رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
البابا شنودة الثالث في التكريس والزواج نقطة أخرى لا نستطيع أن نتجاهلها، وهي: موقف الأسرة من تكريس الابن أو الابنة. الأسرة المتدينة تفرح إن اتجه أحد أبنائها إلى تكريس نفسه لخدمة الرب، وترى في ذلك فخرًا لها، سواء اتجه إلى الرهبنة أو إلى الكهنوت أو خدمة الشماس المكرس. وأسرات أخرى تقف ضد هذا الأمر في عنف وبمقاومة عملية، كما لو كان مستقبل هذا الابن سوف يضيع، أو أن كل ما قد بنوه لأجل مستقبله سينهار أمام أعينهم!! وهكذا يجد أمامه صعوبات كثيرة، ويهتز أمامه مبدأ الطاعة لوالديه. ويقتنع بأن هناك أمورًا لابد أن يخرج فيها عن طاعتهم، ويضع أمامه في تكريسه قول الرب: "من أحب أبًا أو أمًا أكثر منى، فلا يستحقني" (مت37:10). ونفس الوضع تقف فيه أية فتاة متدينة، إن أحبت أن تكون راهبة أو مكرسة. ما أكثر أن تقاسى من والديها، ومحاولة إرغامها على الزواج ضد رغبتها، وفرض عقوبات مشددة عليها، ومنعها من الزواج ضد رغبتها، وفرض عقوبات مشددة عليها، ومنعها من حياة التكريس باقتناع منهم أنهم يحرصون على استقرارها ومستقبلها، في رعاية رجل!! حتى أن الفتاة -في مثل هذه الحالة- لا تجد أمامها سوى قول الكتاب: "أعداء الإنسان أهل بيته" (مت36:10). نقطة أخرى تتدخل فيها الأسرة هي زواج الابنة أو الابن. وإن كان الابن يجد في الغالب حرية أكثر من أخواته البنات، فإن كل ابنة ما أكثر أن تلاقى من أسرتها -في موضوع زواجها- تدخلًا قد يفقدها حريته في الاختيار،وإن لم يصل الأمر إلى مستوى الإرغام، فعلى الأقل لا يخلوا من ضغوط تختلف في شدتها أو خفيها. ولكنها ضغوط قد تبدو في صورة نصائح أو إغراءات أو أساليب من الإقناع. بينما القانون يسمى موضوعات الزواج "الأحوال الشخصية". أي أنها أمور تمس الشخص نفسه، وحالة قلبه من الداخل، وما يريحه شخصيًا. طبعًا لا مانع من النصح وإبداء الرأي، وبخاصة لو كانت الابنة منحرفة في تيار له خطورته، وبعاطفة غير منضبطة، ولا تدرى ما هي فيه، وتحتاج إلى توعية وإيضاح الأمور. هنا يبدو واجب الوالدين، مادام هنا خطأ وخطر. ولكن في غير ذلك، من المفروض أن تعطى للإنسان الناضج حريته في أموره الشخصية بغير ضغط. لأنه هو الذي سيتزوج، وليس الأب أو الأم الذي سيتزوج. والمسألة على أية الحالات تحتاج إلى حكمة.. لأن الأبوين إن دفعا ابنتهما دفعًا إلى الزواج وفشلت فيه، فمن الذي سيتحمل هذا الفشل ونتائجه التي قد تبدو بلا حل؟! في موضوع الزواج أيضًا لا بُد أن نشير إلى موقف الحماة: أجمل موقف يسجله لنا الكتاب، هو مشاعر نعمى حماة راعوث، وما كان في قلبها من حب نحو راعوث، وسعى لضمان راحتها. ليت كل حماة تشعر أن زوجة ابنها هي ابنة أخرى لها، وأن زوج ابنتها هو ابن آخر لها، بنفس الحب والمشاعر العميقة دون التحيز إلى رابطة الدم تحيزًا قد يؤدى إلى تعقد العلاقة بين الزوجين الصغيرين. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الأسرة المثالية - الله في الأسرة |
الأسرة المثالية - واجب الأم في محيط الأسرة |
الأسرة المثالية - الأسرة والتربية الدينية |
الأسرة المثالية - أهمية الأسرة |
ما بين حياة البتولية (الرهبنة أو التكريس) والزواج |