سام رمز للمسيح الغريب
يذكر الكتاب أن سام هو أبو كل بني عابر (تكوين10: 21)، وكلمة عابر معناها: “غريب ومسافر”؛ أي إن سام هو أبو الشعب العابر والمسافر. وصفة الاغتراب نراها في نسل عابر: إبراهيم وإسحاق ويعقوب، أبطال الإيمان الذين عاشوا في خيام (عبرانيين11: 9). ولقد أُطلق على أبرام أنه العبراني (تكوين14: 13). ولقد جاء ربنا يسوع المسيح من نسل سام، وعاش على الأرض غريبًا؛ ففي ولادته لم يكن له موضع في المنزل «فقمطته وأضجعته في المذود» (لوقا2: 7)، وفي حياته لم يكن له أين يُسند رأسه، فكان كل واحد يذهب إلى بيته، أما هو فكان يذهب إلى الجبل ليبيت، وعند موته دُفن في قبر مُستَعَار أي ليس له. ولقد قال ربنا يسوع في صلاته للآب عن التلاميذ: «ليسوا من العالم كما أني أنا لستُ من العالم» (يوحنا17: 14). وهذا يجعلنا نتمثل بالرب يسوع وأن نعيش غرباء في العالم، لأن من التصق بالرب لا بُد أن يعيش غريبًا وعابرًا (عبرانيين13: 14).