منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 07 - 09 - 2023, 10:50 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,257

الَّذي يُريدُ أَن يُخَلِّصَ






لأَنَّ الَّذي يُريدُ أَن يُخَلِّصَ حَياتَه يَفقِدُها،
وأَمَّا الَّذي يَفقِدُ حَياتَهُ في سبيلي فإِنَّه يَجِدُها.



تشير عبارة "يُخَلِّصَ" إلى الرَّبّح أو الحصول على شيء من حياته لنفسه من ناحية، ومن ناحية أخرى هو الهروب من الاستشهاد، أو الشَّدائد للتمتُّع بملذات الدُّنيا، أو رفض الصَّلاة والصَّوم للتَّمتع الدُّنيوي. أمَّا عبارة "حَياتَه" فتشير إلى الحياة الذَّاتية أو الحياة الطبيعية أو الحياة السطحية، كما نراها ونحكم عليها يوميًا بالمقابلة مع الحياة الروحية، كما يراها الله ويُخطط لها. أمَّا عبارة "يَفقِدُها" فتشير إلى الهلاك حيث أنَّ من يريد أن يعيش حياته البشرية من خلال غناه وملذاته وفرض نفسه على الآخرين بالحصول على مراكز قوة وموارد اقتصادية، هو في نظر الله إنسان فقَدَ حياته. فالغنى المادي لا يضمن السَّعادة ولا الرَّاحة في الحياة، كما يترنم صاحب المزامير " لا يَفتَدي أَخٌ أَخاه ولا يُعطي اللّهَ فِداه: فِديةُ نُفوسِهم باهِظة وهي لِلأبدِ ناقِصَة. أَ فبَعدَ ذلِكَ لِلأَبَدِ يَحْيا والهوةَ لا يَرى؟ "(مزمور 49: 8 -10). لا يستطيع أحد أن يدفع ثمنًا للحياة الأبدية أو أن يعيش للأبد. ولا تستطيع جميع الكنوز الأرضيَّة أن تحميه من الموت، لأنَّنا إن لم نزهد في نفوسنا، فإننا نصنع سجوننا بأنفسنا، لأنَّنا نبدأ في الموت روحيًا وعاطفيًا، ونخسر هدفنا المنشود. يريدنا يسوع أن نختار إتباعه ولا يريدنا أن نختار حياة الخطيئة وإرضاء الذَّات. من يهتم بحياته فقط، فلن يجد الضَّمان. فمن رفض الصَّليب ربح العَالَم وخسر الأبدية، كما ترنَّم صاحب المزامير " تِلكَ طريقُ المُعتَدِّينَ بِأَنفُسِهم وعاقِبَةُ الرَّاضينَ بِمَصيرِهم. كالغَنَمِ تُرِكوا في مَثْوى الأَمْوات والمَوتُ يَرْعاهم والمُستَقيمونَ يَسودونَهم. في الصَّباحِ تَتَلاشى صورَتُهم ومَثْوى الأَمواتِ سُكْناهم" (مزمور 49: 14 -15). أمَّا عبارة "الَّذي يَفقِدُ حَياتَهُ في سبيلي فإِنَّه يَجِدُها " فتشير إلى من يقبل أن ينظر إلى الحياة نظرة الله نفسه ويقبل أن يتبع المسيح في بذل الذَّات حتى الصَّليب، ويتقدَّم للاستشهاد ويقدِّم جسده ذبيحة حيَّة، أو يقمع جسده ويستعبده، أو يصلب أهواءه وشهواته، فانه يُخلص حياته. وفي هذا الصَّدد يقول يوحنا الرَّسُول "لا تُحِبُّوا العَالَم وما في العَالَم. مَن أَحَبَّ العَالَم لم تَكُنْ مَحَبَّةُ اللهِ فيه. لأَنَّ كُلَّ ما في العَالَم مِن شَهوَةِ الجَسَد وشَهوَةِ العَين وكِبرياءِ الغِنى لَيسَ مِنَ الآبِ، بل مِنَ العَالَم. العَالَم يَزولُ هو وشَهَواتُه. أمَّا مَن يَعمَلُ بِمَشيئَةِ الله فإِنَّه يَبْقى مَدى الأبد"(1يوحنّا 12: 15-17). يستعمل متى الإنجيلي معنيان متقابلان: خلص حياته، فقد حياته، وهذ يعني أنّ من كان شريكًا للمسيح في الألم والعَذاب والموت كان شريكًا له في القيامة والحياة. نعرف أنَّ آلامنا تخلصنا، كيف؟ إن آلامنا تُصبح لها مفعولٌ خلاصي إن هي اندمجت مع آلام المسيح. وفي الواقع، عندما نقدِّم حياتنا لخدمة يسوع نكتشف الهدف الحقيقي للحياة. أمَّا عبارة " يَجِدُها" فتشير إلى حياة ابديه يجدها المؤمن في العَالَم الآتي. فمن يكرّس حياته في خدمة المسيح في هذا العَالَم يجدها في الحياة الأبدية. ومن يرضى بأن يفقد نفسه، مقدمًا إيَّاها "ذَبيحَةً حَيَّةً مُقَدَّسةً " (رومة 12: 1) وأن يصَلَب جسده " وما فيه مِن أَهْواءٍ وشَهَوات" (غلاطية 5: 24) سيكون جزاءه في المَجْد السَّماوي، كما جاء في تعليم يسوع " أَنتُم أَيضاً تَحزَنونَ الآن ولكِنِّي سأَعودُ فأَراكُم فتَفَرحُ قُلوبُكم وما مِن أَحَدٍ يسلُبُكم هذا الفَرَح " (يوحنا 22:16) وقد اكّد بولس الرَّسُول هذ القول "لأَنَّنا، إِذا شارَكْناه في آلامِه، نُشارِكُه في مَجْدِه أَيضًا" (رومة 8: 17). ومن المتناقضات الظاهرية إن الخضوع للرب هو ربح أكيد لا يفنى. ليست الحياة في الأخذ أو الاحتفاظ، بل في العطاء والبذل. عندما نتبع يسوع إلى النهاية فنحن لا نتبعه إلى الموت فقط، بل إلى المَجْد، حيث إنَّ فقدان الحياة من أجل المسيح هو الحياة. هذه الآية هي من أقوال يسوع الأكيدة لأنها تتكرر في الإنجيل 6 مرات (متى 10: 39، 16: 25، ومرقس 8: 35، ولقا 9: 24، 17: 33 ويوحنا 12: 25). هل نحن مستعدّون إن نموت لأجل المسيح الذي يفتح لنا أبواب الحياة الأبدية؟ ها نعلم إنَّ الخسارة لأجل المسيح هو ربح؟ وان بالعار وبالصَّليب نحصل على إكليل المَجْد؟



رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
لا عجب، المسيح دُعي يسوع هوَ الَّذي يُخَلِّصُ شَعبَه مِن خَطاياهم
لِأَنَّ الَّذي يُريدُ أَن يُخَلِّصَ حَياتَه يَفقِدُها
لأَنَّ الَّذي يُريدُ أَن يُخَلِّصَ حَياتَه يَفقِدُها
لأَنَّ الَّذي يُريدُ أَن يُخَلِّصَ حَياتَه يَفقِدُها
لـكِنَّ قَائِدَ الـمِئَةِ كَانَ يُريدُ أَنْ يُخَلِّصَ بُولُس


الساعة الآن 01:19 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024