دراسة علمية حديثة تؤكد طائر فم الضفدع هو الأوفر حظا على إنستغرام

[walaa farouk]

دراسة علمية حديثة تؤكد: طائر "فم الضفدع" هو الأوفر حظا على إنستغرام





أكدت دراسة علمية منشورة في دورية "آي بيرسيبشن" (i-Perception) أن طائر "فم الضفدع" (Frogmouth) هو أوفر الطيور حظا على موقع مشاركة الصور المعروف "إنستغرام" من حيث الإعجاب وإعادة النشر.

وهي نتيجة مدهشة لأن هذا الطائر بالذات يتسم بشكل غير جذاب مثل البومة وله ريش أغبر اللون مثل جذوع الأشجار الجافة وتلحظ في شكله مسحة من الحزن والتعاسة، حتى أن دراسة علمية أخرى لمجلة نيتشر (Nature) أستراليا في 2004 وصفته بأنه "أقبح طيور العالم".


لقب مرموق ومظهر غير جذاب

طيور فم الضفدع وتحمل الاسم العلمي (Podargidae)، هي فصيلة من الطيور تتبع رتبة السبديات (Caprimulgiformes)، وهي طيور ليلية تستوطن الغابات الاستوائية وتعيش في شبه القارة الهندية وجنوب شرق آسيا حتى أستراليا.

وليست تلك الطيور من فصيلة البوميات عكس شكلها الذي يشبه البومة، وتعد من أفضل الطيور في التخفي، إذ تبدو في كثير من الأحيان كأنها غصن مُتدل من شجرة بسبب لونها المُتشابه مع الأغصان الأخرى.

وما يثير الدهشة أكثر في هذه الدراسة التي نشرت في 22 أبريل/نيسان الماضي، ونشر موقع "لايف ساينس" (Live Science) تقريرا عنها، أنها منحت ذلك اللقب المرموق لهذا الطائر مع أنه لم يظهر سوى في 65 صورة فقط من إجمالي 27 ألف صورة من صور الطيور على إنستغرام!



قليلة لكنها الأكثر تفاعلا

تبرر الدراسة نتيجتها بأن "فم الضفدع" قد حصد في هذه الصور الـ65 من الإعجاب أكثر مما يفترض، وعددا من الإعجابات أكثر من أي نوع آخر من الطيور بناء على عدد المستخدمين الذين شاهدوا هذه الصور الفوتوغرافية.

وذلك وفق طريقة تحليلية وإحصائية طوّرها العالمان كاتيا توميس وروبرت هويبنر في 2020 في دراسة بعنوان "لماذا يضغط الناس على زر الإعجاب – معيار جديد للجاذبية الجمالية مستمد من بيانات إنستغرام" نشرت في دورية "سايكولوجي أوف إيثيتكس" (Psychology of Aesthetics) المعنية بعلم نفس الجمال.

وقد حللت الدراسة صور الطيور المنشورة على 9 من أشهر حسابات الطيور على إنستغرام يتابعها 3.5 ملايين مستخدم،

معيار الجاذبية الجمالية للصورة

استخدمت الدراسة معيار "الجاذبية الجمالية للصورة" الذي يعتمد على تفاعل مستخدمي الإنستغرام مع هذه الصور بالإعجاب.

لتحديد "وفرة حظ" صور الطائر على إنستغرام، قام الباحثان الألمانيان وهما كاتيا توميس من قسم علم النفس في "جامعة كونستانتس" (University of Constatnz)، وجريجو هاين ليشسينرينغ من معهد التشريح في "جامعة ينا" (University of Jena)، بحساب عدد الإعجابات المتوقعة لكل صورة بناء على وقت نشر الصورة وعدد الجمهور في هذا الحساب.

والصور التي حصلت على إعجابات أكثر من المتوقع تحصل على درجة بالزائد، أما الصور التي حصلت على إعجابات أقل من المتوقع فتحصل على درجة بالسالب أو بالناقص.



ووجدت الدراسة أن العوامل الجمالية أو الشكلية سبب في صعود الصور لأعلى في قائمة الترتيب خاصة الطيور التي لها ريش يحتوي على اللونين الأزرق والأصفر. ولم يكن غريبا أن تحقق الطيور ذات الشكل الفريد أو غير المعتاد نتائج أفضل بسبب مظهرها، مثل طائر "فم الضفدع".

ومن الطيور التي كان لها ترتيب مرتفع بعد "فم الضفدع"، اليمام الذي له ريش ملون منسدل على رأسه يشبه الشعر، والتوركو الزمردي بريش رأسه الذي يشبه التاج وأخيرا الهدهد ذو التاج الملون من الريش.

ومن الطيور التي فشلت في أن تحصد أي إعجابات الطيور البحرية وجاءت في ذيل القائمة مثل زمار الرمل وصائد المحار واللقالق والعقبان.



إنصاف الطائر المسكين

يقول الباحثان في ختام الدراسة، إن الفوز المدهش لطائر "فم الضفدع" بالمركز الأول في الترتيب يبدو كأنه نوع من الإنصاف ورد الاعتبار لهذا الطائر المسكين، بعد ما لحقه من ظلم بين الطيور.

الطريف أن معدل نشر صور الطائر زادت أكثر من السابق بفعل الدراسة نفسها، ليصبح بحق أسعد الطيور بتفاعل المستخدمين على منصات التواصل.