سؤال: لماذا لا نأكل السمك في يومى الأربعاء والجمعة وفي بعض الأصوام الأخرى ؟ علمًا بأنى سمعت أنهم كانوا قديمًا يأكلون السمك في يومى الأربعاء والجمعة ..؟
إن كان البعض قديمًا يأكل السمك في يوميّ الأربعاء والجمعة، فلا شك أن هذا كان خطأ منهم في فهم التعليم الكنسي، أو إنها عادة خاطئة توراثها أو تناقلها البعض. ولنبحث الأمر معًا.. صومنا هو صوم نباتي كما يعلم الكل، نمتنع فيه عن اللحوم، وعن كل طعام من مصدر حيواني. ولاشك أن الأسماك لحوم. إذن أكلها لا يتفق مطلقًا مع الصوم. وهكذا ينبغي أنك لا تتعجب من عدم أكل السمك في أيام الصوم كالأربعاء والجمعة. إنما لك أن تتعجب حقًا من أكل السمك أثناء صوم نقول إنه نباتي!
القاعدة العامة إذن هي عدم أكل السمك في الأصوام. ولكن لما كانت الأصوام كثيرة جدًا في الكنيسة القبطية، حوالي 200 يومًا في السنة، أي أكثر من نصف السنة صومًا.. لذلك سمح بأكل السمك في بعض الأصوام التي هي أصوام من الدرجة الثانية، تخفيفًا على الناس من طول فترة الصوم.. ولكن لا يسمح بأكل السمك في الصوم الكبير وفي الأربعاء والجمعة، لأنها أصوام من الدرجة الأولى. وهى في نفس الوقت أصوام سيدية: فالأربعون المقدسة صامها السيد المسيح له المجد، وأسبوع البصخة هو أسبوع آلامه. ويوم الأربعاء نتذكر فيه التآمر عليه، ويوم الجمعة نتذكر فيه صلبه.. الناس يستطيعون أن يأكلوا لحمًا كل أيام الأسبوع، ماعدا الأربعاء والجمعة، فإن أكلوا فيها سمكًا، تكون النتيجة هي أكل اللحم كل أيام الأسبوع، لأن السمك هو أيضًا لحم..! ولا يجوز أن يصل التسهيل إلى هذا المستوى.. من غير المعقول، إننا ونحن نتذكر صلب المسيح والتآمر عليه، نأكل سمكًا!! ونُرَفِّه عن أنفسنا! إن هذه الذكرى تستوجب لونًا أكبر من الزهد والنسك..
وقد سأل البعض أيضًا في إحدى المرات:
هل يؤكل السمك في عيد البشارة، وهو عيد سيدي. والمعروف أن عيد البشارة (29 برمهات) يأتي دائمًا في الصوم الكبير. (انظر المزيد عن مثل هذه الموضوعات هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و الكتب الأخرى). والإجابة هي أن الصوم الكبير لا يجوز كسرة بأي حال من الأحوال حتى بسبب عيد سيدي. كما أن كسر الصوم في هذه المناسبة دليل على عدم النفس. فكيف يصوم شخص أكثر من شهر من الصوم الكبير، ثم يستهويه السمك أثناء الصوم، في عيد البشارة؟! أين الارتفاع فوق مستوى المادة والطعام الشهي؟