مصالحة مع الله بواسطة الكنيسة
إن اسرار التنشئة ، أي المعمودية والميرون والافخارستيا ، تكوّن إنساناً مخلصاً ومؤلهاً من خلال إشراكه في سر تجسد وموت وقيامة يسوع المسيح . لكن الإنسان مهدد دائماً ، كما آدم عند خروجه من يد الله ، بالابتعاد عن الله بالخطيئة التي تشوه صورة الله من جديد وتفقده بنوته له ، أي ترجع به إلى الهلاك التي كان عليها وتضعه خارج جماعة المؤمنين التي في داخلها يتم العمل الخلاصي . في هذه الحال ، يتحتم على المؤمن الخاطئ أن يقوم بعمل مصالحة جديدة مع الله ، ترجعه إلى الحالة التي كان عليها يوم خرج من جرن المعمودية ومن مسح الزيت ، زيت الميرون ، فيموت من جديد مع المسيح عن الخطيئة ليقوم معه مصالحاً مع الله . علامة هذه المصالحة هي قبوله في جماعة المؤمنين التي في حضنها فقط يمكن للمؤمن الاشتراك بسر موت المسيح وقيامته . فمصالحة المؤمن الخاطئ مع الله عمل يقوم به الخاطئ بالتضامن مع جماعة المؤمنين ، يقر هو بخطيئته أمام الله وأمام الكنيسة ، نادماً عليها ، طالباً من الكنيسة أن ترجعه إلى الله وتصالحه معه . تقبله الكنيسة وتشركه من جديد في سر موت المسيح عن الخطيئة وانتصاره عليها بقيامته .