إن المسيح لم يكن في أحشائها المُبارَكة لتخفيه أو تحجب عن النَّاس بل لتُعطيه كل يوم إلى أن يصل بها يوم أن تُعطيه العطاء الكامل على الصَّليب لخلاص جميع النَّاس. ومن هذا المطلق، فإنَّ زيارة سيدتنا مَريَم العذراء تُعلِّمنا أن نؤمن بدورنا بالسَّير على خُطى العذراء أمِّنا، وأن نؤمن بمولود بيت لحم مُخلصًا والهًا، وان نبتهج بدنوه منَّا، كما ابتهجت مَريَم العذراء وأَليصابات، وان ننقله إلى النَّاس بشرى خلاص، وان نشكر لله عظائمه فينا كما شكرت مَريَم العذراء ونسيبتها أَليصابات. وبعبارة أخرى، كلمة الله سكن في الإنسان وصار "ابن الإنسان" ليُمكّن الإنسان من أن يُدرك الله، ويجعل إقامة الله في الإنسان أمرا ممكنا بحسب رضى مشيئة الله الآب.