|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
راعوث والقرارات الصحيحة فقبَّلت عُرفة حماتها، وأما راعوث فلصقت بها (بنُعمي) (را 1: !4) إن حياتنا هي مُحصِّلة قراراتنا. ونحن نجد راعوث تتخذ ثلاثة قرارات هامة في أول ثلاثة أصحاحات من سفرها، ليمتلئ الأصحاح الرابع بالحصاد البهيج لهذه القرارات الرائعة. (1) أخطر قرار: وهو قرار ارتباطها بإله نُعمي وشعبها ( را 1: 8 - 22)، تاركة وراءها العائلة، والأصدقاء، والمُتع الجسدية، والراحة النفسية في وجود احتمالات للزواج مرة أخرى إن هي بقيت في موآب، كل هذا تركته خلفها والتصقت بنُعمي. (2) أروع مَسَار: وهذا ما نراه في الأصحاح الثاني من اجتهاد راعوث، ورغبتها في التقاط سنابل من حقل بوعز (ع7). فبعد أن قالت لحماتها «دعيني»، قالت للحصادين «دعوني» (ع2، 7)، وهي لغة الاجتهاد، الذي هو «ثروة الإنسان الكريمة» ( أم 12: 27 ). (3) نُضج الاختيار: وهذا يتضح في الأصحاح الثالث من تقرير بوعز المُلاحظ الجيد لحقله ( را 3: 10 ) حيث يقول لها: «إنكِ مباركة من الرب يا بنتي ... إذ لم تسعي وراء الشبان، فقراء كانوا أو أغنياء» ( را 3: 1 ). لقد أغلقت راعوث ملف ارتباطها بقرار عودتها مع نُعمي إلى إسرائيل، لكن إله إسرائيل نظر لها شيئًا أفضل، ومكافأة خاصة لم تحلم بها، وعندما جاءتها الفرصة التي لم تخطر على بالها، خضعت لقول حماتها «فقالت لها: كل ما قلتِ أصنع» (را 3: 1- 5). (4) بركات غزار: وكنتيجة طبيعية لقرارات صحيحة، صارت راعوث زوجة لبوعز، وجدة ليسى أبي داود، ومنها المسيح حسب الجسد! كما كانت سبب فرح لنُعمي في شيخوختها، بل وسبب فرح في كل شعب الله ( را 4: 13 - 22). ليتنا ندرك أننا إذا اتخذنا أخطر قرار، قرار تبعية المسيح بقلب مؤمن، وسرنا في أروع مسار، مسار الالتقاط من خيرات محضره الروحية بكل نشاط، وغير شخصه المعبود لا نختار «نصيبي هو الرب قالت نفسي»، وفي شبع ونضوج لا نريد معه شيئًا، لا في السماء ولا في الأرض ( مز 73: 25 )، فإن المُحصلة ستأتي خيرًا وفيرًا لنا، ونكون سبب بركة للمُحيطين بنا، وفوق الكل يحقق الله قصده من وراء حياتنا فنمجده. . |
|