رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تجارب إبليس ليسوع تشير إلى دروب العالم الخادعة التي علينا الإجابة عليها بالإيمان بالله والثقة في محبته أن تجارب إبليس الثلاث تشير إلى دروب العالم الخادعة، مذكرا بأن يسوع لم يحاور الشيطان بل أجاب عليه بكلمة الله، بالإيمان بالآب والأمانة له. تلا قداسة البابا فرنسيس ظهر اليوم صلاة التبشير الملائكي أمام الحجاج والمؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس، وتوقف في بداية كلمته إليهم عند إنجيل اليوم (لوقا 4، 1-13) الذي يحدثنا فيه القديس لوقا عن تجربة يسوع في البرية. ذكّر الأب الأقدس بأن يسوع وبعد صومه لأربعين يوما أراد إبليس تجربته ثلاث مرات، حيث دعاه أولا إلى أن يحوِّل الحجر إلى خبز (3)، ثم أراه جميع ممالك الأرض عارضا عليه السلطان والمجد (5-4)، وأخيرا مضى به إِلى أعلى الـهيكل في أورشليم سائلا إياه أن يلقي بنفسه كي يُظهر قوته الإلهية (9-11). وتابع البابا فرنسيس أن هذه التجارب الثلاث تشير إلى ثلاث دروب يدعو إليها العالم دائما واعدا بالنجاح الفائق، ثلاث دروب لخداعنا: جشع التملك، المجد البشري واستغلال الله. توقف قداسة البابا بعد ذلك عند هذه الدروب المقترحة، وفي حديثه أولا عن جشع التملك قال إن هذا هو منطق إبليس الخبيث، حيث ينطلق من الحاجة الطبيعية والمشروعة إلى الغذاء والعيش، تحقيق الذات والسعادة، ليدفعنا إلى الإيمان بأن كل هذا ممكن بدون الله، بل وضد الله. وهنا يرفض يسوع قائلا لإبليس: "مَكتوبٌ: لَيَس بِالخُبزِ وَحدَه يَحيا الإِنسان"(4)، ويؤكد هكذا، حسب ما واصل البابا فرنسيس، رغبته في ترك نفسه بثقة تامة لعناية الآب الذي يعتني بأبنائه دائما. ثم انتقل الأب الأقدس إلى التجربة الثانية، تجربة المجد البشري، مذكرا بكلمات إبليس "فَإِن سَجَدتَ لي، يَعودُ إِلَيكَ ذلكَ كُلُّه" (7). وتابع قداسته أنه يمكن فقدان الكرامة الشخصية إن سمحنا لأصنام المال والنجاح والسلطة بإفسادنا لبلوغ مكانة شخصية. وتحدث البابا فرنسيس هنا عن فرح فارغ يزول سريعا، ولهذا يجيب يسوع على تجربة إبليس: "مَكتوبٌ: لِلرَّبِّ إِلهِكَ تَسجُد، وإِيَّاه وَحدَه تَعبُد" (8). وفي حديثه عن التجربة الثالثة، أي استغلال الله من أجل المصلحة الشخصية، ذكّر قداسة البابا فرنسيس بان إبليس، مذكِّرا بما هو مكتوب، يدعو يسوع إلى أن ينتظر من الله معجزة مدهشة، فيرفض يسوع مجدَّدا بإصرار قاطع على البقاء متواضعا وواثقا أمام الآب، ويقول: "لقَد قيل: لا تُجَرِّبَنَّ الرَّبَّ إِلـهَكَ" (12). وقال البابا فرنسيس في هذا السياق إن يسوع يرفض هنا أكثر التجارب خبثا على الأرجح، أي استغلال الله بأن نطلب منه نعمة تهدف في الواقع إلى إرضاء غرورنا. إن هذه الدروب التي تُطرح أمامنا لإيهامنا بإمكانية بلوغ النجاح والسعادة من خلالها، تابع الأب الأقدس، غريبة تماما عن أسلوب عمل الله، بل هي تفصلنا عن الله لأنها أعمال إبليس. وأضاف قداسته أن يسوع في مواجهته هذه التجارب بشكل شخصي قد هزمها ثلاث مرات ملتصقا بالكامل بتصميم الآب، ويقدم لنا هكذا الحلول: الحياة الداخلية، الإيمان بالله، واليقين بمحبته، اليقين بأن الله يحبنا، بأنه الأب، ذلك اليقين الذي يجعلنا ننتصر على أية تجارب. هذ وأراد البابا فرنسيس التشديد على أن يسوع في إجابته على تجارب إبليس لم يتحاور معه بل لجأ إلى كلمة الله فقط، وهذا يعلمنا أنه ليس هناك حوار مع الشيطان، لا يجوز أن نتحاور معه، بل علينا الإجابة فقط بكلمة الله. ودعا البابا فرنسيس في ختام كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي ظهر اليوم الأحد إلى الاستفادة من زمن الصوم كزمن مميز للتطهر واختبار حضور الله المعزي في حياتنا. وطلب قداسته شفاعة مريم العذراء، أيقونة الأمانة لله، كي تعضدنا في مسيرتنا وتساعدنا على رفض الشر دائما وقبول الخير. |
|