عندما ننظر إلى تاريخ داود بإزاء قضية أوريا الحثي، ينكشف لنا مظهري النعمة والعدل الإلهيين بكيفية واضحة جلية. ففي ساعة تراخٍ سقط داود من رفعته المتناهية، واندفع بقوة الشهوة العمياء إلى تلك الحفرة العميقة المخيفة ـــــ حفرة الانحطاط الأدبي ـــــ وهناك صوَّب إليه الضمير سهام التبكيت، وأخرج من قلبه الكسير هذا الإقرار المؤلم: «قَدْ أَخْطَأْتُ إِلَى الرَّبِّ». وهل نعلم كيف قُوبل هذا الاعتراف؟ لقد نال بلا مراء عفوًا تامًا، وأجابت النعمة عليه بقولها: «الرَّبُّ أَيْضًا قَدْ نَقَلَ عَنْكَ خَطِيَّتَكَ. لاَ تَمُوتُ» ( 2صم 12: 13 ). هكذا كانت قوة النعمة المطلقة، فخطية داود غُفِرَت تمامًا، وليس في هذا ما يدعو إلى المناقشة أو التساؤل.