المحبة التى يمنحها الروح القدس تتجه أساساً نحو الله، ولكنها تتسع لتشمل الخليقة كلها. بمعنى أنها تشمل أيضاً الملائكة والبشر.
فالوصية الإلهية الأولى هى محبة الله، والثانية مثلها هى محبة القريب وبهذا يكمل الناموس والأنبياء “تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك. هذه هى الوصية الأولى والعظمى. والثانية مثلها تحب قريبك كنفسك. بهاتين الوصيتين يتعلق الناموس كله والأنبياء” (مت22: 36-40).
وقد أكّد القديس يوحنا الرسول أن المحبة لا تتجزأ، أى أن من يحب الله بالمحبة الفائقة الممنوحة من الروح القدس ويسعد بهذه المحبة، فإنه سوف يحب الإخوة بطريقة تلقائية لأن نفس العطية الإلهية تعمل فى الحالتين، ولهذا قال: “نحن نعلم أننا قد انتقلنا من الموت إلى الحياة لأننا نحب الإخوة، ومن لا يحب أخاه يبقَ فى الموت” (1يو3: 14). وقال أيضاً: “أيها الأحباء لنحب بعضنا بعضاً لأن المحبة هى من الله، وكل من يحب فقد وُلد من الله ويعرف الله. ومن لا يُحب لم يعرف الله لأن الله محبة” (1يو4: 7، 8).