منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 19 - 12 - 2023, 01:08 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,106

شَخصِيَّة يُوحَنَّا المَعْمَدان (يُوحَنَّا 1: 6-8)


شَخصِيَّة يُوحَنَّا المَعْمَدان (يُوحَنَّا 1: 6-8):



وصفت مقدِّمة إنجيل يُوحَنَّا البشير شخصية يُوحَنَّا المَعْمَدان: اسمه "يُوحَنَّا " هو رَجُلٌ مُرسَلٌ مِن لَدُنِ الله، ورسالته هي الشِّهادة لِلنَّور. وإن غاية الشَهَادَةٌ هو الإيمان، لأنّ كل من يؤمن بالمُخلّص يسوع تكون له الحياة والخلاص (يُوحَنَّا 19: 35). ويؤكد بطرس الرَّسُول ذلك بقوله: " فلا خَلاصَ بأَحَدٍ غَيرِه، لأَنَّه ما مِنِ اسمٍ آخَرَ تَحتَ السَّماءِ أُطلِقَ على أَحَدِ النَّاسِ نَنالُ بِه الخَلاص" (أعمَال 4: 12).



يشكّل المعمدان جسرًا يربط ما بين العهد القديم والعهد الجديد، إذ هو آخر أنبياء العهد القديم الذي يُشير إلى طريق المسيح المُنتظر. وهو أول الشَّاهدين في العهد الجديد وشهدائه. " في الواقع، كان يُوحَنَّا خاتمةَ الأنبياء، "فجَميعُ الأنبياء قد تَنَبّأوا، وكذلك الشَّريعة، حتّى يُوحَنَّا" (متى 11: 13)؛ وقد افتَتَحَ يُوحَنَّا المَعْمَدان عهد الإنجيل كما هو مكتوب: "بَدءُ بِشارَة يسوع المسيح... ظَهَرَ يُوحَنَّا المَعْمَدان في البريَّة، يُنادي بِمَعمودِيّةِ تَوبَةٍ لِغُفران الخطايا" (مرقس 1: 1–4)" ويُعلق القدّيس كيرِلُّس، بطريرك أورشليم "أنه البشير الّذي يعدّ الطَّريق ليسوع ويعلن رسالته إلى النَّاس قائلا: " هُوَذا حَمَلُ اللهِ الَّذي يَرفَعُ خَطيئَةَ العَالَم" (يُوحَنَّا 1، 29) (تعليم مسيحي للموعوظين، 3).



الفرق عظيم بين الكلام عن يُوحَنَّا المَعْمَدان والكلام عن المسيح: حيث الواحد " إنسان" والآخر " الكلمة، كما يصفه يُوحَنَّا البشير: "في البَدءِ كانَ الكَلِمَة والكَلِمَةُ كانَ لَدى الله والكَلِمَةُ هوَ الله"؛ الأول " رَجُلٌ مُرسَلٌ مِن لَدُنِ الله اِسْمُه يُوحَنَّا "، والثَّاني " الله". واعتقد كثيرون من اليهود أنَّ يُوحَنَّا المَعْمَدان هو المسيح (لوقا 3: 15)، لأنَّه ظهر نبيًا عظيمًا بعد ختام النَّبوءات بنحو أربع مئة سنة، وسمع النَّاس أنباء حوادث ولادته الغريبة، وتأثَّروا من جُرأته وقوَّة مواعظه (لوقا 3: 15) فصرَّح يُوحَنَّا الإنجيلي أنَّ يُوحَنَّا المَعْمَدان ليس هو المسيح، وكرَّر عدة مرات: "لست إيّاه" (يوحنا 1: 20، 21). إنَّما هو الرَّسُول الموعود به ليُهِّي الطَّريق أمام المسيح "هاءَنَذا مُرسِلٌ رَسولي فيُعِدُّ الطَّريق أَمامي" (ملاخي 3: 1)، واعترف يُوحَنَّا المَعْمَدان بحقيقة أمره وميّز بينه وبين المسيح معترفًا أنَّه ليس المسيح إنَّما شاهدا للمسيح، وليس لحياته معنى إلاَّ بالمسيح

كان يُوحَنَّا المَعْمَدان يحبّ المسيح أكثر من نفسه مُبيِّنًا ذلك بتواضعه، كما أعلن: "لا بُدَّ له مِن أَن يَكبُر. ولا بُدَّ لي مِن أن أَصغُر" (يُوحَنَّا 3: 30)، وكان يجتهد في ازدياد مجد الرَّبّ يسوع المسيح جاعلا نفسه أصغر، ومؤكّدًا بتصرّفه هذا ما قاله الرَّسُول بولس: "فلَسْنا نَدْعو إلى أَنْفُسِنا، بل إلى يسوعَ المسيحِ الرَّبّ. وما نَحنُ إِلاَّ خَدَمٌ لَكم مِن أَجْلِ يسوع" (2 قورنتس 4: 5). لقد تحقّق هذا الإقرار في مجيء المسيح على الأرض.



اعترف يُوحَنَّا أنه "لم يَكُنْ هو النُّور بل جاءَ لِيَشهَدَ لِلنُّور" (يُوحَنَّا 1: 8). لم يكن يوحنا شاهدًا لنفسه، ولم يأت ليتحدَّث عن نفسه أو حتى ليجعل الناس يتحدثون عن نفسه إنما هو شاهد للنور، ويسوع هو النُّور (يُوحَنَّا 1: 7). يُوحَنَّا ليس مصدر نور الله، لكنه يعكس ذلك النُّور. إنَّ المسيح اختاره لكي ينعكس نوره على العَالَم غير المؤمن، فدور يُوحَنَّا ليس أن يقدِّم نفسه إلى الآخرين على انه النُّور، بل يوجِّههم إلى المسيح النُّور الحقيقي.



يُوحَنَّا صوت الكلمة (يُوحَنَّا 1: 23)، ويسوع هو الكلمة (يُوحَنَّا 1: 1). ويعلق القديس أوغسطينوس " يُوحَنَّا صوتٌ عابرٌ، والمسيحُ هو الكلمةُ الأزليُّ الكائنُ منذُ البدء. عرَّف يُوحَنَّا نفسِه أنّه الصَّوتُ فقط، لكيلا يكونَ عائقًا دونَ معرفةِ الكلمة أي المسيح" (عظة 293). وإن معرفة الكلمة المُتجسِّد، المسيح يسوع، تُهدي جماعة المؤمنين إلى الاشتراك على وجه يزداد في فيض الخيرات الرُّوحية الذي فيه وبه وحده " ومِن مِلْئِه نِلْنا بِأَجمَعِنا وقَد نِلْنا نِعمَةً على نِعمَة" (يُوحَنَّا 1: 16).



يُوحَنَّا هو نبيٌ، ويسوع هو المسيح المنتظر. يُوحَنَّا هو إنسان، يسوع هو الله. يُوحَنَّا هو الخادم الذي يُصغي ويُطيع، ويسوع هو السَّيد والمعلم، يُوحَنَّا هو رفيق العَريس، ويسوع هو العَريس (يُوحَنَّا 3: 29) الذي حقَّق العهد. يُوحَنَّا يُعمّد بمعمودية الماء، ويسوع يعمِّد بمعمودية الرُّوح القدس والنَّار. ويعلق القديس أوغسطينوس "أين هي الآن معموديّةُ يُوحَنَّا؟ لقد أدَّى خدمةً ثم غاب. أمَّا معموديّةُ المسيح فإنَّنا نَقْبَلُها حتى اليوم. كلُّنا نؤمنُ بالمسيح، ونرجو الخلاصَ من المسيح" (عظة 293).



يُوحَنَّا هو الشَّاهد للمسيح، ويسوع هو المسيح المشهود له أنَّه "حَمَلُ اللهِ الَّذي يَرفَعُ خَطيئَةَ العَالَم" (يُوحَنَّا 1: 29). أكان يُوحَنَّا يشير إلى حمل الله الذي رمز الحمل الذي قُدِّم بدل اسحق (تكوين 22: 13) أم هو رمز حمل الذَّبيحة اليوميَّة (خروج 29: 48)؟ أم هو الذي أشار إليه حمل الكفَّارة ويوم الفصح؟ (الخروج 2: 12 و13). يسوع المسيح هو حمل الفصح الذي يرمز إلى فداء الشَّعب، كما يرمز إلى عبد الرَّبّ المتألم الذي يخلِّص شعبه بآلامه وموته من خطايا العَالَم مهما امتدَّت في الزَّمان والمكان، كما ورد في نبوة أشعيا (52: 13-53: 12)، " وما مِن مَغفِرَةٍ بِغَيرِ إِراقَةِ دَم" (العبرانيين 9: 22). ومن هنا انطلقت أنشودة المسيحية الخالدة "مات المسيح لأجلي".



رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
سرّ يُوحَنَّا المَعْمَدان
فأوضح يُوحَنَّا المَعْمَدان لهم أنه ليس المسيح
وحيث عمّد يُوحَنَّا المَعْمَدان يسوع المسيح (يُوحَنَّا 1: 28-29)
تفوق يسوع على يُوحَنَّا المَعْمَدان
شَخصِيَّة يُوحَنَّا المَعْمَدان وشَهَادَتُه لِلمَسيح


الساعة الآن 07:31 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024