سلسلة‏ ‏الخدمة‏ (21) بقلم قداسة: البابا شنودة الثالث

[tito227]

سلسلة‏ ‏الخدمة‏ (21)

بقلم قداسة: البابا شنودة الثالث



" كل واحد سيأخذ اجرته بحسب تعبه " ( 1 كو 3 : 8 )


ولسنا نقصد هفا تعب العالم الباطل،بل التعب لأجل الملكوت
‏أما تعب العالم الباطل،فهو يشبه تعب سليمان فى أموو الرفاهية والغنى ،حيث قال بعد ذلك دثم الحفت أنا إلى كل أعمالى التى عملتها يداى،وإلى التعب الذى تعبته فى عمله،فإذا الكل باطل وقبض الريح،ولا منفعة تحت الشمسد»دجا 2 ‏: 11 ‏»أما التعب الذى تتعبه لأجل الله فهو تعبك من أجل خلاص نفسك ومن أجل بناء الملكوت.. وسوف نركن الآن على هذا التعب فى الخدمة
‏إن كل تعب تتعبه من أجل الله،هو محفوظ لك فى ملكوته.
‏بقدر ما تتعب هنا ،ترتاح فى الأبدية.وبقدر ما تحتمل هنا ،سوف تتنعم هناك.وكما قال أيوب الصديقددهناك يستريح المتعبون<،>أى 17:3 ‏<وبحسب تعبك لأجل الله:على الأرض يحسن مستواك الروحى وفى الأبدية يحسن مصيرك وهؤلاء الذين تعبوا فى بناء ملكوتهديستريحون من أتعابهم،وأعمالهم تتبعهم<ء>رؤ 14 ‏: 13 ‏<<.
‏ما أجمل قول القديس بولس الرسول عن التعب فى الخدمة:
‏أدإذن يا إخوتى الأخباء ،كونوا راسخين غير مقزعزعيؤ،مكثرين فى عمل الرب كل حين،عالمين أن تعبكم ليس باطلأ فى الر بدءد اكو 15 ‏: 58 ‏<<
‏ذلكدلأن الله ليس بظالم حتى ينسى عملكم وتعب المحبة التى أظهو تموها نحو اسمه،إذ قد خدمتم القديسين وتخدمونهمدءدعب 6 ‏: 10 ‏دعنعم،هؤلاء سوف يستقبلهم الرب بعبارته المعزية أدتعالوا إلى يا جميع
‏ا~ والحثقيلى الأحمال،وأنا أريحكمد»دمت 21:11 ‏< <أريحكم ليس على الأرض فقط،بل فى السماء أيضأ .على الأرض ترتاح ضمائركم وقلوبكم وفى السماء ترتاح أرواحكم.
‏قال بولس الرسول عن عمله فى الخدمة،أنا غرست وأبولس سقى..والفارس والساقى هما واحد ولكن كل واحد سيأخذ أجرته بحسب تعبادءد 1 ‏كو 8،6:3 ‏<<.
‏إن الأ نصبة فى الملكوت ليست واحدة فكما يقول الرسولددلأن نبعا يمتاز عن نجم فى المجددها 1 ‏كو 15 ‏: ا 4 ‏<وما دام الله سو فهديجازى كل واحد بحسب عملهدهدمت 16 ‏: 27 ‏<< ..إذن عليك أن تبذل كل جهدك فى خدمة الله، وأنت هنا على الأرض عالمأ أن الله يرقب عملك ويحسب كل تعبك كما قال لملاك كنيسة أفسس«دأنا محارف أعمالك وتعبك وصبرك..وقد احتملت ولك صبر وتعبت من أجل اسمى ولم تكل<ددوؤ 3،2:2 ‏<<
‏إن تعبك يدل على مقدار محبتك لله وملكوته فالذى يحب الله،لايسمح أن يعطى لنفسا راحة،بل يجاهد حتى يوصل كل إنسان إلى قلب الله.كما قيل عن داود النبى ونذره لإله يعقوب:ددإثى لا أدخل إلى مسكن بيتى،ولا أصعد على سرير فراشى،ولا أعطى لعينى نومأ ولا أجفانى نعاسا . .إلى أن أجد موضعا للرب،ومسكنا لإله يعقوب<ء>مز 132 ‏: 2 ‏- 5 ‏دد..فاسأل خسك:ما هو مقدار تعبك من أجل الرب؟
‏هو ذا بولس الرسول الذى تعب أكثر من جميع الرسل>> 1 ‏كو 15 ‏: 10 ‏<~ لنا بيعنا من أتعابه فى
‏الخدمةدفيقول:
فى الأتعاب أكثر فى الضربات أوفر،فى السجون أكثر
~ فى الميقات مرارأ كثيرة من اليهود خمس مرات تبلت أربعين جلدة ألا واحدة ثلاث مرات ضربت بالعصى .مرة رجمت بأسفار موارأ كثيرة بأخطار سيول، بأخطار لصوص، بأخطار مبن جنسى، بأخطار من الأمم،بأخطار فى المدينة، بأخطار فى البرية،بأخطار فى البحر بأخطار من إخوة كذبة فى تعب وكد،فى أسهار موارأ كثيرة فى جوع وعطش فى برد وعرى عدا ماهو دون ذلك:المتراكم على كل يوم الاهتمام بجميع الكنائس..دءد 2 كوا 23:1 - 28 >>
وأنت يا أخى،ما موتعبك فى الخدمة،إذا قورن بكل هذا؟
أعرف أن كل ما تتعبه فى خدمة ،مسجل لك فى سفر الحياة. حينها تفتح الأسفار فى يوم الدينونة،وحينما تكشف
كل الأعمال. ستجد كل ما عملته مسجلأ لك..حتى كأس الماء البارد الذى تقدمه لأجل الله هذا أيضأ لايضيع أجرهددمت 0 ا: 42 دكل خطوة تخطوها إلى الكنيسة أو فى افتقاد إنسان هذه أيضأ محسوبة لك،تنال أجرها فى الملكوت ..كل حبة عرق تسكبها، كل كلمة تعزية تقولها.. كل ذلك مسجل لك فى سفر الحياة ،لاتقل:أنا تعبان فى الخدمة،ولايشعو بى أحد!كلا،فإن الله يقول لك تلك العبارة التى كررها لكل ملاك من ملائكة الكنائس السبع:ددأنا عارف أعمالكدءدرؤ 3،2 دحتى إن لم تجد تقديرأ على الأرض،ستجد كل التقدير فى السماء والأعمال المخفاة سوف تظهر وتنال عليها أجرأ أكبر بل صدقنى حتى أتعابك التى قد فسيتها أنت هى محفوظة عند الله إنه يذكرها لك لن ينسدها وسوف يقول لك فى ذلك اليوم مع كل إخوتك الذين تعبوا مثلك وخدموا:
أدتعالوا يا مباركى الرب،رثوا الملك المعد لكم منذ تأسيس العالم،ءدمتىه 34:2 دد
إن الله لايمكن أن ينسى تعبك وخدمتك بل أقول إنه حتى الرسل لم ينسوا أبدأ الذين تعبوا معهم فى الخدمة.. موذا بولس الرسول يقول فى رسالته لأهل روميةدسلموا على مريم التى تعبت لأجلنا كثيرأ ..سلموا على تريفينا وترينرسا التاعبتين فى الرب.. سلعوا على برسيس المحبوبة التى تعبت كثيرأ فى الرب>> <<رو 12،6:16 >وعندما أرسل إلى تلميذه تيموثاوس أومماه أن يقيم اعتبارأ كبيرأ للزين يتعبون فى الخدمة فقال لهدأها الشيوخ المدبرون حسنأ،فليحسبوا أهلا لكرامة مضاعفة،ولاسيما الذين يتعبون فى الكلمة والتعليمدءداتىه:اادد.
فإن كان الرسول يذكر الذين تعبوا ،فكم بالأكثر يذكرهم الله.
لذلك لاتفكر أبدأ أن تعطى نفسك راحة فى خدمتك بل اتعب فى تحضير الدروس وفى الاطلاع،واتعب فى الافتقاد وفى حل مشاكل الناس.واصبر فى احتمال المقاومات التى تصادفك فى الخدمة،ولاتتوك خدمتك بسببها، اتعب فى إعادة الشار»ين من الله الرافضين التوبة،وكما قال الرسول ددخلصوا البعض

‏ط~ف،~ من الناردءديه 23 ‏<واذكر قول الكتاب:من رد خاطئأ عن ضلال طومقه،مخلص ننسا من الموت ويستو كثرة من الخطاياد»ديع 5 ‏: 20 ‏<<
‏حقأ إن النفس الحصينة التى مات ا~ لأجلها،تستحق منك أن تبذل كل تعب فى سبيل خلاصها لذلك جاهد ولا تيأس،حتى إن تأخر ثمر تعبك فى الظهور، استمر لاتترك غيرك يتعب وأن تدخل على تعبهديو 38:4 ‏دبل اشترك فى التعب،أيا كان الجهد الذى تبذله..
‏ولا تقف لتتفرج على الذين يتعبون فملكوت الله ليسر للمتفرجين. إنما الملكوت للزين يتعبون فى بنائه،تأمل كيف تعب القديس أثناسيوس الرسولى فى حفظ الإيمان وفى مقاومة الأريوسيين ،حتى أنه نفى عن كوسيه أربع مرات، وتأمل كيف تعب بولس الرسول،واستطاع أن يقول أخيرأ:ددجاهدت الجهاد الحسن،أكملت السعى،حفظت الإيمان وأخيرأ قد وضع لى إكليل البردءد 2 ‏تى 4 ‏:ادد..تأمل أيضأ كيف تعب فحميا كثيرأ لكى يبنى سور أور شليم وكيف لاقى مقاومات،وصبر عليها حتى أكمل عمله واعلم إنك فى خدمتك،سيشترك الله معك ولن يتركك تتعب وحدك.
‏ونحن نضلى فى الكنيسة ونقول للربد اشترك فى العمل مع عبيدكدوالقديسر بولس الرسول يقول عن نفسه وعن أبولسددنحن عاملان مع اللهدءداكو 9:3 ‏دد..إن الله باستمرار سيعين خدامه فى <~ خدمتهم:يعمل معهم ويعمل فيهم ويعمل بهم لذلك فى خدمتك حاول أن تكون مجرد ألة فى يد الله يعمل بها.وصل فى قلبك هذا المزمور >أإن لم ين الرب البيت فباطلأ تعب البنامون،ءدمزا 2 ‏ا:ادد
‏لذلك فالخدمة تحتاج أيضأ إلى تعب فى الصلاة لأجلها لكى يقولاها الله بعنايته ولكى تشعر بيد الله فيها،لأنك ربما تفكر أن اتعب فى الخدمة مومجرد تعب ذراعك البشرى.. كلا فقد قال الر بدبدونى لاتقد رون أن تعملوا شيئأدءديوها:هدلذلك جاهد فى أن تشرك الله معك فى الخدمة،بصلوات،بأصوام،بمطانيات.
‏وحذار من أن تبحث عن الخدمات السهلة،أو تدخل إلى الخدمة من الباب الواسع.
‏ذلك لأن كثيرين من الذين لايحبون التعب فى الخدمة يهربون من الخدمات التى تحتاج إلى جهد كبير،أو التى تصادفها بض المشاكل!ولا يقبلون إلا الخدمة السهلة وقد بيررون الأمر ببعض كلمات تواضع!كأن يقول اشخصر«دأنا أصفر من هذا الأمر أنا لم أصل إلى مستوى هذه الخدمة أنا ليست لى مواهب 0 ‏د..والرب يرفض كل هذه الاعتذارات.
‏وقال لأرمياددلاتقل إنى ولد،لأنك إلى كل من أرسلك إليه تذهب،وتتكلم بكل ما آمرك بهدءدأر 7:1 ‏<<
‏الخدمة الصعبة تظهر فيها يد الله،كما يظهر فيها بذل الإنسان وتعبه.
‏كما تظهر فيها محبته للملكوت ومحبته لخلاص الناس وعدم اهتمامه بنفسه وبراحته واستعداده لحمل ا~ فى الخدمة وعدم تذمره على الضيقات فى الخدمة..
‏و~ ~ه الخدمة لها أجو كبير.وهى التى دعا إليها الرب تلاميذه،حينما قال لهم أدها أنا أرسلكم كغنم فى وسط ذئاب<<.متى 0 ‏ا: 6 ‏ادولم يهرب تلاميذ الرب من خدمة كهذه..
‏نعم خير لنا أن نتعب لكى يستريح الناس..لا أن نستريح نحن،ونتركهم يتعبون..
‏وإلى اللقاء فى عدد أخر،نستكمل فيه أحاديثنا عن الخدمة ،إن أحبت نعمة الرب وعشنا.