|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القديس يوحنا ذهبي الفم الألم وعناية الله: كثيرًا ما وضع القديس يوحنا الذهبي الفم التساؤلات التالية وأمثالها قدام شعبه: أن كان البشر يتألمون فأين عناية الله محب البشر؟ لماذا نري الصالح متألمًا، والشرير غنيًا وصاحب سلطان؟ لماذا يسمح الله لأولاده بالتجارب والضيقات؟ وجاءت إجاباته تحوي مقالات طويلة قمنا بترجمة بعضها وتبويبها ونشرها ، كما جاءت عرضًا في بعض عظاته. ويمكننا أن نلخص أفكاره في النقاط التالية: 1. يلزمنا أن نخضع لإرادة الله بغير مناقشات كثيرة فضولية فأن مقاصد الله غير مدركة حتى بالنسبة للسمائيين. 2. الله محب البشر، حبه ليس حب عاطفي، لا يقارن بحب الأم لرضيعها أو حب الزوج لزوجته أو الحبيب لمحبوبته. أنه حب علوي فائق، غايته الدخول بالإنسان إلى شركة المجد الأبدي... لذا فهو لا يريد لنا الألم، إنما يسمح لخيرنا لتأديبنا أو تركيبنا، للدخول بنا إلى الميراث الأبدي: "إنه لدليل مزدوج علي محبة الله أن يسمح لكم بمثل هذه التجارب. هذه الكلمات تحمل تعزية عظيمة، إذ تعرفنا أن الأحزان هي من عمل الله، الضيقات من عنده". "الله أساسًا لا يعاقبنا، إنما يردنا أن نصير إلى حال أفضل". 3. الله يسمح بالآلام للصالحين، فليس أحد مساويًا للرسول بولس ومع ذلك قضى حياته في آلام مستمرة، في تنهدات ليلًا ونهارًا... ليس ثمرة خطاياه ولكن من أجل انتظار المكافأة. والأشرار يتحملون الآلام للتأديب... وفي كلتا الحالتين نشكر الله لأنه لا يسمح بذلك عن أنتقم أو كراهية بل علامة رعايته واهتمامه بنا. 4. يليق بنا إلا نضيع وقتنا بكثرة التساؤلات إنما ننتفع عمليًا، حاملين قوة جديدة خلال اتحدنا بالله، فلا يصبنا شر، إذ يقول: "أن كنت تفحص أمور الله ولا تريد الخضوع لمقاصده العميقة غير المفحوص. أن حصرت هدفك في مجرد التساؤلات المملوءة فضولًا. فأنك تظل تتساءل عن أشياء أخرى كثيرة... مع أنه كان يجدر بنا لا أن نبحث في هذا كله بل نسلم لحكمة الله غير المدركة. فأن الإنسان المحب الملتصق بالله علي الدوام لا تؤذيه الأمواج مهما كثرت هذه، بل على العكس يخرج منها بقوة جديدة. أما الإنسان الضعيف المتخاذل فأنه يسقط كثيرًا حتى ولو لم يوجد ما يضايقه". |
|