رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الراهب القمص إبراهيم الأنبا بولا
- عهدًا للأمناء عين الرب: على أمناء الأرض ليجلسهم معه (مز 101: 6) بل ويعمل عهداً مع كل من يصون عهده ويحفظه ويغرسه في أبنائه. وكانت هناك عهودٌ مختلفة على مر السنين مع أمناء كثيرين، وكأنه يتدرج بفكرنا وحواسنا. وكانت كل هذه العهود رمزاً وإشارةً لمفهوم العهد الجديد الذي بدأه في خميس العهد. في عُجالة نختار ونتكلم عن بعضهم: 1– مع نوح لأنه كان أميناً... "وسار نوح مع الله" (تك 6: 9) ورأى الله فيه: "لأني إياك رأيت باراً لدىَّ في هذا الجيل" (تك 7: 1) فقال له الله: "نهاية كل بشر قد أتت أمامي. لأن الأرض امتلأت ظلماً منهم. فها أنا مهلكهم" (تك 6: 13) "ولكن أقيم عهدي معك فتدخل الفُلك أنت وبنوك" (تك 6: 18) وأغلق الرب عليه (تك 7: 16) الفلك (= الكنيسة – المعمودية). 2– مع إبراهيم: لقد أطاع الله وخرج معه واستجاب لكلامه بدون أن يراه، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. وكأنه رجع لأول عهدٍ، عهد الحب بين آدم وحواء والله كان يمشي معهم ببساطة ويتكلم ويدخل معهم في حوار، هكذا أبونا إبراهيم بعد طول السنين قال له: " أنا الله القدير سر أمامي وكن كاملاً فأجعل عهدي بيني وبينك وأكثَّرك كثيراً جداً" (تك 17: 1) وتكون آباً لجمهورٍ من الأمم... وأقيم عهدي بيني وبينك، وبين نسلك من بعدك في أجيالهم عهداً أبدياً "(تك 17: 4 - 6) لأني عَلمت أنك توصي بنيك (تك 17: 7-8) احفظ عهدي (تك 17: 9) كن كاملاً (تك 17: 1) بأن يختن منكم كل ذكر (تك 17: 10) (ختان القلب والعين والأذن عن الشر – قطع الشر). 3 – مع موسى: " فصعد موسى إلى الله، فناداه الرب... قُل للشعب... أنتم رأيتم ما صنعت بالمصريين. وأنا حملتكم على أجنحة النسور وجئت بكم إلىَّ... فالآن إن سمعتم لصوتي وحفظتم عهدي تكونون لي خاصة من بين جميع الشعوب" (خر 19: 3 – 5) وكأنه دخل بنا إلى كلمة الله خلال وصاياه وحقوقه وأوامره، بعد أن قال الرب لموسى: "قدسهم اليوم وغداً... ليكونوا مُستعدين لليوم الثالث (رمزاً للقيامة)... انزل أمام عيون جميع الشعب وأتكلم ويسمعوا (خر 19: 10، 11) الله الكلمة تجسد واقترب منَّا لنسمع صوته. 4 – معنا: "لا تخل تقدمتك من ملح عهد إلهك ، على جميع قرابينك تُقرب ملحاً" (لا 2: 13) الملح على التقدمة يحفظه من الفساد، وكأنه يقول لنا: تقرب منِّى بلا رياء. قدم ذبيحة حبك بملحٍ؛ لأن الملح إشارة إلى طهارة العبادة ونقاوة القلب... ليكن كلامكم مملح بملح (كو4: 6) لأننا نحن ملح الأرض (مت 5: 13) وبهذا يتكلم الناس البسطاء معاً ليكن بيننا عيش وملح... لندخل في عهدٍ معاً بالحب والإخاء والوفاء. بعد أن حَدَّث موسى كل الشعب بكلام الرب وأحكامه (خر 24: 3) كتب موسى جميع أقوال الرب، وبكَّر في الصباح وبنى مذبحاً للرب باثني عشر حجراً (أسباط إسرائيل) وأرسل فتيان فاصعدوا مُحرقات وذبائح وأخذ موسى نصف الدم... والنصف الآخر رشه على المذبح، وأخذ كتاب العهد وقرأ في مسامع الشعب. فقالوا: "كل ما تكلم به الرب نفعل (بعد هذا الاتفاق) ثم أخذ موسى (نصف الدم المحفوظ) ورش على الشعب، وقال: "هوذا دم العهد الذي قطعه الرب معكم على جميع هذه الأقوال (خر 24: 4 – 8) فصعد موسى والشيوخ ورأوا الله كما رآه يوحنا الرائي (رؤ 4: 3) فرأوا الله وأكلوا وشربوا (خر 24: 11). أخي: ألا ترى معي أن هذه صورة واضحة للعهد الجديد، نسمع كلام الله في الرسائل والإنجيل، ونتفق معه على وعوده ونقول: آمين أمام دم العهد الذي على المذبح ثم نشربه بدل أن يُرش على الشعب، فنرى الله ونأكل ونشرب. هكذا كنيستنا تربط بتناغم واتفاق بين كلام الله وكلمة الله المتجسد. فكل من تمسك بكلامه وحفظ أقواله: يقول لنا الرب: * "ها أنا أقطع عهداً قدام جميع شعبك، أفعل عجائب لم تخلق في كل الأرض وفي جميع الأمم، فيرى جميع الذي أنت في وسطه فعل الرب. إن الذي أنا فاعله معك رهيب" (خر 34: 10). باختصار شديد جداً، العجائب التي لم تخلق في كل الأرض هي: بقوة كلمة الله قيد الشيطان وانتصر على أعدائنا. والأمر الرهيب الذي يفعله معنا: أنه بكلام الله نرعب الأعداء فيهربوا مِنَّا بكلمة الله الثابتة فينا. * إن تمسكنا بالله وبكلمته وبحضرته: تابوت عهد الرب (الذي يظهر فوقه ويحمل عصا قوة كلمته، وخبز الحياة المن النازل من السماء وكلمة الله المكتوبة على لوحيّ حجر) راحلٌ أمامهم مسيرة ثلاثة أيام ليلتمس لهم منزلاً (عد 10: 33) وكأنه يشير إلى موت وقيامة الرب خلال مسيرة ثلاثة أيام في بطن الأرض، يأخذنا معه، كما قال: "حيث أكون أنا يكون معي خادمي" (يو 12: 26) المتمسك بكلامي. * بل أكثر شيء نجنيه من حفظنا لكلام الله كما قال: "إليه نأتي (المسيح الكلمة والآب بنفسه والروح القدوس) وعنده نصنع منزلاً" (يو 14: 23) هكذا تُعلمنا كنيستنا بالصلاة بالأجبية (نُكلمه) بقراءة الكتاب المقدس (نسمعه) وبالتناول من أسراره (نمسكه) فيكون لنا عهداً أبدياً!! * وقد لخص إشعياء كل هذا بهذه الآية: " أما أنا (الآب) فهذا عهدي معهم (المؤمنين كل التائبين) ، قال الرب: روحي (الروح القدس) الذي عليك (الابن) وكلامي (الكتاب المقدس) الذي وضعته في فمك لا يزول من فمك ولا من فم نسلك (التلاميذ والرسل) ، ولا من فم نسل نسلك (نحن المؤمنين به) ، قال الرب، من الآن (التجسد) وإلى الأبد" (إش 59: 21). * وفسر بولس هذا قائلاً: بدء عهد النعمة يسند لعهد أعظم ، لمواعيد أفضل ، لخدمة أفضل (راجع عب 8: 6) هذا هو العهد، أجدد وصاياي في قلوبهم ، فيتمسكون بأفكارهم ويفتخرون بمصدر لذاتهم وراحتهم الذي هو إلههم (راجع عب 8: 10). فليتك تتمتع بفيض النعم الجديدة، نعمة الأسرار الإلهية التي تنال بها مغفرةً ونمو وتمتع. |
27 - 11 - 2021, 04:57 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| الإدارة العامة |::..
|
رد: - عهدًا للأمناء
ميرسى على العظة ربنا يفرح قلبك |
||||
27 - 11 - 2021, 04:58 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: - عهدًا للأمناء
مشاركة جميلة جدا ربنا يبارك حياتك |
||||
30 - 11 - 2021, 05:59 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: - عهدًا للأمناء
شكرا جدا جدا ربنا يفرح قلبك |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
ما أبعد الفارق بين قول الرب للأمناء |
طوبي للأمناء مع مشاعرهم |
إشعياء - وعد الله للأمناء |
الداخلية تضبط أكبر قضايا غسيل للأموال |
بلاغ للأموال العامة ضد ياسر |