غياب‏ ‏راعيهم‏ ‏الأكبر‏,‏فأخذ‏ ‏معه‏ ‏عددا‏ ‏من‏ ‏شيوخ‏ ‏الرهبان‏ ‏وذهب‏ ‏إلي‏ ‏الإسكندرية‏,‏وصار‏ ‏ينتقل‏ ‏بين‏ ‏الناس‏ ‏واعظا‏ ‏ومعلما‏, ‏ومدافعا‏ ‏عن‏ ‏الإيمان‏,‏ومبطلا‏ ‏حجج‏ ‏الأريوسيين‏ ‏وتعاليمهم‏ ‏الفاسدة‏ ‏المنحرفة‏.‏فانتفع‏ ‏المسيحيون‏ ‏بوعظه‏ ‏وازداد‏ ‏المخلصون‏ ‏استمساكا‏ ‏بإيمان‏ ‏آبائهم‏.‏وعاد‏ ‏بعد‏ ‏ذلك‏ ‏القديس‏ ‏أنطونيوس‏ ‏ورهبانه‏ ‏إلي‏ ‏ديرهم‏ ‏مرة‏ ‏أخري‏.‏
إن‏ ‏من‏ ‏العسير‏ ‏أن‏ ‏نسجل‏ ‏كل‏ ‏فضائل‏ ‏هذا‏ ‏القديس‏ ‏الذي‏ ‏شهدت‏ ‏عنه‏ ‏السماء‏ ‏مرة‏,‏أن‏ ‏الأرض‏ ‏وما‏ ‏عليها‏ ‏لاتستحق‏ ‏وطأة‏ ‏من‏ ‏قدمه‏,‏والذي‏ ‏حاربته‏ ‏الشياطين‏ ‏بألوان‏ ‏مختلفة‏ ‏من‏ ‏الحروب‏ ‏ولكنه‏ ‏انتصر‏ ‏عليها‏.‏هذا‏ ‏الرجل‏ ‏الذي‏ ‏جذب‏ ‏الملايين‏ ‏إلي‏ ‏الهداية‏,‏بصلواته‏ ‏وتعاليمه‏ ‏وسيرته‏ ‏العطرة‏ ‏وقدوته‏ ‏الصالحة‏,‏وقد‏ ‏علم‏ ‏بالمثال‏ ‏أكثر‏ ‏من‏ ‏الكلامعن‏ ‏زوال‏ ‏الحياة‏ ‏الدنيا‏,‏واحتقار‏ ‏أباطيل‏ ‏العالم‏,‏وأهمية‏ ‏السعي‏ ‏لخلاص‏ ‏النفس‏ ‏من‏ ‏خطاياها‏,‏ولذات‏ ‏الحياة‏ ‏العقلية‏ ‏الروحانية‏ ,‏ولفت‏ ‏العيون‏ ‏إلي‏ ‏قيمة‏ ‏الحياة‏ ‏الأبدية‏.‏
ولقد‏ ‏انتفع‏ ‏بسيرته‏ ‏الشرق‏ ‏والغرب‏,‏وأسسوا‏ ‏الأديرة‏ ‏اقتداء‏ ‏بما‏ ‏فعل‏,‏وقال‏ ‏مؤلفو‏ ‏الغرب‏ ‏عن‏ ‏سيرتههذه‏ ‏السيرة‏ ‏قد‏ ‏خلقت‏ ‏أثرا‏ ‏قويا‏ ‏في‏ ‏كل‏ ‏أنحاء‏ ‏العالم‏,‏وهي‏ ‏التي‏ ‏أوقدت‏ ‏شعلة‏ ‏الرغبة‏ ‏النسكية‏ ‏في‏ ‏روما‏ ‏وفي‏ ‏كل‏ ‏الغربوقالت‏ ‏عنه‏ ‏دائرة‏ ‏المعارف‏ ‏البريطانيةأنه‏ ‏أبو‏ ‏الرهبنة‏ ‏المسيحية‏.‏
ومع‏ ‏شظف‏ ‏الحياة‏ ‏التي‏ ‏عاشها‏ ,‏ومع‏ ‏أنه‏ ‏لم‏ ‏يأكل‏ ‏اللحوم‏ ‏قط‏,‏فقد‏ ‏كان‏ ‏يأكل‏ ‏مرة‏ ‏في‏ ‏اليوم‏ ‏وأحيانا‏ ‏مرة‏ ‏في‏ ‏كل‏ ‏يومين‏,‏أو‏ ‏ثلاثة‏ ‏أو‏ ‏أربعة‏,‏ومع‏ ‏أن‏ ‏طعامه‏ ‏كان‏ ‏بسيطا‏,‏لكنه‏ ‏لم‏ ‏يمرض‏ ‏في‏ ‏حياته‏ ‏قط‏,‏وعاش‏ ‏إلي‏ ‏أن‏ ‏بلغ‏ 105 ‏سنوات‏ ‏وقد‏ ‏علم‏ ‏بأمر‏ ‏موته‏ ‏فودع‏ ‏أبناءه‏ ‏الرهبان‏ ‏وضم‏ ‏رجليه‏ ‏وأسلم‏ ‏الروح‏ ‏وعلائم‏ ‏الرضي‏ ‏والسرور‏ ‏تعلو‏ ‏وجهه‏ ‏الملائكي‏ ‏في‏ ‏الثاني‏ ‏والعشرين‏ ‏من‏ ‏طوبة‏ ‏سنة‏ 356‏م‏ ‏أما‏ ‏مولده‏ ‏فكان‏ ‏في‏ ‏سنة‏ 251‏م‏.
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
القديس العظيم انبا انطونيوس اب جميع الرهبان
العظيم انبا انطونيوس اب جميع الرهبان
موضوع متكامل عن القديس الانبا انطونيوس اب الرهبان
نياحة القديس العظيم انبا انطونيوس اب جميع الرهبان
القديس العظيم انبا انطونيوس اب جميع الرهبان


الساعة الآن 07:23 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024