|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
البعض يعترض على السفر ويقول كيف إنسان يهودي أن يُربي كلبًا وهو من الحيوانات النجسة. ويحاول أن يؤكد كلامه فيستشهد ويذكر الآية التي تقول "لا تدخل أجرة زانية ولا ثمن كلب إلى بيت الرب إلهك عن نذر ما لأن كليهما رجس لدى الرب (تث23: 18)".
* نعم الشريعة لا تطالب بنذر أجرة الزانية ولا ثمن الكلب حيث المقصود به هنا هو الرجل الشاذ جنسيًا - أي المأبون - حيث كانت تنتشر هذه العادات كجزء من عبادة الأوثان. ولذلك أطلق لفظ رجس ولم يقل الكتاب المقدس نجس. فكلمة نجس تطلق على ما يقال في المستقذر (عقلًا وشرعًا)(6). أما كلمة رجس تطلق على ما يقال في المستقذر (طبعًا)(7)، فحيث أنها من منطلق العادة القذرة لذلك سماها الكتاب المقدس رجس لدى الرب ولذلك جاءت ترجمة هذه الآية في الترجمة الحديثة للكتاب المقدس هكذا: "لا يكن من بنات بني إسرائيل ولا من بنيه بغي أو مأبون في هياكل العبادة لا تدخلوا إلى بيت الرب إلهكم أجرة بغي - زانية - ولا مابون - كلب - لنذرٍ ما ولأن كليهما رجس لدى الرب إلهكم (تث23: 18، 19)"(8). أما إطلاق أسماء بعض الحيوانات كصفة للبعض فهذا واضح جدًا على مستوى الكتاب المقدس وفي الحياة العامة ويكفي لذلك عندما قال السيد المسيح للمرأة الكنعانية: "ليس حسنًا أن يؤخذ خبز البنين -أي الإسرائيليين- ويُطْرَح للكلاب -أي للأمم- (مت 15: 26، مر 7: 27)". وقال عن هيرودس: "أذهبوا وقولوا لهذا الثعلب (لو 13: 32)". والشريعة أيضًا كانت تسمح بتربية الحيوانات النجسة ويقدم عن أبكارها فدية ويوضح ذلك سفر اللاويين حيث يقول: "وإن كان بهيمة نجسة مما لا يقربونه قربانًا للرب يوقف البهيمة أمام الكاهن فيقومها الكاهن جيدة أم رديئة فحسب تقويمك يا كاهن هكذا يكون. فإن فكها يزيد خمسها على تقويمك (لا 27: 11- 13). وفي سفر العدد يزيده إيضاحًا فيقول: "كل فاتح رحم من كل جسد يقدمونه للرب من الناس ومن البهائم يكون لك -أي لهرون رئيس الكهنة- غير أنك تقبل فداءه -وفداءه من ابن شهر تقبله حسب تقويمك فضة خمسة شواقل على شاقل القدس. هو عشرون جيزة (عدد 18: 15، 16)". أما لو لم يفتديه يكسر عنقه فيقول في ذلك: "أما بكر الحمار فتفديه بشاة. وأن لم تفديه تكسر عنقه (خر 13: 13)". ويؤكد هذا الكلام مرة ثانية فيقول: "لي كل فاتح رحم. وكل ما يولد ذكرًا من مواشيك بكرًا من ثورٍ وشاةٍ. وأما بكر الحمار فتفديه بشاة. وإن لم تفده تكسر عنقه، كل بكر من بنيك تفديه. ولا يظهروا أمامي فارغين (خر 34: 19، 20)". ومن هذا المنطلق كان الشعب يربي بعضًا من الحيوانات النجسة ولكن لا يقدم منها للرب تقدمات أو بكور أو نذور ولهذا كان الشعب يستعمل هذه الحيوانات ولم تكن تنجسه مثال ذلك:- السيد المسيح نفسه ركب على أتان وجحش ابن أتان ودخل إلى الهيكل مباشرة ولم ير في ذلك أي نجاسة هو أو الكهنة المسئولين عن الهيكل (قارن مت 21: 1- 17 ومر11: 1 ولو 28- 46). وكان قضاة بني إسرائيل يركبون على أتن صُّحُر (قض 5: 10، 10: 4، 12: 14). وعند تمليك داود الملك وأقام وليمة الملك كانوا يأتون بالخبز على الحمير والجمال والبغال والبقر (أي 12: 40) ومن ضمن قطعان مواشي داود الملك نجد الجمال والحمير (1 أي 27: 30).كان لدى سليمان قرودًا وطواويس وخيال وبغال (1 مل 10: 22، 25). وكان من عادة الرعاة تربية الكلاب للحراسة حيث يقول في ذلك أيوب الصديق: "وأما الآن فقد ضحك عليًّ أصاغري ايامًا الذين كنت أستنكف من أجعل آباءهم مع كلاب غنمي (أي 30: 1)"، وإشعياء النبي يقول: "مراقبوه عمي كلهم لا يعرفون كلهم كلاب بكم لا تقدرون أن تنبح (إش 56: 10)". ولذلك نجد الكلاب التي لحست دم نابوت اليزرعيلي (1 مل 21: 19) ودم أخاب ملك إسرائيل (1 مل 22: 38) والكلاب التي أكلت جثة إيزابل عند مترسة يزرعيل (2 مل 9: 35- 37). والكلاب التي كانت تلحس قروح لعازر المسكين (لو16: 21). ومن المستحيل أن تكون كل هذه الكلاب كلاب ضالة. وبالإضافة إلى كل ذلك نجد الأنبياء كثيرًا ما يأخذون بعض الاستعارات والتشبيهات من الكلاب. فكيف يستطيع العامة فَهْم ذلك لو لم يكن يرونها دائمًا؟! ومع أن الناموس كان يسمح بتربية الحيوانات النجسة إلا أنه لم يكن يسمح إطلاقًا بأكل لحمها. وبذلك لا نجد أي خطأ في تربية كلب لدى طوبيا واصطحابه معه في رحلاته. |
|