العين الباكية
داود في توبته بكى كثيرًا، وامتلأت مزاميره بالأنين والدموع والحزن على خطاياه. وفي المزمور يقول: "تَعِبْتُ فِي تَنَهُّدِي. أُعَوِّمُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ سَرِيرِي بِدُمُوعِي. أُذَوِّبُ فِرَاشِي" (مز6: 6). كما يقول الكتاب: "يَا لَيْتَ رَأْسِي مَاءٌ وَعَيْنَيَّ يَنْبُوعُ دُمُوعٍ فَأَبْكِيَ نَهَاراً وَلَيْلاً قَتْلَى بِنْتِ شَعْبِي" (أر1:9).
ويقول القديس يوحنا الدرجي: }العين الباكية هي جرن متجددة لمعمودية التوبة{. كأن العين أصبحت مثل جرن المعمودية، جرن متجددة لمعمودية التوبة.. ونحن في صلاة الخدمة الثانية من نصف الليل نقول: }أعطني يا رب ينابيعدموع كثيرة، كما أعطيت منذ القديم للمرأة الخاطئة. واجعلني مستحقًا أن أبل قدميك اللتين أعتقتاني من طريق الضلالة{، أريد يا رب أن أغسل قدميك بالدموع.
إذا كان إنسان يصلى صلاة نصف الليل وفي الخدمة الثانية يعوِّم مكان الصلاة بالدموع، ويقول مع داود النبي: "أُعَوِّمُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ سَرِيرِي بِدُمُوعِي" (مز6:6).. هذا الإنسان يكون قد عاش بحق حياة التوبة، بل يمارس حياة التوبة باستمرار. يقول القديس الأنبا أنطونيوس: }أوقد سراجك بدموع عينيك{. ويقول أنبا موسى الأسود} :ينبغي لنا أن نجتهد بقدر استطاعتنا بالدموع أمام ربنا ليرحمنا بتحننه لأن الذين يزرعون بالدموع يحصدون بالفرح{.