رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أسَّس يسوع سر القربان الأقدس، بل روى جوهريّة سرّ القربان (6: 51-58). بعد تكثيره للخبز (يوحنا 6: 1-15)، وبعد عبور البحيرة الهائجة (يوحنا 6: 16-21)، يتوقف يسوع في مجمع كفرناحوم ويفسّر معجزة الخُبزِ، كاشفًا عمق سر الخُبزِ المُتجسد، سرَّ الحبِّ بين الله والإنسان وسرَّ الحبِّ بين الأخوة فيما بينهم، سر الإفخارستيا. إنّ هذا السِّرّ لا يتمّ فهمه أوّلًا ومن ثمّ الإيمان به، بل أن نؤمن به وبالتالي نفهمه. ينبغي أن نقبل السِّرّ في البداية، ونعيشه، ونجعله يصبح جزءًا من جَسَدنا ودمنا، ونُحوّله إلى حياتنا اليوميّة. وبعد أن نعيشه ونحقّقه فينا، نبدأ بفهمه. لم يبقَ للرُّسل إزاء سر الإفخارستيا إلاَّ الخيار: إمَّا أن يعلنوا إيمانهم بيسوع القرباني، وإمَّا أن يتركوه. أمَّا بطرس، هامة الرُّسل فبادر في هذه اللحظة الحرجة وقال باسم الاثني عشر "يا ربّ، إلى مَن نَذهَب وكَلامُ الحَياةِ الأَبدِيَّة عِندَك؟" (يوحنا 6: 68). نحن نقف كل يوم أمام هذا الخيار. فكل مرة نتناول القربان الأقدس ونكرِّم سر الإفخارستيا نعيش كلمات يسوع " مَن أَكل جَسَدي وشرِبَ دَمي فلَه الحَياةُ الأَبدِيَّة وأَنا أُقيمُه في اليَومِ الأَخير" (يوحنا 6: 54)، "مَن أَكَلَ جَسدي وشَرِبَ دَمي ثَبَتَ فِيَّ وثَبَتُّ فيه" (يوحنا 6: 56)، "من يأكُلُني سيَحْيا بي" (يوحنا 6: 57). إنَّ جَسَد المسيح هو بشرى العَالَم الأسمى، ولا يمكن أن نحصل على خبز أفضل منه وننال قوة وحياة أبدية "لْنَقَرِّبْ للهِ عن يَدِه ذَبيحَةَ الحَمْدِ في كُلِّ حين" (عبرانيِّين 13: 15) ولنكسر خبزنا مع إخوتنا على مثال يسوع خبز الحَياة ولنجدِّد إيماننا وحُبَّنا للإفخارستيا وللرَّب يسوع. وفي هذا الصَّدد يقول البابا فرنسيس: "ليكن عيدُ جَسَد الرَّبّ مصدرَ إلهامًا، وليُغَذِّ دائمًا في كلّ منّا الرَّغبَةَ والالتزامَ من أجلِ مُجتمعٍ مِضيافٍ ومُتَضامِن"(صلاة التبشير الملائكي الأحد، 07 حزيران 2015). |
|