رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
العذراء القديسة الوفية عندما عاتبت العذراء الرب يسوع بسبب بقائه في أوروشليم، لإنشغاله في مناقشة المعلمين هناك، قالت له: "... يَا بُنَيَّ، لِمَاذَا فَعَلْتَ بِنَا هكَذَا؟ هُوَذَا أَبُوكَ وَأَنَا كُنَّا نَطْلُبُكَ مُعَذَّبَيْنِ!" (لو 2: 48). نلاحظ في حديثها، أنها قدمت القديس يوسف النجار في الكرامة على نفسها، وأنها لقبته أبوك، مع أنه لم يكن أب للرب يسوع بالجسد، لأنه حُبل به بالروح القدس، كقول الملاك: "... اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ، فَلِذلِكَ أَيْضًا الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ" (لو 1: 35). ولكن العذراء أعطته كرامة، الأب كما كان ظاهرًا أمام الناس. لم تحرمه العذراء من هذا اللقب احترامًا، وعرفانًا بفضله في حماية ورعاية العائلة المقدسة. إن إعطاء الكرامة لمن له الكرامة واجب، كقول الكتاب: "فَأَعْطُوا الْجَمِيعَ حُقُوقَهُمُ: الْجِزْيَةَ لِمَنْ لَهُ الْجِزْيَةُ. الْجِبَايَةَ لِمَنْ لَهُ الْجِبَايَةُ. وَالْخَوْفَ لِمَنْ لَهُ الْخَوْفُ. وَالإِكْرَامَ لِمَنْ لَهُ الإِكْرَامُ" (رو13: 7). إنَّ تسمية العذراء ليوسف النجار بكلمة "أبوك" فيها إشارة أيضًا لمناداة الرب يسوع ليوسف النجار بالقول: "يا أبي" إنه الوفاء الذي ملأ قلبها... وبالطبع كانت العذراء تعطي يوسف النجار كرامة واحترام. لقد أكدت السماء أحقية يوسف النجار في تلقي الكرامة من العذراء كعائل لها (مع أنه لم يكن زوجًا لها) حين قال له الملاك في الحلم: "... يَا يُوسُفُ ابْنَ دَاوُدَ، لاَ تَخَفْ أَنْ تَأْخُذَ مَرْيَمَ امْرَأَتَكَ. لأَنَّ الَّذِي حُبِلَ بِهِ فِيهَا هُوَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ" (مت 1: 20). وقد أكدت السماء أيضًا دور يوسف النجار كأب في رعاية عائلته حين أمره الملاك، قائلًا: "... قُمْ وَخُذِ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ وَاهْرُبْ إِلَى مِصْرَ، وَكُنْ هُنَاكَ حَتَّى أَقُولَ لَكَ. لأَنَّ هِيرُودُسَ مُزْمِعٌ أَنْ يَطْلُبَ الصَّبِيَّ لِيُهْلِكَهُ" (مت 2: 13). لذلك استحق يوسف النجار أن يخضع له الرب يسوع كابن، كقوله: "ثُمَّ نَزَلَ مَعَهُمَا وَجَاءَ إِلَى النَّاصِرَةِ وَكَانَ خَاضِعًا لَهُمَا..." (لو2: 51). القارئ العزيز... لقد أوفت العذراء بتعهدها بإكرام يوسف النجار خطيبها أو رجلها. لم تتنصل من اعتباره رجل البيت وعائله، لأنه لم يكن بالحقيقة زوجًا لها. لقد قبلت أن تخطب له، وأن تذهب إلى بيته فلماذا تنكث بعهدها؟! إن الإنسان الروحي لا بد أن يوفي بتعهداته، ولا يتنصل منها لأي سبب من الأسباب، لأن وفاء الإنسان بتعهداته يشهد لأمانته. ولقد أكد الرَّب ضرورة حفظ الأمانة والعهد حتى مع غير الأمناء، كقوله: "فَمَاذَا إِنْ كَانَ قَوْمٌ لَمْ يَكُونُوا أُمَنَاءَ؟ أَفَلَعَلَّ عَدَمَ أَمَانَتِهِمْ يُبْطِلُ أَمَانَةَ اللهِ؟" (رو3: 3). فإياك يا أخي أن تفكر يومًا في التنصل من الوفاء بتعهداتك نحو أب أو أم، أو زوجة أو زوج، أو أخ أو أخت، أو ابن أو ابنة، أو صديق... أو... أو... لأن تعهداتك نحو الآخرين هي بالأحرى تعهدات نحو الله، فاحفظ الأمانة. |
|