عرض موجز لإنجيل يوحنا

[Mary Naeem]

عرض موجز لإنجيل يوحنا

الأنبا تاوضروس

يوحنا

مرقس

متـى

لوقــا

+ إنجيل يوحنا.. هو انجيل له طابع خاص.. ونحن سوف ندرس انجيل معلمنا يوحنا الذى كتب خمسة أسفار (الأنجيل – 3رسائل – سفر الرؤيا).. ونحن قد قلنا أن الأناجيل تتحدث عن المسيح والرسائل
تتحدث عن الكنيسة وسفر الرؤيا يتحدث عن السماء.. ولذلك يصبح الوحيد الذى
كتب عن الثلاثة هو القديس يوحنا.. وعندما ننظر للمثلث نجد أن القديس يوحنا
يوجد فى الأعلى أى متجه إلى السماء.. ولذلك نجد أن رمز القديس يوحنا هو
"النسر" لأن النسر يُحلق عالياً نحو السماء.. عكس الرموز الثلاثة الآخرى ..
الانسان (متى) والأسد (مرقس) والثور (لوقا).. فجميعهم الثلاثة يمشون على
الأرض أما يوحنا فهو النسر المُحلق نحو السماء..

+ القديس يوحنا كتب الانجيل و3 رسائل وسفر الرؤيا.. ومن الجميل أننا إذا جمعنا عدد اصحاتهم نجدهم 50 أصحاح.. ودائماً نقول هذا التدريب وهو أن أنسب قراءة لفترة الخماسين بعد القيامة وهى ال 50 أصحاح التى كتبها معلمنا يوحنا.

من هو القديس يوحنا ؟
+ والقديس يوحنا كان يعمل صياد للسمك مع أخوه يعقوب وكان والدهم زبدى يبدو أنه كان ميسور الحال.. ولذلك كان يوحنا له خبرة فى الصيد ولكن كان له قلب رقيق.. ويوحنا هذا الصياد الذى صار تلميذ للمسيح هو آخر تلميذ تنيح من التلاميذ (ولم يستشهد) أما يعقوب أخوه فهو أول تلميذ استشهد من بين تلاميذ السيد المسيح.. وكان الناس تلقبهم ب "بوانرجس" أى "ابنى الرعد" لأن والدهم كان يدير أعماله بنفسه... وقد كتب القديس يوحنا انجيله سنة 90م وتنيح سنة 98م .. وامه كان اسمها سالومة ويبدو أنها كانت غنية حيث كانت تلبى بعض الاحتياجات الخاصة بخدمة ربنا يسوع المسيح... فهى كانت عائلة مسيحية تقية.

صفات انجيل يوحنا وأقسامه
+ كتب القديس يوحنا انجيله من 21 أصحاح ولكن عندما تقرأه تشعر أن الختام بدأ فى الأصحاح 20
وفيه يوجد الآية المحورية فى انجيل يوحنا وهى موجودة فى (يو20: 30 ،31) "وآيات اخر كثيرة صنع يسوع قدام تلاميذه لم تُكتب فى هذا الكتاب أما هذه فقد كتبت لتؤمنوا أن يسوع هو المسيح ابن الله ولكى تكون لكم إذا آمنتم حياة باسمه"
أرجو أن تنتبهوا للتناغم الجميل الذى بين يوحنا ومارمرقس.. حيث أن مارمرقس بدأ وقال "بدء انجيل يسوع المسيح ابن الله" ويوحنا ختم وقال "لتؤمنوا أ يسوع هو المسيح لكى تكون لكن إذا أمنتم حياة باسمه".
+ ولكى ندرس انجيل يوحنا يجب أن نقسمه إلى 3 أقسام:
1- 12 معجزات 13- 17 أحاديث وصلوات 18- 21 أسمى معجزة (القيامة)
وبذلك يكون القديس يوحنا فى انجيله لم يذكر أمثال نهائياً حيث أنه كان يركز على المعجزات والصلوات أو المقابلات..

+ لذلك فالجزء الأول من أصحاح 1- 12 يُسمى كتاب الآيات أو المعجزات.. فمثلاً نقرأ عن أول معجزة عملها المسيح (عرس قانا الجليل) ونقرأ عن معجزة (تفتيح عيني المولود اعمى) و(شفاء مريض بركة بيت حسدا) و(اقامة لعازر).. وجميعها معجزات قوية تميز بها هذا الانجيل.. ولذلك يُقال عن أنجيل يوحنا (أن ربنا يسوع المسيح مدة خدمته على الأرض 1000 يوم ويوحنا الرسول اختار 3 أسابيع فقط من ال 1000 يوم) حيث أنه اختار أهم الأحداث فى هذه ال 1000 يوم.. فمثلاً المسيح صنع معجزات أقامة موتى كثيرة فذكر مارمرقس ومارمتى ومارلوقا معجزتين وهم (اقامة ابنة يايرس) و (اقامة ابن أرملة نايين).. أما يوحنا فاختار المعجزة القوية جداً وهى معجزة (اقامة ميت بعد أن دفن لمدة 4 أيام) وذلك فى يوحنا 11... ومثلاً معجزة المريض المطروح على بركة بيت حسدا إذ له 38 سنة مشلول.. ويجئ المسيح ويشفيه ويقول له "قم أحمل سريرك وأمش"

ومثلاً (معجزة عرس قانا الجليل).. إذ قالت العذراء له "ليس لهم خمر" وذلك لأن الأكاليل قديماً كانت تتم لمدة اسبوع لكى يجاملوهم أهل البلد جميعهم.. فأهل العرس يقدموا لهم عصير العنب وهو كان أرقى مشروب فى هذا الوقت.. والمسيح يصنع المعجزة وتمتلئ الأجران الستة بالخمر ويُقدم للضيوف الموجودين.. وهكذا جميع المعجزات قوية وشديدة.

+ أما الجزء الثانى من أصحاح 13: 17 نسميه أحاديث وصلوات.. وهو حديث الروح القدس "الباراقليط" فالمسيح كان يتكلم عن الروح القدس الذى سيرسله بعد قيامته بقليل وبعد صعوده ب10 أيام .. ونجد أن أصحاح 17 مذكور فيه ما نسميه بالصلاة الوداعية ونسميها "الصلاة الشفاعية" التى يودع فيها المسيح العالم وهى صلاة رائعة "قدس أقداس أنجيل يوحنا".

+ أما الجزء الثالث فى أنجيل يوحنا أصحاح 18: 21 وهو يتكلم عن الآلام والقيامة.
هكذا أحب الله (السماء)

بل تكون له حياة أبدية (السماء)

العالم حتى بذل (بالصليب).....




+ وأهم آيتين فى انجيل يوحنا هُما:
1- يوحنا3: 16 وهى آية
تخص العالم كله
"هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكى
لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية"
.. وإذا لاحظنا فى هذه الآيه نجد أنها تبدأ فى السماء
وتكتمل فى السماء..
ولذلك فالمسيحية ديانة انطلقت من السماء وليس من الأرض.. فجميع المذاهب والمعتقدات والأديان بدأت من الأرض وتريد أن تصل إلى السماء.. أما المسيحية فبدأت من السماء وجاءت لكى ما ترفع الانسان مرة أخرى إلى السماء.. وهذا هو "إنفراد المسيحية" ، ولذلك قال القديس بولس الرسول فى (1تى 3: 16) "عظيم هو سر التقوى الله ظهر فى الجسد".

2- والآية الثانية التى تخصنا نحن كخدام فى (يو17: 19) وهى قانون للخادم ويجب أن نفهمها ونشعر بها "لأجلهم أقدس أنا ذاتى ليكونوا هم ايضاً مقدسين فى الحق".. فكل خادم وخادمة قبل أن يذهب للخدمة يقول: من أجلهم يارب يجب أن أقدس أنا ذاتى وأستعد وأكون على مستوى الشعور بالمسئولية.. ثم نقول بعد ذلك: ليكونوا هم ايضاً مقدسين فى الحق... ولن يحدث هذا ما لم تقدس أنت ذاتك اولاً بدون أفكار شريرة ولا نظرات شريرة ولا سماع لكلام غير روحى أو الذهاب لأماكن غير لائقة و.... فالخادم يجب أن يكون مثل الملائكة ممتلئ أعين أى ممتلئ استعداداً.. إذن فقدس نفسك..

+ يتبقى شئ واحد أخير فى الأنجيل وهو أصحاح 21 ... حيث نجد فيه معجزة صيد السمك وهم 153 سمكة.. وهى مجموع الأرقام من 1 إلى 17 وال 17 تعنى 10 + 7 و رقم 10 يمثل الوصايا العشر أى العهد القديم ورقم 7 يمثل أسرار الكنيسة السبعة أى العهد الجديد.. وهذه المعجزة شارك فيها يوحنا وبطرس.. وكانت هذه المعجزة بعد انكار بطرس للسيد المسيح حيث ظهر لهم السيد المسيح وكان بطرس يخجل من نفسه فذهب واختبأ خلف التلاميذ.. فبدأ المسيح معه حواراً فى صورة جميلة حيث نظر اليه وقال له "يا سمعان ابن يونا أتحبنى؟" فأجاب بطرس فى خجل وقال له "نعم يا رب أنت تعلم أنى احبك".. فقال له يسوع "أرع خرافى" ثم بعد ذلك قال له المسيح "أتحبنى يا بطرس؟" فقال له "نعم يا رب أنت تعلم أنى احبك" فقال له يسوع "أرع خرافى".. ثم بعد ذلك قال له ثالثة "يا سمعان ابن يونا أتحبنى؟" فما هى مشاعر بطرس فى هذا الوقت.. "فحزن بطرس وقال يا رب أنت تعلم كل شئ أنت تعرف أنى أحبك".. فقال المسيح له "أرع غنمى".. وبذلك فمن بعد ما أنكره عاتبه المسيح عتاب رقيق.. وهذا العتاب كله فى دائرة الحب.. فمسيحنا الرقيق عندما نخطئ أو نسقط فانه لا يتركنا ويحبنا مهما كانت الخطية.. وبرقة بالغة يجذب السيد المسيح هذا الانسان الساقط بطرس فيرجع ويبشر ويكرز ويخدم فى كل العالم إلى أن جاء يوم الاستشهاد فقرر المضطهدون أن يصلبوه مثل معلمه وسيده.. فطلب أن يكون الصليب منكس الرأس إذ قال أننى لا أستحق أن أكون مثل سيدى.

+ ملحوظة: أن أنجيل يوحنا هو الذى نأخذ منه أنجيل باكر "فى البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان..." ونسميه "نشيد الكلمة" وهى مكتوبة باللغة اليونانية الراقية.. وفى كنائس الغرب يقال هذا الأنجيل فى وقت الأكاليل وذلك باعتبار ابتداء حياة جديدة والمسيح هو الذى يبارك هذا البيت الجديد.

[بنت معلم الاجيال]

شكرا علي المشاركة
ربنا يباركك ويعوضك

[Mary Naeem]

شكرا على المرور