يسوع باب الإيمان والخلاص
قال الرب يسوع: "الحقّ الحقّ أقول لكم:
أنا باب الخراف، من دخل مني يَخلُص
(يوحنا ١٠: ٧-٩).
ماذا يريد أن يقول لنا يسوع من خلال هذه الآيات؟
يريد أن يقول أنّه جاء ليفتح الباب الذي كان مغلقًا أمامنا بسبب ابتعادنا عن الله. هو نفسه الباب المفتوح على مصراعيه ليستقبلنا لندخل ونجد فيه راحتنا وسعادتنا. فلنَعترف به إذًا ولندخل ونسكن فيه بطمأنينة وفرح. "جميع الذين جاؤوا قبلي هم لصوص وسارقون"... (يوحنا ١٠: ٨). ويعني يسوع بذلك: "كلّ مَن جاء خارجًا عنّهُ". هنا نتسأل من جاء قبله؟
جاء الأنبياء والمرسلين، فهل كانوا لصوصًا وسارقين؟
لا، أبدًا. لأنّهم لم يأتوا خارجًا عن المسيح بل كانوا معه. أرسلهم أمامه مثل المرسلين، لكنّه كان يحمل بين يديه قلب مرسليه ... ولذلك قال: "أنا هو الطّريق والحقّ والحياة" (يوحنا ١٤: ٦). إذا كان يسوع هو الحقّ، فمَن كان في الحقّ كان معه. أمّا مَن جاء خارجاً عنه، خارجاً عن الحق والصدق، فهم على العكس لصوص وسارقون، لأنّهم لم يأتوا إلاّ لينهبوا ويُميتوا. قال يسوع: "لكنّ الخراف لم تُصغِ إليهم" (يوحنا ١٠: ٨).
الأبرار في العهد القديم آمنوا أنّه سيأتي المسيح المُخلّص، المسيح الفادي، كما نحنُ نؤمن أنّه أتى وسيأتي ليدين الأحياء والأموات. ما بين العهد القديم والجديد تغيّرت الأزمنة، لكنّ الإيمان لم يتغيّر... الإيمان نفسه، يجمع بين مَن آمن أنّه سيأتي ومَن يؤمن أنّه أتى. ونحن نراهم كلّهم يدخلون في أوقات مختلفة، من خلال الباب الوحيد للإيمان، أي عبر المسيح يسوع، باب الإيمان والخلاص...
نعم، كلّ مَن آمن في الماضي في أيّام إبراهيم أو إسحق أو يعقوب أو موسى أو البطاركة أو الأنبياء الآخرين الذين أعلنوا جميعًا مجيء المسيح، هؤلاء كانوا من خرافه الحقيقيين. سمعوا من خلالهم المسيح نفسه، وليس صوتًا غريبًا، سمعوا صوته الحنون العذب وعرفوه أنّه هو: الراعي المُخلص والمُحبّ لخرافه ورعيته "الذي يبذلُ نفسه في سبيلهم" (يوحنا ١٠: ١٥) و"لتكون لهم الحياة، وتفيض فيهم" (يوحنا ١٠: ١٠).