قاوم الخصام بالتسامح
احيانا ً ننظر الى حولنا واذا الناس غاضبون . وجوههم متوترة وعيونهم جاحظة ونظراتهم متنمرة . ولكل ٍ مصدر مختلف للغضب ، لا يغضبه ُ سبب ٌ واحد ، لكل واحد سبب لغضبه . وحين تسأل احدهم عن السبب ينفجر غضبه فيك ويصيبك رذاذه . وإن مددت يدك تربت على كتف احدهم تخفف حدة غضبه دفعك وابعدك . وتبتعد ، تهرب ، تتفادى الشر و تتركه يلوك غضبه ويجتر خصامه . ظروف العالم وضغوطه تقود الانسان الى الغضب والخصام ، أما عبيد الرب المؤمنون اولاد الله فيجب الا يكونوا كذلك . يكتب بولس الرسول الى تلميذه تيموثاوس في ذلك ويقول :
" وَعَبْدُ الرَّبِّ لاَ يَجِبُ أَنْ يُخَاصِمَ، بَلْ يَكُونُ مُتَرَفِّقًا بِالْجَمِيعِ " ( تيموثاوس 2 : 24 ) المسيح حين كان على الارض كان يتحنن على الجميع ويترفق بهم . رفع باعماله ومعجزاته المعاناة عن المحتاجين ، اطعم الجياع ، اشبع العطاش ، شفى المرضى ، اقام الموتى . وحين حاصره اعدائه بالكراهية والمؤامرات ، كان صبورا ً رقيقا ً مترفقا ً بهم ، لم يخاصم ولم يصح ولم يسمع احد في الشوارع صوته " قَصَبَةً مَرْضُوضَةً لاَ يَقْصِفُ، وَفَتِيلَةً مُدَخِّنَةً لاَ يُطْفِئُ " ( متى 12 : 20 ) حين كان يحل في مكان كان يطيّب القلوب ويرطب النفوس ويسعد الناس . ويوصينا بولس الرسول كما اوصى اهل افسس ويقول : " لِيُرْفَعْ مِنْ بَيْنِكُمْ كُلُّ مَرَارَةٍ وَسَخَطٍ وَغَضَبٍ وَصِيَاحٍ وَتَجْدِيفٍ مَعَ كُلِّ خُبْثٍ. وَكُونُوا لُطَفَاءَ بَعْضُكُمْ نَحْوَ بَعْضٍ، شَفُوقِينَ مُتَسَامِحِينَ كَمَا سَامَحَكُمُ اللهُ أَيْضًا فِي الْمَسِيحِ. " ( افسس 4 : ، 31 ، 32 ) لا تهرب من غضب الغاضبين ولا من سخط الساخطين ، تعامل معهم . تعامل معهم برفق ٍ واشفاق ٍ وتسامح ، بالجواب اللين الذي يصرف الغضب . الغضب والسخط والخصام يحدث مرارة ويصنع انزعاجا ً يتنجس به كثيرون . وحين تتعامل مع الغضب والخصام تعامل معه بالمحبة والشفقة والتسامح . تعامل معه بالروح القدس الذي فيك وثماره ِ التي تفيض على الناس حولك . بالمحبة ِ والفرح والسلام وطول الاناة واللطف والصلاح والايمان والوداعة والتعفف يزول الغضب وينفك الخصام وتذوب المرارة وتعود البسمة الى الوجوه والراحة الى القلوب . واجبك كمسيحي مؤمن ممتلئ ٍ بروح الله ان تواجه الغضب باللطف . قاوم الخصام بالتسامح تغلب الشر بالخير . هكذا يوصيك الله وهكذا تصفو الحياة . تتغير النفوس ويتغير العالم وتعيش في سلام .