رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ماذا تعرف عن متلازمة التحذلق النحوي ؟ ماذا تفعل إن كُنت تعاني من متلازمة التحذلق النحوي؟إن كُنت تشعر بالغضب والانزعاج عند قراءة نصوص لغوية تحتوي على أخطاء نحوية، أو يُزعجك قراءة مذيع الأخبار لخبرٍ ما بخطأ نحوي واضح، فمن المُحتمل أنك تُعاني من متلازمة التحذلق النحوي! ما هي متلازمة التحذلق النحوي ؟ يوميًا، بينما تتصفّح الأخبار عبر الإنترنت أو تستمع إلى المذياع أو حتى إلى مذيع الأخبار على المحطات التلفزيونية، لا بدّ أن تعثر على خطأ نحوي واحد على الأقل. فالأخطاء النحوية متواجدة بكثرة في حياتنا، لكن معظم الناس يمرّون عنها مرور الكرام بدون إبداء اهتمام كبير. إلا أن جزءًا آخر من الناس يُصيبهم ضيق شديد وذُعر عند اكتشاف خطأ نحوي وعدم تصحيحه. هؤلاء ممّن يترصّدون أحاديث الناس في الاجتماعات واللقاءات المختلفة، يقفون كشرطي اللغة على الكلام في محاولة لالتقاط خطأ نحوي واحد، وإثبات قدراتهم المرتفعة وكفاءتهم في علوم اللغة والنحو بتصحيح هذا الخطأ! هذه الفئة من الناس عادةً ما يُعانون من متلازمة التحذلق النحوي grammar pedantry syndrome. ليس من الغريب أن الأشخاص الذين يُعانون من متلازمة التحذلق النحوي غالبًا ما يُصبحون مصحّحين ومحررين مُبدعين، ويكونون قادرين على اكتشاف الأخطاء النحوية بسرعة ودقة كبيرة. لكن وعلى الجانب الآخر، عادةً ما يُنظر إليهم بأنهم أشخاص مُزعجين وغير محبوبين، ويبتعد الناس عنهم في الاجتماعات واللقاءات لكثرة تعليقاتهم اللغوية. فهل يُمكن اعتبار هذه المتلازمة من مظاهر الافتخار والتباهي؟ أم هي مرض بحاجة إلى علاج؟ ما الذي يُسبب متلازمة التحذلق النحوي؟ لسنواتٍ طويلة، كان الناس يُحاولون فهم المتلازمة وما الذي يُسببها. حاولت دراسة أُجريت في عام 2016 إيجاد علاقة بين متلازمة التحذلق النحوي وبعض الخصائص الشخصية. اتّضح أن المتلازمة لا علاقة لها بالعمر أو الجنس أو المستوى التعليمي. مع ذلك، أشارت النتائج إلى أن الأشخاص الانطوائيين كانوا أكثر عرضة للتضايق من الأخطاء اللغوية النحوية والمطبعية. كما أن هناك دراسات أخرى ربطت بين المتلازمة واضطراب الوسواس القهري. وفقًا لهذه الدراسات، قد تكون متلازمة التحذلق اللغوي شكلًا من أشكال الوسواس القهري إذا أظهر أولئك ممّن يُعانون من المتلازمة قلقًا متزايدًا تجاه الأخطاء النحوية. عادةً ما يُعاني مرضى الوسواس القهري من أفكار متطفّلة تُسبب لهم الانزعاج، ما يجعلهم قلقين أو خائفين باستمرار. نيتجةً لذلك، يطوّرون بعض الطقوس التي يُعتقد أنها تُساعدهم على التغلب على القلق إلى جانب مشاعر قوية أخرى يواجهونها. يشعر الشخص الذي يُعاني من متلازمة التحذلق النحوي بنفس الطريقة؛ لديه رغبة قوية في تصحيح كل خطأ نحوي أو مطبعي يُقابله. قد يشعر المُصاب بهذه المتلازمة بالضيق والإحباط وعدم الارتياح بعد رؤية هذه الأخطاء. لذلك، على الرغم من أن المتلازمة ليست تشخيصًا موثّقًا من قبل الأطباء، إلا أنها قد تكون أحد أعراض الوساس القهري، وهو بحد ذاته تشخيص تم التحقق منه. هذا يعتمد على كيفية شعورك تجاه الأخطاء نحوية. لا تؤثر المتلازمة بشكلٍ مباشر على الصحة البدنية، لكنها قد تؤثر على الصحة النفسية للشخص، ما يزيد من القلق العام ويجعل الشخص أكثر عصبية. في هذه الحالة، من الأفضل التحدث إلى مختص نفسي للبحث عن وسائل للتغلب على الحالة. من ناحيةٍ أخرى، إن كانت الأعراض غير مزعجة إلى حدٍ ما، فليست هناك حاجة للجوء إلى مساعدة احترافية من اختصاصي نفسي. يُمكنك ببساطة التعايش معها كأي عادة أخرى طالما أنها لم تؤثر على علاقاتك الاجتماعية. أو حتى استخدامها في صالحك! فإن كانت لديك قدرة هائلة على اكتشاف الأخطاء النحوية وتصحيحها، فأنت مؤهل لشغل وظائف عديدة في اللغة كمحرر أو مدقق لغوي. |
|