رأى هؤلاء التلاميذ الاربعة في يسوع ملكوت الله في متناول اليد، فغيّروا حياتهم، إذ تخلوا عن نظرتهم الى العالم، من أجل مخطط الله. ومخطط الله هو تهيئتهم ليُصبحوا شهوداً للتدبير الخلاصيّ الذي جاء يُتمّمه يسوع المسيح، فيكرزوا بمحبّة الله ورحمته لبني البشر.ودفعتهم دعوته الى ترك أعمالهم فورا. فلم يحاولوا الاعتذار بان الوقت لم يكن ملائماً، بل تركوا عملهم في الحال وتبعوه. ويُعلق القديس يوحنا الذهبي الفم "انظروا بإعجاب إلى إيمان التلاميذ وطاعتهم. سمعوا في منتصف عملهم نداء يسوع، فلم يتردّدوا لحظة ولم يقولوا: "دعنا ندخل إلى المنزل لنكلّم أقاربنا". كلاّ، بل تركوا كلّ شيء وتبعوه، كما فعل أليشاع مع إيليّا (1ملوك 19: 20). هذه هي الطاعة التي يطلبها المسيح منّا، بدون أيّ تردّد، حتّى لو كانت تضغط علينا أمور ملحّة أكثر ظاهريًّا". المسيح يدعو الناس، ليس لما هم عليه، بل لما يجعلهم ان يكونوا. الشرط الاساسي للدعوة ان يكونوا مستعدِّين لطاعته، لان "لأسمى مظاهر الكرامة الإنسانية يكمن في دعوة الإنسان للاتحاد بالله وطاعته" دستور راعوي في الكنيسة في عالم اليوم، 19).