منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 10 - 03 - 2024, 01:12 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,202

إننا ندرك أن الحكمة الإلهي يطلب جمال النفس الفائق الذي من عمله




وأحببتها فوق العافية والجمال،
وآثرت أن اَتَّخذها قبل النور،
لأن النور الصادر منها لا يخفت. [10]
في رسالة بعثها القديس يوحنا الذهبي الفم إلى صديقه في الحياة النسكية ثيؤدور، إذ أغواه جمال امرأة شابة حسنة الصورة تدعى Hermoine، فسقط في حبها ورغب في الزواج منها. أشار فيها إلى اهتمام الإنسان بجمال الجسد، بينما يطلب الله جمال النفس الفائق، وهو في قدرة المؤمن بالنعمة الإلهية.


* حقًا لقد ثبَّت الله الجمال الجسدي في حدود الطبيعة (أي لا يقدر الإنسان على تشكيل جسده)، أما نعمة الروح فتُعتق من الحبس والعبودية، صاعدة من هذه الحالة، بقدر ما تسمو كثيرًا عن أي تناسق جسدي، وهي تعتمد في ذلك علينا (أي إرادتنا) وعلى نعمة الله.
فسيدنا، بكونه رحيمًا، شرّف جنسنا في هذا الطريق الخاص، تاركًا للطبيعة أن تختص بتشكيل الأمور الصغيرة (الجسد) التي لا تساهم كثيرًا في نفعنا. تحت سلطانها أمور غير هامة، أما نحن فجعلنا فنانين فيما يختص بالأمور التي هي بحق هامة (أي بإرادتنا نُسلِّم لنعمة الله أن تشكل النفس وتجمِّلها).
فلو ترك الله لنا أن نشكل أجسادنا، لأصبحنا في قلق متزايد، وأضعنا كل أوقاتنا في أمور لا تنفع، وبالتالي كنا نهمل الروح إهمالًا زائدًا.
وبالرغم مما نحن عليه، من عدم إعطائنا هذا السلطان (في اختيار وتشكيل أجسادنا)، نقوم بمجهودات جبارة، وإذ لا نقدر أن نحصل على جمال جسداني حقيقي، ندبِّر بدهاء تقليدات كثيرة، باستخدام المساحيق والأصباغ، والتزين بشعر مستعار، والحُليّ، واستخدام أقلام للحواجب... وكثير من الحيل. فلو أعطيت لنا القدرة على تشكيل الجسد تشكيلًا حقيقيًا، فهل سيكون لنا الوقت الذي نخصصه للنفس وللأمور الخطيرة؟!
لو فرضنا أن هذا هو عملنا، ما كان لنا عمل آخر، بل كنا نقضي كل زماننا فيه، نزين الجارية (الجسد) بزخارف لا حصر لها، تاركين سيدتها (النفس) في حالة مشوهة ومهملة. لهذا السبب أعفانا الله من العمل غير المفيد، واضعًا فينا قوة العمل في العنصر النبيل (النفس).
فمن لا يقدر أن يغير جسده القبيح إلى شكل جميل، يستطيع أن يسمو بالنفس، حتى ولو كانت قد انحدرت إلى أقصى حدود القبح، ليصل بها إلى قمة الجمال. ولا يجعلها محبوبة ومرغوبًا فيها من الصالحين فحسب بل ويجعلها من الله ذاته سيد الكل وإلههم يقول المرتل عندما نطق بخصوص هذا الجمال: "فيشتهي الملك حسنك" (مز45: 11).
القديس يوحنا الذهبي الفم
إننا ندرك أن الحكمة الإلهي يطلب جمال النفس الفائق الذي من عمله، فلا ننشغل بجمالنا الجسدي.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
أي بركة لا يقتنيها ذاك الإنسان الذي يطلب هذه الحكمة ويتقبلها من الرب
إننا قدر ما نستطيع نتأمل العلة الخالق خلال العنصر الإلهي فينا
إننا نحترم العقل ولكننا في نفس الوقت ندرك حدود النطاق الذي يعمل فيه
إننا لا نقدر أن ننطلق إلى الملكوت لنرى المجد الإلهي إلا خلال كلمة الله
إننا لن ندرك روعة الجمال في الطبيعة


الساعة الآن 01:52 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024