منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 24 - 09 - 2024, 04:52 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,622

صار تعب الإنسان كما الحيوان في دخوله أو خروجه بلا نفع


إلتقاؤنا مع الإله المتجسد، وسكناه في وسطنا لم يشدد الأيدي بإمكانياته الإلهية العاملة فينا فحسب، وإنما قطع روح اليأس الذي فينا وألهب أعماقنا بالرجاء. فالعمل لا يحتاج فقط إلى الأيدي القوية والجهاد والمثابرة وإنما أيضًا إلى الروح المملوء رجاءً في الرب، لهذا يقول: "قبل هذه الأيام لم تكن للإنسان أجرة ولا للبهيمة أجرة ولا سلام لمن خرج أو دخل من قبل الضيق وأطلقت كل إنسان الرجل على قريبه" [10]. لقد أحاط الضيق بهم (حج 1: 6؛ 9: 11؛ 2: 16-19) مما جعل الإنسان كما الحيوان بلا قيمة حتى إن عملا شيئًا فبلا نفع ولا يستحقان أجرة! لقد كانت أورشليم خربة كالبرية، ويحكمها الغرباء، فكل مجهود يقوم به الإنسان لا يجدي شيئًا.
صار تعب الإنسان كما الحيوان في دخوله أو خروجه بلا نفع، الأمر الذي حول حياتهم إلى جحيم فانطلق كل واحد يقاوم أخاه بلا سبب، بمعنى آخر عوض أن يعمل كل واحد مع أخيه لبنيان بيت الله شعر كل واحد بالمذلة والفقدان التام والفراغ الداخلي فتحول إلى مقاومة أخوته ومضايقتهم.
أما من الجانب الروحي فلإنسان بدون التقائه بمخلصه الذي أقام هيكله المقدس يكون كالحيوان، يعمل بلا فهم ولا حكمة، فلا يستحق أجرة.
يقول القديس ديديموس الضرير: [يوبخ الكتاب من هم بلا عقل الذين في حماقة، فيقول: "لا تكونوا كفرس أو بغل بلا فهم" (مز 83: 9). حقًا كيف يمكن أن توجد أجرة لأُناس يعملون كل شيء بلا فهم ولا تعقل؟!].
هذه صورة مُرّة للبشرية خارج عمل الله، إنها تخرج للعمل وتدخل حسابًا فتجد نفسها في فراغ وبلا ثمر ولا تستحق المكافأة إذ انشغل كل واحد بمقاومة أخيه، وكما يقول المزمور: "يتكملون بالكذب كل واحد مع صاحبه بشفاة ملقة" (مز 12: 3)، وكما قيل بأرميا النبي: "كل أخ يعقب عقبًا وكل صاحب يسعى إلى الوشاية، ويختل الإنسان صاحبه ولا يتكلمون بالحق، علموا السنتهم التكلم بالكذب وتعبوا في الافتراء" (أر 9: 4-5). أما خلال العهد الجديد فتقوم أورشليم على السلام الحقيقي وتأتي بثمار متزايد، فلا يكون تعب الإنسان والحيوان بلا أجرة كما كان سابقًا. يقول: "أما الآن فلا أكون أنا لبقية هذا الشعب كما في الأيام الأولى يقول رب الجنود، بل زرع السلام، الكرم يعطي ثمره والأرض تعطي غلتها والسموات تعطي نداها وأُملك بقية هذا الشعب هذه كلها: [11-12]. يا لها صورة مبهجة بعد أن كان الإنسان يعمل بلا تعقل كالحيوان فلا يكون له أجرة، إذ تفقد النفس (الإنسان) ثمرتها كما يفقد الجسد (الحيوان) قدسيته، ويقاوم أحدهما الآخر، الآن إذ يسكن الرب فيه، ليس فقط تنعم نفسه بالأجرة وإنما جسده أيضًا ويكون بينهما وفاق روحي ويصير له ثمر روحي فائق، تعمل الأرض كما السماء لحسابه في الرب. إذ يرجع الرب إليه ويسكن في داخله ويقيم مملكته في قلبه، يظهر زرع السلام الذي يغرسه الآب نفسه بروحه القدوس، وتظهر ثمار الروح القدس بكونها ثمار الكرمة الحقيقية، وتعطي الأرض (الجسد) غلتها إذ يحمل الجسد قدسية خاصة ويصير آلات بر لحساب الله، وتهب السماء (النفس) نداها، إذ تكون لها نعمة الروح القدس تملأها... هذه كلها يهبها الله للنفس التي تقبله فيها.
يقول القديس ديديموس الضرير: [تحقق هذا الإصلاح البهي بالمعنى الروحي عندما جاء ذاك الذي قال: "روح الله عليَّ لأنه مسحني لأبشر المساكين، أرسلني لأشفي المنكسري القلوب، لأنادي للمأسورين بالإطلاق وللعمي بالبصر وأرسل المنسحقين في الحرية" (لو 4: 18)... مكتوب "يشرق في أيامه الصديق وكثرة السلام، سلامه سوف لا يعرف حواجز، سوف لا يكون لأمة واحدة بل لجماعة الأمم". الأرض كلها التي تخضع لذاك القائل لتلاميذه وللذين يرغبون في خدمته: "أعطيكم سلامي" (يو 14: 27)، تتمتع بهدوء عظيم يستتب فيها، والكرمة تعطي ثمرها والأرض غلتها والسماء نداها. أما الكرمة التي تعطي ثمرها فهي التأملات الروحية في الحق... والأرض تعطي غلتها، إذ تثمر البذرة التي ألقاها يسوع فيها ثلاثين وستين ومائة (مت 13: 8، 23)... تقدم الأرض غلتها لمن يزرعها بالدموع وبالعرق والحزن، فيحصدها بالفرح (مز 125: 5)... "الذين يزرعون بالدموع يحصدون بالابتهاج، الذاهب ذهابًا بالبكاء حاملًا مبذر الزرع مجيئًا يجيء بالترنم حاملًا حزمه" (مز 126: 5). هذا الحصاد الكثير روحي يخص الكلام الإلهي، وكما أوصي هوشع النبي: "إزرعوا لأنفسكم بالبر. أحصدوا بحسب الصلاح، أحرثوا لأنفسكم حرثًا، فإنه وقت لطلب الرب حتى يأتي ويعلمكم البر" (هو 10: 12)... أما السماء تعطي نداها، فإننا سنفهم الندى عندما نعرف السماء التي تعطيه. السماء بلا شك ليست إلاَّ ذاك الذي يحمل صورة الإنسان السماوي (1 كو 15: 49)، حيث يكون وطنه في السماء (في 3: 20). فقد قيل عن الذين يظهرون صورة المخلص السماوي: "السموات تشهد بمجد الله والفلك يخبر بعمل يديه" (مز 18: 1)، وجاء عنهم في النشيد الكبير الوارد في سفر التثنية: "أيتها السموات افرحي معه" (تث 32: 43)، أي افرحي مع المخلص. كيف لا يفرحون ويتهللون معه وقد تشكلوا على صورته كقول الرسول: "ليكونوا مشابهين صورة ابنه" (رو 8: 29)، وأيضًا "سنلبس صورة السماوي" (1 كو 15: 49)؟! يليق بنا أن نقول أنهم باتحادهم في سماء واحدة يعطون ندى سماوي، لكن كل واحد يُعطي نداه الخاص، متشبهًا بموسى القائل: "يهطل كالمطر تعليمي ويقطر كالندي كلامي" (تث 32: 2)].
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
حسب الشيطان خروجه من الإنسان هلاكًا له، فان الشياطين لا ترحم
هيأ الله كل شيء لخلق الحيوان ثم خلق الإنسان
كيفية انتقال مرض السعار من الحيوان إلى الإنسان
أحياناً يكون الحيوان أوفى من الإنسان
س 8 :هل روح الإنسان كروح الحيوان ؟وكروح الملاك ؟


الساعة الآن 01:05 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024