معاً 3 أيام صوم يونان-الأربعاء 4 فبراير 2015

[nasser]

صلاة يونان
الأربعاء 4 فبراير

إن صلاة يونان هى المزامير الجديدة للسائرين فى طريق الجلجثة والتى حتماً تُردد قرارها فى السماء كل الرواح المُبرّرة فى المجد.إنها السُلّم الجديد الذى نرتفع عليه لكى نطل خلسة إطلالة سريعة على المجد المُعدّ.
نعم هكذا يُغتصب ملكوت السموات بصلاة كصلاة يونان وهو فى عمق الهاوية.
اليوم هو يوم التوبة الغاصبة لميراث القديسين وميراث ابن الله.
اليوم مفهوم جديد لمعنى الكرازة بالبذل حتى الدم.
اليوم دعوة للكارز ليسلك طريق النجاة لنفسه وشعبه للراعى والرعية.
هذه نينوى تعطينا صورة حاسمة لكل دقائق ومعنى استرضاء وجه الله.
يارعية الله صغيرها وكبيرها شيخها وطفلها مريضها وسليمها هذه نينوى أمامنا آية.
وياكارزى المسكونة وياواعظى الكنيسة هوذا يونان لكم اليوم مَثَل يُجتذى كيف كان؟ وماذا صار؟ فيونان قبل أن يدخل محنة الموت بلياليها ما كان نافعاً لا لنينوى ولا لنفسه حيث كان سيذهب إلى ترشيش ليأكل الخرنوب مع الخنازير.
وهاهوذا يونان بعد أن صلى من عمق التجربة وأهوال الموت يُرينا كيف جاز التجربة حتى النهاية وصار يونان كارزاً بشبه المسيح وحُسب له موته بشبه فداء.وهكذا تكرّم يونان بهذه التجربة فصار هو النبى الوحيد الذى أخذه المسيح ليضعه نموذجاً لموته وقيامته وآية للتائبين.
صوت الرب يقول ليونان:اذهب وبشّرها لأن شرها صعد أمامى.فهرب ونزل فى بطن الماء وبقى فيه ثلاثة أيام.وهذا يبدو سفر يونان كل سطر وكلمة فيه تشير إلى المسيح بصورة قوية جداً.وهنا يمكن اعتبار يونان بمثابة يوحنا المعمدان فى العهد الجديد الصارخ ليُعد طريق الرب.
يونان رمز حىّ بشخصه يمثل المسيح.
عماد المسيح دفع به إلى الأربعين المقدسة والأرعين إلى الصليب ثم القيامة تماماً كما نزل يونان الماء ثم ذهب لنينوى كارزاً لها بالتوبة قائلاً:إن المدينة ستهلك بعد أربعين يوماً-كأنما هنا إشارة خفية أن الأربعين يوماً هذه مهمة فى تحديدات الله-وكأنها وفاء أقصى مدة مُحددة للهلاك.لكن الرب وفّاها وقضاها فى صومه الأربعينى عن البشرية كلها.
وضعت الكنيسة سفر يونان أمام أعيننا لكى نستوعبه لأنفسنا لأن ليونان ونينوى رسالتين فى حياتنا.فيونان يضع لمسات صورة المسيح القادم من بعيد.ونينوى تبكتنا بشدةرجال نينوى سيقوم فى الدين مع هذا الجيل ويدينونه جيل شرير وفاسق يطلب آية ولا تُعطى له آية إلا آية يونان النبى).
(هذا الجيل) لا يقصد به الوحى زمن جيل المسيح فحسب ولكن كل جيل فيه الشرير والفاسق يكون هو(هذا الجيل).إنه جيل قايين وجيل يهوذا الجيل الصالب هو ممتد حتى اليوم.