أمَّا الجابي فوَقَفَ بَعيداً لا يُريدُ ولا أَن يَرَفعَ عَينَيهِ نَحوَ السَّماء، بل كانَ يَقرَعُ صَدرَه ويقول: الَّلهُمَّ ارْحَمْني أَنا الخاطئ!
"أَنا الخاطئ!" فتشير إلى إدانة نفسه كأنه لا خاطئ على الأرض سواه، دون أنّ يقارن ذاته بالفريسي، بعكس الفِرِّيسي الذي كان يُعبِّر عن نفسه كأنه لا صالح على الأرض سواه. في صلاة العشَّار نتلمس الفرق الحقيقي بين ما يقوله وما يفعله. الاعتراف الإنسان بخطاياه هو الاعتراف برحمة الله وحقِّه وبرَّه. وباختصار، فإن صلاة العَشَّار هي صلاة الإنسان المُنسحق الروحِ المتواضع القلب الذي يطلب الرحمة من الله. الله يمنح الفرصة للتوبة للجميع دون استثناء.