بينما كنتُ أكتُبُ عن رحمة الله العظمى وعمّا تحملُ من إفادة إلى النفوس، اندَفَعَ الشيطان في غرفتي بسخطٍ وغضب مريع. قبض على الستار وأخذ يحطّمه ويسحقه. خِفْتُ أولاً، ولكن صنعتُ للحال إشارة الصليب بالصليب الصغير الذي هو في يدي. فهدأ الوحش واختفى فجأة. لم أرَ اليوم وجهه البشع، ولكن غضبه فقط. كان غضب الشيطان مخيفاً، غير أنّ الستار لم يُمَزَّق أو يُسحَق وتابعتُ الكتابة بهدوء. أُدركُ جيداً أنّ هذا التعيس لن يُلحِقَ بي أذىً دون إرادة الله. ولكن ماذا يريدُ منّي؟ لقد بدأ يهاجمني علناً بمثل هذا الحقد والسخط الفظيع. غير أنّه لن يعكّر هدوئي برهة، وأنّ موقفي هذا يزيده سخطاً.