إذ اطمأن داود لوجود الله معه وأن نهايته ستكون مع الله في النعيم الأبدي، يشكر الله الذي عرَّفه ويعرفه الوسائل الروحية التي تعطيه الحياة مع الله، أي الصلاة والتأمل والحب للجميع.
يشكر الله أيضًا، الذي يشبعه فلا يتعلق بالعالم، أو يتذلل له، فيكون ممتلئًا دائمًا بالله وهذا بالطبع يعطيه السرور والفرح.
يرى داود أنه ما دام معتمدًا على الله الذي عن يمينه ومستندًا على قوته، لا على ذاته ولا على إمكانيات العالم، فيظل متمتعًا بنعيم عشرة الله على الأرض، ثم النعيم الأبدي بعد هذه الحياة.
المسيح الذي قام ولم ير جسده فسادًا، يقيم المؤمنين به ليحيوا معه في حياة سامية وهم على الأرض، يعطيهم أيضًا بصعوده إلى السموات فرحًا ونعيمًا معه إلى الأبد لا يعبر عنه ويفوق كل تخيل بشرى.
نعم الله إلى الأبد معناها أن الله سيظل في الملكوت يعطينا من فيض نعمه ويشبعنا، فالحياة في السماء حية ومتجددة ونامية بشكل روحي يفوق عقولنا، فهي ليست مملة على الإطلاق، بل هناك فرح يفوق كل تخيلاتنا.