فيُتاحُ لكم أَن تُؤَدُّوا الشَّهادَة.
تشير عبارة " فيُتاحُ لكم" إلى وقوع الاضطهاد على التلاميذ الذي يصبح وسيلة للشهادة للمسيح وللحق. أمَّا عبارة"الشَّهادَة" فتشير إلى إعلان قيامة يسوع وسيادته، وهو الدور الذي قام به الرسل الاثني عشر (أعمال الرسل 1: 8) وإسطِفانُس (أعمال الرسل 22: 20) وبولس الرسول (أعمال الرسل 22: 15). وقد كتب بولس الرسول وهو في السجن أنه يتوقع الألم، لأنه يُعينه على معرفة المسيح بشكل أفضل، كما يعُينه على إداء عمل المسيح للكنيسة، كما صرّح" فأَعرِفَهُ وأَعرِفَ قُوَّةَ قِيامتِه والمُشارَكَةَ في آلامِه فأَتمثَّلَ بِه في مَوتِه" (فيلبي 3: 10).
وفي هذا الصدد كتب ترتليانوس، أحد آباء الكنيسة في القرن الثاني الميلادي " إن دم المسيحيين هو بذرة نمو الكنيسة". فهؤلاء جميعاً شهدوا للرب يسوع وللبشارة التي يحملونها. والشهادة في اليونانية μαρτύριον التي قد تقود أحيانا إلى الاستشهاد، فاتخذت اللفظة فيما بعد معنى الاستشهاد أيضا، أيّ نصير شهود وشهداء، في ذات الوقت، فالشدائد التي تصيب التلاميذ بشكل مباشر تكون مناسبة للكرازة بالملكوت (متى 24: 14) وهذه الشدائد قد تكون الاضطهادات وربما عذابات يتحملها الرسل من اجل الإنجيل كما صرَّح بولس الرسول "هو الَّذي يُعَزِّينا في جَميعِ شَدائِدِنا لِنَستَطيعَ، بما نَتَلقَّى نَحنُ مِن عَزاءٍ مِنَ الله، أَن نُعَزِّيَ الَّذينَ هُم في أَيَّةِ شِدَّةٍ كانَت"(2 قورنتس 1: 4) ، أو هي أحداث سياسية كونية كما ورد في سفر الرؤيا "هؤُلاءِ هُمُ الَّذينَ أَتَوا مِنَ الشَدَّةِ الكُبْرى، وقَد غَسَلوا حُلَلَهم وبَيَّضوها بِدَمِ الحَمَل"(رؤيا 7: 14).