قال الأب أورياما في الرأس 7 من المجلد 2 مخبراً بأن أحد الرهبان في بلاد أسبانيا، لحنقه ورجزه ضد رئيسه قد وثب عليه بحماقةٍ فقتله، وهرب الى بلاد بربريا، وهناك نكر الإيمان بالمسيح، وتزوج بأمرأةٍ. وأستسار بسيرةٍ مملؤة من المآثم، خاليةً من كل صلاحٍ. الا أنه حفظ تلاوته يومياً الصلاة المبدوة: السلام عليكِ أيتها الملكة أم الرحمة: ففي أحد الأيام اذ كان هو منفرداً عن الناس مصلياً الصلاة المذكورة، قد ظهرت له والدة الإله، فوبخته مؤنبةً، ثم حرضته مشجعةً على تغيير سيرته موعدة إياه بالمعونة، فحينئذٍ رجع هو الى بيته، ولما رأته أمرأته كائباً محزوناً قد سألته عن السبب، وهو أخبرها بأحواله مفصلاً، وبالرؤيا التي شاهدها، باكياً بدموعٍ غزيرةٍ على شقاوته، فهذه الأمرأة قد أشفقت عليه متوجعةً، وأعطته جانباً من الماال لمصروفه في رجوعه الى أسبانيا، كما أنها أرتضت معه بأن يأخذ صحبته أحد بنيه الذين أتلدوا له منها. فرجع اذاً الى ديره، ولأجل توسلاته ودموع عينيه السخية، قد قبلته من جديد رهبان جمعيته جملةً مع أبنه، حيث عاش بتوبةٍ شاقة ثابتاً على عمل البر وأخيراً مات برائحة القداسة.*