رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
اسئلة عن المجوس للقديس يوحنا ذهبي الفم. من هم المجوس ؟ ولماذا ظهر لهم النجم ؟ وكيف فاقوا اليهود ؟ هل كان النجم نجماً عادياً ؟ أم كان قوة سمائية بهيئة نجم ؟ ما هي الرموز التي تحملها قصة المجوس، وعلاقتها بالأمم واليهود ؟ يجيب القديس يوحنا ذهبي الفم فيقول : إن الحاجة ماسة بنا يا أخوتي إلي سهر طويل وإلي صلوات كثيرة ليمكننا أن نجيب علي هذه الأسئلة، وأن نعرف من هم هؤلاء المجوس ؟ ومن أين جاءوا ؟ وكيف كان مجيئهم ؟ وما هو النجم ؟ ولنبدأ أولاً بالحديث عن النجم. ذلك لأن الشيطان ألهم أعداء الحق أن يقولوا " ها أنه لما ولد المسيح ظهر نجمه : أليست هذه علامة تدل علي أن صناعة التنجيم حقيقية ؟ فإن كان هو قد ولد بهذه الطريقة، فلماذا أبطل التنجيم والطالع والسحر وأبكم الشياطين ؟! ما طبيعة ذلك النجم ؟؟؟ فلنفحص إذن ماذا كان ذلك النجم : هل كان واحداً من النجوم الكثيرة ؟ أم كان غريباً عنها من طبيعة غير طبيعتها ؟ أم أن الناظر إليه فقط كان يحسبه نجماً ؟ إننا إن عرفنا الإجابة عن هذه الأسئلة، فسنعرف الأمور الأخري بأسهل السبل. لم يكن هذا النجم واحداً من النجوم الكثيرة، والأليق أن نقول - علي حسب ظني - إنه لم يكن نجماً - لكنه كان قوة من القوات غير المرئية نقلت شكلها إلي هذا المنظر. والأدلة علي ذلك واضحة : أولاً - من مسيره : لأنه لا يوجد نجم يمكن أن يسير بتلك الطريقة. فإن ذكرت النجوم الأخري لوجدت أن حركتها من الغرب إلي الشرق. أما هذا النجم فقد إندفع في مسيره من الشرق إلي الغرب لأنه هكذا يكون الإتجاه من بلاد فارس إلي فلسطين. ثانياً - من جهه موعد ظهوره : لأنه ما كان يظهر في الليل، بل في النهار إذا أشرقت الشمس. وليس هذا الظهور لقوة نجم ولا لقوة القمر، ولا لتلك الكواكب كلها التي تستتر وتغيب إذا ظهر شعاع الشمس. أما هذا النجم فبإفراط لمعانه قد غلب أشعة الشمس، وكان أبين ظهوراً منها وأسطع لمعاناً. ثالثاً - تتضح تلك الحقيقة أيضاً من أنه كان يظهر حيناً، ويستتر حيناً آخر. لأنه ظهر مرشداً إياهم إلي طريق فلسطين. ولما صاروا في أورشليم ستر ذاته. ولما تركوا هيرودس بعد سؤاله إياهم، وإعتزموا المسير إلي بيت لحم، عاد النجم فظهر لهم ثانية. وهذا الظهور والإختفاء ليس هو من حركة نجم عادي، ولكنه من قوة أتم قياساً من ......... لماذا ظهر النجم للمجوس ؟؟ لو سألت لماذا ظهر هذا النجم ؟ لأجبتك أن ظهوره يرمز إلي زوال إختيار اليهود. بأن يزيل منهم كل حجة لإعتدادهم بنفسهم، داعياً المسكونة كلها للسجود له. وهكذا من مبدأ مجئ الرب قد فتح الباب للأمم، مريداً أن يؤدب خاصته بالغرباء. لأنه إذ كان قد أرسل إليهم أنبياء عديدين يشرحون لهم وصف مجيئه، ومع ذلك ما أصغوا إليهم، لذلك جعل العجم ( الفرس ) أن يوافوا من أرض بعيدة طالبين رؤية المسلك. فليتعلم اليهود من كلام أهل فارس ما قد رفضوا أن يعرفوه من أنبيائهم. فإن كابروا وجادلوا بعد هذا أيضاً، يعدمون كل عذر وحجة. لأنه ماذا لهم أن يقولوه، وهم الذين قد رفضوا قبول المسيح علي الرغم مما أرسل إليهم من أنبياء بينما هؤلاء المجوس قد قبلوا الرب وسجدوا له، من مجرد نظرهم إلي نجم واحد ؟! وكما بكتهم الرب بقبول المجوس له وبكتهم أيضاً بإيمان أهل نينوي الأممين. لذلك قال لهم إن أهل نينوي يقومون في يوم الدين، مع هذا الجيل ويدينونه، لأنهم تابوا بمناداة يونان، وهوذا أعظم من يونان ههنا ( متي 12 : 41 ). كذلك بكتهم بالمرأة السامرية، والمرأة الكنعانية، وملكة التيمن، لأن كل أولئك صدقوا بالأقل. أما هؤلاء فلم يصدقوا ولا بالأكثر !. لعل سائلاً يسأل : لماذا إجتذب المجوس عن طريق نجم ؟ نجيب بأن مثلهم ما كان ممكناً لهم أن يصغوا إلي نبي لو أرسل إليهم أحد الأنبياء. وما كان يناسبهم أن يخاطبوا بصوت من العلاء بإرسال ملاك... لذلك دعاهم بالوسيلة التي ألفوها، متنازلاً مع ضعفهم جداً فأراهم نجماً عظيماً مستغرباً، حتي يذهلهم بحسن معاينته، ويقتادهم بطريقة سيره. هذه الطريقة إتبعها بولس الرسول، فأورد شهادة من الشعراء ( أع 17 : 28 ). وناقش كل واحد من الناس بالأسلوب الذي يألفه ( 1 كو 9 : 19 - 22 ). وإستخدم الله أولاً مع اليهود فرائض الذبائح والتطهيرات . هل الرعاة والمجوس رمز لليهود والأمم ؟؟؟ يشرح القديس أوغسطينوس هذه النقطة فيقول : كان المجوس أول من آمن من الأمم بالمسيح الرب. ومن الواضح أن أول ثمرة للإيمان بالمسيح بين اليهود كانت الرعاة. أتي الرعاة إليه من قريب، ورأوه في نفس اليوم، إذ وصلت إليهم الأخبار بواسطة الملائكة. أما المجوس، فأتوا من بعيد، وبواسطة النجم. ولكن الإثنين تقابلا عند حجر الزاوية، الذي جعل الإثنين واحداً... البعيدين والقريبين " ( أف 2 : 14 - 17 ). للرعاة قيل " المجد لله في الأعالي "، ومع المجوس تحققت عبارة " السموات تحدث بمجد الله " - مز 19 : 1. الرعاة أتوا من قريب ليروا، والمجوس أتوا من بعيد ليسجدوا. الرعاة وصلتهم النعمة قبل المجوس، ولكن هؤلاء الأخيرين كان لهم إتضاع أكثر. هذا هو التواضع الذي جعل الزيتونة البرية مستحقة لأن تطعم في الزيتونة الأصلية " ( رو 11 : 17 ). وهذا التواضع يمجده الكتاب المقدس فيمن كانوا أمماً أكثر مما في اليهود. ومن أمثلة ذلك ما قيل عن قائد المئة ( متي 8 : 5 - 10 ) وعن المرأة الكنعانية ( متي 15 : 28 ). إن اليهود أظهروا للأمم المسيح الذي لا يرغبون هم أنفسهم في أن يعبدوه. ونلاحظ من جهة المجوس أن عدم رجوعهم من نفس الطريق، يرمز إلي تغيير في الحياة. فالذين يصلون إلي المسيح، لا يرجعون مرة أخري إلي طريقهم الأول. يعود القديس يوحنا ذهبي الفم فيقول : " فليخز اليهود الذين أبصروا مجوساً وعجماً قد سبقوهم ولم يأتوا إليه ولا بعد أولئك. وذلك أن ما حدث وقتذاك كان رسماً لما يستأنف كونه : أن الأمم تسبق اليهود... هكذا الذين من بلاد فارس سبقوا الذين كانوا في أورشليم. وهذا المعني ذكره بولس الرسول إذ قال لهم " كان يجب أن تكلموا أنتم أولاً بكلمة الله. ولكن إذ دفعتموها عنكم، وحكمتم أنكم غير مستحقين للحياة الأبدية، هوذا نتوجه إلي الأمم " ( أع 13 : 46 )... كان واجباً علي اليهود أن يسجدوا مع المجوس ويمجدوا إلههم، لكنهم إرتجفوا وقلقوا. وإستدعي هيرودس المجوس وإستقصي منهم عن وقت ظهور النجم لهم . ما الفرق بين هيرودس والمجوس ؟؟؟ لم يعبأ هيرودس بكل ما حدث ؟ لم يؤثر فيه ما سمعه من نبوءات الأنبياء، ولا من قصة النجم العجيب ومجئ المجوس من بلاد بعيدة ليسجدوا للمولود... وواضح أن موقفه كان غريباً... أن كان قد صدق النبوءة التي قيلت، فمن البين أنه قد عمل أعمالاً ضدها. وإن كان قد أنكرها وما توقع نفاذ ما قيل له فيها، فلماذا إذاً كان خوفه وإرتياعه ؟! وكان من زوال فهمه أيضاً أن يتوهم أن المجوس يفضلونه علي المولود الذي رأوا نجمه والذي لأجله تحملوا مشاق ذلك السفر الطويل ! والعجيب أنه إستدعاهم سراً وقال لهم " إذهبوا وإفحصوا بالتدقيق عن الصبي، ومتي وجدتموه فأخبروني لكي آتي أنا أيضاً وأسجد له " ( مت 2 : 8 ). ونحن نسأله : إن كنت تقول هذا حقاً فلماذا تسأل القوم سراً. وإن كنت تريد أن تقتله، فهل تظن أن المجوس لم يدخلهم الشك من نحوك من إنزعاجك وإستدعائك لهم سراً ؟! ولكن النفس إذا صادها خبثها، تصير أعدم فهماً من النفوس كلها... إحذر أن تشابه هيرودس الذي قال " أجئ وأسجد له "، وقلبه غير مخلص له بل يريد أن يقتله. لأن الذين يتناولون سر القربان المقدس بدون إستحقاق، قد ماثلوا هيرودس. وسبيلنا أن نحذر من أن يكون شكلنا شكل عبيد ساجدين، بينما نظهر في عملنا أضداداً معاندين. بل سبيلنا نحن أن نتبع المجوس، ونتعب مثلهم، لكي نبصر المسيح ونصر علي ملاقاته، ولو قامت ضدنا المحافل، ولو منعنا ملوك الدنيا وشعوبها. إن المجوس - قبل أن يعاينوا الصبي - دهمتهم المخاوف والشدائد من كل ناحية. ولكن بعد سجودهم له أشبعهم سلاماً... وصاروا بسجودهم له كهنة، لأنهم قدموا له قرابين. ولكن لعلك تسأل : لماذا هرب المجوس من وجه هيرودس ؟ ولماذا هرب الطفل يسوع أيضاً ؟ هناك معني آخر، وهو أن نتوقع المحن والمتاعب من مبدأ الطريق. فهوذا يسوع وهو بعد في أقماطه طارده هيرودس فهرب. وأمه التي لم ترتكب ذنباً، التي لم تسر في وقت من الأوقات مسافة بعيدة عن بيتها، تغربت وإحتملت مشقة سفر طويل... وكذلك يوسف، وأولئك الفرس أيضاً الذين إنصرفوا سراً هاربين !! حدث هذا حتي إذا سمعت أنت بهذه الحوادث، وأهلك الرب أن تخدم خدمة روحانية، ثم نابتك النوائب والمعضلات لا ترتجف قليلاً ولا تقل : كان ينبغي أن أكلل من أجل إتمامي خدمة سيدي. إن المجوس إذ أوحي إليهم ألا يعودوا إلي هيرودس. إنصرفوا في طريق أخري إلي بلادهم. لم يتشككوا، بل إنقادوا سريعاً. ولم يفتكروا في أنفسهم قائلين : إن كان هذا الصبي عظيم القدرة وقد إمتلك هذه العجائب، فما حاجتنا إلي الهرب والإنصراف سراً !! وكيف نجئ مجيئاً ظاهراً بمجاهرة، فيخرجنا من المدينة هاربين فارين ؟ لم يقولوا شيئاً من هذا، وإنما إمتثلوا لما أمروا به في هدوء... وهكذا يوسف النجار أيضاً لم يناقش الملاك في إرتياب... ولا قال له : إنك قلت فيما سلف إنه يخلص شعبه، وها هو لم يخلص ذاته، بل إحتجنا إلي سفر وهرب. فكان ما حدث لنا عكس ما وعدنا به... لم يقل لفظة من هذه الألفاظ لأنه كان مؤمناً. ولم يسأل عن زمان عودته من هناك مع أن الملاك لم يحددها، حتي ولا بقوله كن هناك إلي أن أقول لك... بل خضع وأطاع ولم يتباطأ، وصبر علي كل المحن بفرح. ذلك لأن إلهنا العطوف علي الناس، قد خلط بهذه المحن المؤلمة لذات.... |
16 - 01 - 2013, 11:21 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
| غالى على قلب الفرح المسيحى |
|
رد: المجوس
أشكرك جدا جدا موضوع قمة فى الروعة الرب يباركك |
||||
17 - 01 - 2013, 09:56 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: المجوس
شكرا على المرور |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
المجوس - نجم المجوس | نجم المشرق |
نجم المجوس |
المجوس |
فى خطى المجوس |
من هم المجوس؟ |